تعتزم مجموعة "اتصالات" ضخ أكثر من 3 مليارات درهم قيمة الاستثمارات المقررة خلال عام 2017 في البنية التحتية وتحديث شبكات الهاتف المتحرك والألياف الضوئية في دولة الإمارات، بحسب المهندس صالح العبدولي، الرئيس التنفيذي للمجموعة.
وأوضح العبدولي في تصريحات صحفية على هامش المشاركة في المؤتمر العالمي للاتصالات المتنقلة "الموبايل كونجرس" في برشلونة، إن قيمة وطبيعة الاستثمارات الجديدة تم تحديدها بناء على مستويات التغطية الحالية والمستهدفة لشبكات "اتصالات" في الدولة، ووفقاً لعمليات التطوير اللازمة في إطار مشروع تمديد شبكة الجيل الخامس (5G)، مؤكداً أن التحول لشبكة الجيل الخامس يتطلب تهيئة البنية التحتية والمنظومات القائمة بما يتوافق مع المعايير الدولية ذات الصلة.
وأضاف أن شبكة "اتصالات" هي إحدى أكبر وأسرع وأحدث الشبكات على مستوى المنطقة، وذلك بفضل الاستثمارات المتواصلة التي فاقت 28 مليار درهم خلال السنوات الماضية، حيث تجاوزت مستويات التغطية لشبكة الجيل الثالث 3G" 99%"، والجيل الرابع 4G" 95%" من المناطق المأهولة بالسكان في الدولة. ولفت أن شبكة الألياف الضوئية الواصلة إلى المنازل (FTTH) شهدت نمواً مميزاً خلال العام الماضي، الأمر الذي أسهم في اعتلاء الدولة المرتبة الأولى في نسبة النفاذ وفق تصنيف المجلس العالمي للألياف الضوئية للعام 2016، متخطية بذلك العديد من دول العالم المتقدم، حيث بلغت معدلات التوصيل للمنازل نسبة 93.7%، وهو ما يعد إنجازاً جديداً للدولة يعكس حالة التفوق والريادة التي تشهدها على مختلف الأصعدة.
وذكر العبدولي إن سوق الاتصالات المحلية تتسم بمستويات عالية من المنافسة، وأظهرت "اتصالات" العام الماضي نشاطاً تسويقياً ملحوظاً من خلال العدد الكبير من العروض التي طرحتها في السوق المحلية، الأمر الذي يصب في النهاية في مصلحة العملاء بكل تأكيد.
ولفت بأن "اتصالات" قدمت نموذجاً فعالاً تميز بالوفرة والتنوع والقيمة المضافة لضمان تلبية توقعات كل شرائح العملاء وبما يتماشى مع احتياجاتهم المختلفة، لافتاً إلى أن البنية التحتية التي طورتها "اتصالات" بمليارات الدراهم لتقديم مستويات الجودة الكبيرة والسرعات العالية والتقنيات الحديثة التي يتمتع بها العملاء اليوم في الإمارات، حيث تصدرت العالم العربي في مؤشر الجاهزية الشبكية ضمن تقرير تكنولوجيا المعلومات العالمي 2016.
وأضاف العبدولي: "نحن في سعي دائم لتقديم أفضل التجارب لعملائنا من خلال طرح عروض بيانات ومكالمات تنافسية تقدم لهم مستويات عالية من القيمة المضافة والتوفير وترقى في الوقت ذاته إلى ما يتطلعون إليه من مستويات الجودة والاعتمادية. ونواصل دائماً دراسة متطلبات عملائنا بشكل أفضل لنتمكن من تصميم منتجات وعروض تلبي احتياجاتهم وتسعدهم، وسنواصل تطوير خدمة العملاء للوصول بها إلى مستويات ترقى إلى ولائهم الراسخ لشركة اتصالات".
