أرجع خبيران في أسواق المال انخفاض التداولات في أسواق المال المحلية إلى قلق المستثمرين من أداء الاقتصاد العالمي، وغياب الثقة، لاسيما في ظل الأداء المتذبذب، وعدم وجود توجه واضح للسوق، مشددين على أن تنوع اقتصاد الإمارات والإنفاق المستمر على المشروعات، عوامل يفترض أن تعزز ثقة المستثمرين.
وذكرا إن الأداء المتذبذب يحتاج إلى سيولة أكبر لإظهار اتجاه المؤشرات، معربين عن أسفهمها لإحجام المحافظ المالية وكبار المستثمرين عن المبادرة.
وأوضحا أن بداية جلسات التداول في الأسبوع الماضي شهدت تراجعًا واضحًا، بضغط من أداء السوق العالمي الذي تأثر سلبًا بأحداث العاصمة الفرنسية باريس، ما أدى إلى استدعاء كبير لتمويلات “الهامش”، سرعان ما استطاعت المؤشرات استيعابها، وعادت للارتفاع الإيجابي.
واعتبرا الارتداد الإيجابي أمرًا جيدًا، خصوصًا في جلسة آخر الأسبوع، إلا أن ضعف حجم التداول لايزال السمة الغالبة للتعاملات اليومية.
ويشار إلى أن القيمة السوقية ارتفعت بمقدار سبعة مليارات درهم، لتستقر في نهاية الأسبوع عند 707 مليارات درهم، مقارنة مع 700 مليار درهم في نهاية الأسبوع الذي سبقه.
تذبذب الأداء
وأوضح المدير العام لـ”مركز الشرهان للأسهم” جمال عجاج، إن “تذبذبًا واضحًا في أداء المؤشرات ساد تعاملات الأسبوع الماضي في الأسواق المالية، باستثناء جلسة تداول، أول من أمس، التي شهدت تحسنًا واضحًا على المستوى السعري للأسهم القيادية، مثل سهم مؤسسة الإمارات للاتصالات (اتصالات)، وشركة (إعمار) العقارية، لكن مع استمرار ضعف أحجام التداول”.
وأرجع عجاج انخفاض التداولات في أسواق المال المحلية إلى حذر المستثمرين، وغياب الثقة، خصوصًا في ظل الأداء المتذبذب، وعدم وجود توجه واضح للسوق.
وأضاف أن المستويات السعرية التي وصلت إليها الأسهم المدرجة، تستوجب دخول شراء قوي عليها، معربًا عن أسفه لإحجام المحافظ المالية وكبار المستثمرين عن المخاطرة، أو المبادرة، الأمر الذي يجعل السوق ساحة للمضاربين اليوميين فقط، ويخلو من أية استثمارات متوسطة أو طويلة الأجل.
وأوضح عجاج أنه، على الرغم من تراجع أسعار النفط والعائدات المتأتية منه، فإن اقتصاد الإمارات لم يتأثر نظرًا لتنوعه، لافتًا إلى وجود إنفاق مستمر على المشروعات، والاستعداد لاستضافة معرض “إكسبو 2020 دبي”، وهي عوامل يفترض أن تعزز ثقة المستثمرين، لكن القلق من أداء الاقتصاد العالمي عمومًا لايزال هو المسيطر.
وذكر المحلل المالي في “شركة الأنصاري للخدمات المالية”، عبدالقادر شعث، إن “بداية جلسات الأسبوع شهدت تراجعًا واضحًا بضغط من أداء السوق العالمي، الذي تأثر سلبًا بأحداث العاصمة الفرنسية باريس، ما أدى إلى استدعاء كبير لتمويلات الهامش، سرعان ما استطاعت المؤشرات استيعابها، وعادت للارتفاع الإيجابي”.
واعتبر شعث الارتداد الإيجابي أمرًا جيدًا، خصوصًا في جلسة آخر الأسبوع، لافتًا إلى أن ضعف حجم التداول لايزال السمة الغالبة للتعاملات اليومية.
وأكد أن المؤشرات الفنية ارتفعت، لكن المستثمرين لايزالون بحاجة إلى الاطمئنان، وتعزيز ثقتهم بالأسواق، ليعيدوا السيولة مرة أخرى، وبالتالي ترتفع أحجام التداولات.
وأشار شعث إلى أن سهم “شركة أرابتك القابضة” شهد تعاملات نشطة، وإقبالًا كبيرًا من قبل المستثمرين على مدار الأسبوع الماضي، على الرغم من تراجع سعره، والنتائج المالية للربع الثالث التي جاءت سلبية.
ورأى شعث أن تداولات “أرابتك” هي أهم ما ميز سوق دبي المالي خلال الأسبوع الماضي، إذ استحوذ على نحو 20% من تداولات سوق دبي المالي، ويعتبر الأنشط في القطاع العقاري خلال خمس جلسات على التوالي.
وأضاف أن اللافت في سوق أبوظبي للأوراق المالية كان سهم مؤسسة الإمارات للاتصالات “اتصالات” الذي جاوز مستوى 16 درهمًا، واستحوذ على نسبة تراوح بين 40 و50% من تداولات السوق، معتبرًا تلك الأرقام الأعلى منذ خمسة أعوام تقريبًا.
ورأى شعث أن الأداء المتذبذب يحتاج إلى سيولة أكبر لإظهار اتجاه المؤشرات، ما يسهم في عودة كبار المستثمرين للسوق، وزيادة أحجام التداولات.
أرسل تعليقك