اقتنع محمد جامع بأهمية التحول إلى الطاقة المستدامة والاقتصاد الأخضر، وقرر دعم هذه الجهود بحلول موفرة للطاقة، وبدأ يبحث كيفية تطوير القطاع بصورة إبداعية تتناسب ورؤية الدولة للسنوات المقبلة، وفكر في تأسيس شركة “ساستينابل” للإضاءة المستدامة، لتقديم حلول مستدامة للطاقة، يمكن أن توفر الطاقة بنسبة تصل إلى 90% ولفترة تصل إلى 10 سنوات.
وأكد جامع، الذي تخصص في الهندسة الميكانيكية، أن توفير الطاقة يعمل على توفير المصروفات التي تتبع هذا القطاع، لافتًا إلى أنه أراد أن تكون منتجاته موفرة، وفي الوقت ذاته تباع بأسعار مناسبة تلبي الطلبات للقطاعين الصناعي والتجاري، واستهلاك الأفراد.
وروى جامع قصة تأسيسه لشركة “ساستينابل” للإضاءة المستدامة إنه بدأ بعدما علم أن أحد زملاء الدراسة صمم مصابيح كهربائية موفرة للطاقة وصديقة للبيئة، موضحًا “كنت أبحث منذ فترة طويلة عن حلول مستدامة للإضاءة، إلا أنني مهندس ميكانيكي وتنقصني الخبرة في مجال التصميم والتصنيع، في حين أن زميلي مهندس كهربائي وابتكر التصميم”.
وأضاف أنه تبنى أفكارًا صديقه لتصبح ملكًا لشركة “ساستينابل”، التي أنشأها عام 2013 برخصة “انطلاق” من مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مشيرًا إلى أنه أراد أن يبدأ بداية كبيرة ولا يهدر النسبة الأكبر من رأس المال، موضحًا أن الرخصة التجارية تحتاج إلى مصروفات وعمل أكبر، في حين أن رخصة “انطلاق” ساعدته على استخدام رأس المال في تطوير المنتج.
وتابع جامع أن العمل على التصاميم، والانتهاء منها، والتخطيط للمشروع، استغرقت ستة أشهر تقريبًا، قبل التواصل مع “مؤسسة محمد بن راشد” التي وافقت على تسهيل ترخيص المشروع، مضيفًا “بعد أن بدأنا بفترة قصيرة احتجت إلى مساعد مالية من أجل تطوير المشروع، لذا تواصلت مع المؤسسة مرة أخرى للحصول على رخصة مشروع تجاري متكامل”.
وأوضح أن مشروعهما يحوي منتجات موفرة للطاقة وصديقة للبيئة، مضيفًا أن الإضاءة تعتمد على تقنية الـ”إل إي دي”، إذ إنها موفرة للطاقة بنسبة تصل إلى 90%، وتوفر المصروفات بنسبة تصل إلى 94% خلال عام كامل، ولا يستخدم فيها مواد مثل الزئبق.
وأكمل “أردت أن أصل لمرحلة نستطيع فيها استخدام الإنارة فترات طويلة، بالإضافة إلى توفير مصروفات إنتاج الكهرباء، وتغيير الإضاءات بشكل دوري”، موضحًا أن حلول الإضاءة التي يقدمها لها عمر افتراضي يفوق المنتج التجاري الذي يباع في الأسواق، إذ إن الإضاءات الداخلية تستمر في العمل المتواصل لمدة تزيد على ثلاث سنوات، في حين أن المنتج التجاري قد يحتاج إلى تغيير كل ستة أشهر، والإضاءة الخارجية يمكن أن تواصل العمل لفترة تصل إلى 10 أعوام مقارنة مع ثلاثة أعوام فقط للمنتج التجاري.
وأضاف جامع أنه يقدم دراسة جدوى للشركات التي تحاول توفير الطاقة، بحيث يحتسب العائد المالي والاستخدام وشدة الإنارة لكل شركة، قبل استخدامها، ليتمكن من عرض أفضل الممارسات، موضحًا أنه تواصل مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة لتتعرف على المنتج، وأرادت تجربته وشراءه لتوفير الطاقة، موضحًا أن الإضاءة المطورة يمكن استخدامها في البيئات الصناعية التي تكون درجة الحرارة فيها تراوح ما بين 40 درجة تحت الصفر و60 درجة مئوية، إضافة إلى توفير المواد الأولية في مد خطوط الكهرباء في البنية
وأشار إلى أنه يحاول تنفيذ الخطة الاستراتيجية والرؤية الواضحة التي وضعها نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتحويل اقتصاد دبي إلى الاقتصاد الأخضر، والتقليل من الهدر والاعتماد على الطاقة المستدامة بحلول 2020.
وذكر جامع: “واجهتنا تحديات عدة منذ إنشاء الشركة في عام 2013، خصوصًا أننا حاولنا فترة من الزمن تطوير المصابيح لنصل بها إلى الشكل الحالي، وتوليف النماذج بحيث تكون متوافقة مع الاستخدامات في الدولة”، واستطرد: “بعد أن تمكنا من تطوير المنتج توجهنا إلى هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس للحصول على تقييم المنتج، وحصلنا على تقييم ممتاز للمنتجات الموفرة للطاقة، وجارٍ إجراء الاختبارات للحصول على ختم المواصفة الإماراتية”.
وأشار إلى أن الشركة واجهت تحديات أخرى، خصوصًا أنها جديدة في السوق وغير معروفة لدى المطورين، مبديًا تخوفه من استمرارية عمل الشركة في ظل التحديات التي تواجهها، مضيفًا: “خطتنا أن نتوسع لكن بشكل بسيط، بحيث نستطيع مواكبة التطورات وتحقيق الأهداف التي وضعناها على مدى السنوات المقبلة”.
وأفاد بأنه تعاقد مع أحد المصانع التايوانية لإنتاج الإنارة، بحيث ينتج إضاءات بكفاءات عالية وجودة أوروبية، وبأسعار مخفضة في متناول الجميع، وأبدى المصنع استعداده لإنتاج نحو مليون منتج من جميع الأنواع المتخصصة في الإنارة سنويًا، مضيفًا أن الشركة تستطيع تصميم الإنارة الخاصة لكل شخص وفق رغباته، ومواصفاته الخاصة.
وأوضح جامع أنه يخطط لافتتاح مصنع في الدولة لتصنيع الإنارة بدلًا من الاستعانة بمصانع خارجية
أرسل تعليقك