وحول الاستراتيجية المقبلة للمجموعة، قال العبدولي: "باعتبار أن اتصالات انتقلت من مرحلة مزود لخدمات الهاتف المتحرك إلى مزود شامل لخدمات وحلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، يضعنا ذلك أمام مهمة كبيرة تتطلب منا تبني كل ما هو جديد في عالم التكنولوجيا والاتصالات، والعمل على امتلاك المقومات المطلوبة لنتمكن من مواكبة تلك التطورات، بما في ذلك الموارد البشرية والأصول ذات الصلة والخبرات المتخصصة وقدرات الابتكار، إضافة إلى سرعة التكيف، والتي تعتبر عاملاً غاية في الأهمية في ظل الوتيرة السريعة التي يتطور فيها المشهد العالمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وأضاف: "لتلبية تلك التحديات، سنعمل خلال 2017 وعلى امتداد 2018 على الانخراط بشكل أكبر في مشاريع التحول الرقمي انطلاقاً من دولة الإمارات امتداداً للأسواق الأخرى التي تعمل فيها المجموعة، وذلك في إطار رؤيتنا الاستراتيجية الرامية إلى قيادة المستقبل الرقمي لتمكين المجتمعات والمساهمة في تحقيق الأجندة الوطنية على مستوى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتحول الرقمي، مدفوعين بحضورنا القوي في المجالات الرقمية، وذلك عبر شراكاتنا في عدد من المشاريع الرائدة مثل "دبي باركس آند ريزورتس" ومعرض إكسبو دبي 2020".
وتابع العبدولي: "إضافة إلى المشاركة القوية في المشروعات الوطنية الرائدة في كل القطاعات لا سيما قطاعات الصحة والتعليم بالتزامن مع التوجهات الحكومية نحو رفع مؤشرات السعادة، ونعمل كذلك وفق استراتيجية تحقق قيمة مضافة للعملاء والمساهمين بالتزامن مع مواصلة الاستثمار في مستقبل الشركة على المدى الطويل لتوفير ما يتطلع إليه عملاؤنا في العصر الرقمي، وبالشكل الذي يخدم الأجندة الوطنية الهادفة إلى تعزيز النمو الاقتصادي والقدرة التنافسية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وفي الوقت الذي سنواصل فيه تطوير أعمالنا الرئيسة وتجربة العملاء، سنعمل على إقامة الشراكات المناسبة ومواصلة الاستثمار في الابتكار والمنصات الذكية والبيانات الكبيرة وتحسين التكاليف والكفاءة التشغيلية لتعزيز مكانة المجموعة".
وعلى صعيد قطاع الأعمال، نوه العبدولي أن "اتصالات" تمتلك محفظة واسعة من الخدمات والحلول المتكاملة والشاملة لمختلف القطاعات، بدءاً من تجهيزات الاتصال المكتبية ووصولاً إلى حلول الربط الشبكي والخدمات المدارة للأعمال، مضيفاً أن "اتصالات" توفر للشركات الصغيرة والمتوسطة باقات مصممة خصيصاً لتقديم أفضل قيمة ممكنة وتتيح لها الاستفادة من سعات كبيرة من الخدمات الشاملة.
وبخصوص التوطين، ألمح العبدولي إلى أن "اتصالات" لها تاريخ طويل في توطين وتمكين كوادرها من خلال العديد من البرامج والمبادرات التي استهدفت استقطاب الكفاءات والخريجين الجدد وأصحاب الخبرة من الإماراتيين ضمن الاختصاصات التي تحتاجها الشركة لتدريبهم وتأهيلهم وتعيينهم حسب الاختصاص، مشيراً إلى أن نسبة التوطين الحالية في "اتصالات" تقارب 47% من إجمالي الموظفين ونحو 37% من الإدارة العليا. ولفت العبدولي إلى أن الشركة قد حققت نتائج مرضية في هذا الإطار ورفعت معدلات التوطين في مختلف إداراتها وأقسامها.
وحول تأهيل القيادات، قال العبدولي: "شركة حيوية بحجم اتصالات تعمل ضمن 17 دولة، ذلك يستوجب ضرورة وجود قيادات تتمتع بمستويات احترافية مميزة من المؤهلات القيادية والقدرة على اتخاذ القرار.
أرسل تعليقك