تدعم نتائج الشركات المساهمة العامة للربع الثاني، والتي يبدأ الإعلان عنها مطلع تموز/ يوليو المقبل، الأداء الإيجابي لأسواق الأسهم المحلية في تعاملات الأشهر السبعة المتبقية من العام الحالي، حيث يتوقع محللون ماليون أن تصل الأسواق إلى ذروة النشاط، في الربع الأخير من 2015.
وأكد هؤلاء ضرورة احتفاظ الأسواق بالأداء الإيجابي خلال الفترة المقبلة، مع استمرار عدد من العوامل، منها استمرار تحسن أسعار النفط، وعدم تفاقم الأوضاع السياسية في المنطقة، والاقتصادية في أوروبا، في ظل المخاوف من تداعيات سلبية من خروج اليونان من منطقة اليورو.
وأجمعوا على أن تحقيق شركات المساهمة العامة خصوصاً البنوك وشركات العقارات أداءً أعلى من التوقعات خلال الربع الثاني، من شأنه أن يدعم موجة صعود جديدة لأسواق الأسهم المحلية، خصوصاً أن غالبية المؤسسات المالية وضعت تقييماً منخفضاً للشركات في الربع الأول، بسبب تراجع أسعار النفط، وفي حال جاء أداء الشركات أعلى من توقعات هذه التقييمات، فإن الوضع سيكون مختلفا.
وأشار المحللون من تأثيرات موسم الصيف وشهر رمضان الشهر المقبل على الأسواق، خصوصاً ما يتعلق بانخفاض متوقع في حجم السيولة، مشيرين إلى أن موسم الصيف طيلة العامين الماضيين شهد أداءً أعلى من التوقعات، وسجلت خلاله ارتفاعات جيدة، وهو ما يمكن حدوثه في حال أعلنت الشركات عن نمو جيد في نتائج الربع الثاني، وهو ما أكده موسى حداد مدير صندوق استثماري في مجموعة إدارة الأصول في بنك أبوظبي الوطني.
وأضاف أن نتائج الربع الثاني هى التي ستحدد مسار الأسواق للفترة المقبلة، حيث تفضل صناديق ومحافظ الاستثمار ترقب هذه النتائج، بعدما أخذت الأسواق العوامل السلبية كافة التي حدثت في الربع الأول، أبرزها تراجع أسعار النفط، وتسببت في خفض تقييم أسهم الشركات، موضحاً أن من المتوقع في حال جاءت نتائج الربع الثاني أعلى من التوقعات، أن يتم تعديل التقييمات لوضع أفضل، وبالتالي دخول السوق في موجة صعود جديدة.
وأفاد بأن محافظ الاستثمار المؤسساتية لا تتخوف كثيراً من الأوضاع السياسية المضطربة، في حال كانت تقييمات الشركات مغرية، حيث تغامر بالشراء طالما أن الأسعار مغرية، الأمر الذي يجعل أسواق الإمارات جذابة من حيث مكررات ربحيتها التي تتداول حالياً بين 10 - 12 مرة.
واكد حداد، إن أسواق الإمارات لم تأخذ حقها من الصعود حتى الآن، حيث كان متوقعاً أن تحقق أداءً أفضل في الربع الأول من العام، مع صدور نتائج الشركات وتوزيعات أرباحها، وهو ما لم يحدث بسبب التأثيرات السلبية لتراجع أسعار النفط، الأمر الذي يجعلها تحتفظ بحقها في الصعود خلال النصف الثاني من العام بنسب أفضل، مع تحسن العوامل الخارجية المتعلقة بالوضع الاقتصادي العالمي، واستقرار أسعار النفط.
ولفت العضو المنتدب لشركة أبوظبي الوطني للأوراق المالية محمد علي ياسين ، إن بداية الربع الثالث ستكون هادئة بسبب طبيعة الصيف وشهر رمضان، فضلاً عن عدم وجود محفزات تغير من المسار الحالي للأسواق، وهو ما قد يمتد حتى شهر أيلول / سبتمبر المقبل.
وأضاف " لا يتوقع أن تأتي نتائج الشركات للربع الثاني أعلى من التوقعات، وفي أحسن الأحوال ستكون في نفس مستويات أرباح الربع الأول، الأمر الذي لن يغير شيئاً في استمرار ضعف السيولة في الفترة القادمة"، موضحا أن السيولة الاستثمارية متوافرة لكن لا توجد محفزات للدخول في الأسواق خلال موسم الصيف.
وأفاد بأن السيولة الأجنبية التي قد ترد للمنطقة لدخول السوق السعودي خلال شهر يونيو، قد تجد فرصاً استثمارية جيدة في سوق الإمارات الذي يعتبر أرخص من السوق السعودية بنحو 40%، وقد يتزامن ذلك مع عمليات شراء استباقية لنتائج الشركات عن الربع الثالث.
وصرح ياسين، إن الربع الأخير من العام عادة ما يكون أفضل الأشهر في الأسواق من حيث الأداء، حيث يحرص مدراء المحافظ وصناديق الاستثمار على تكثيف تداولاتهم قبل نهاية العام، فضلاً عن رغبة كثير من المستثمرين لدخول الأسواق، للاستفادة من توزيعات الأرباح السنوية للشركات ، مقللاً من تأثيرات حادة على أسواقنا المحلية في حال تفاقمت الأزمة اليونانية بخروج أثينا من منطقة اليورو، وختم بأن أوروبا ذاتها استعدت لهذا السيناريو، وفي حال حدوثه لن يتعدى التأثير اليوناني ذاته، مما يستبعد حدوث تأثير سلبي على أسواق الإمارات.
أرسل تعليقك