شهد معرض رأس الخيمة للتعليم والتدريب والتوظيف في دورته الثامنة في مركز رأس الخيمة للمعارض غيابًا تامًا للوزارات والهيئات الحكومية الاتحادية، الأمر الذي آثار تساؤلات مواطنين ومواطنات باحثين عن عمل من حملة الشهادات الجامعية والمتوسطة، عن اهتمام المؤسسات الخاصة بالتوطين دون غيرها من الجهات الحكومية الاتحادية في توظيف الكادر المواطن.
وبلغ عدد الجهات المشاركة 30 مؤسسة حكومية وخاصة، من بينها 10 جهات حكومية محلية في رأس الخيمة، وخمس مؤسسات من القطاع الخاص، و15 مؤسسة للتدريب والتعليم.
ورصدت "صوت الإمارات" إقبالًا ملحوظًا من قبل مواطنات من حملة الشهادات الجامعية حضروا بحثًا عن عمل في الجهات الحكومية والخاصة العارضة، وقال بعضهن إنهن تخرجن قبل ثلاث سنوات في الجامعات والكليات حاملات شهادات دراسية عليا في مجالات إدارة الأعمال، ونظم المعلومات، ولم يجدن وظائف في مجالات تخصصهن.
وأضفن أن بعض المؤسسات تفضل توظيف حملة الثانوية العامة وتأهيلهم لسوق العمل على حملة الشهادات الجامعية، من أجل خفض الرواتب والامتيازات الوظيفية.
وأوضح المدير التنفيذي لمؤسسة رؤيا لتنظيم المعارض والمؤتمرات في رأس الخيمة، عبدالناصر محمد الذهب، إن المؤسسة تواصلت مع جميع الوزارات والهيئات الاتحادية طوال السنوات الماضية من أجل المشاركة في معرض التوظيف وعرض فرص العمل المتوافرة لديها للباحثين عن عمل من خريجي الجامعات وطلبة الثانوية العامة، إلا أنها لم تتلق أي طلبات للمشاركة.
وأضاف أن المعرض يقتصر منذ إطلاقه قبل ثماني سنوات على مشاركة الجهات الحكومية المحلية في رأس الخيمة، والقوات المسلحة، وشرطة أبوظبي، وعدد من البنوك والجامعات ومؤسسات التدريب والتعليم.
وأشار إلى أنه على الرغم من غياب الوزارات والهيئات الاتحادية عن المعرض فإنه نجح خلال العام الماضي في توظيف 1200 مواطن ومواطنة في مختلف الجهات الحكومية المحلية في رأس الخيمة، وبعض القطاعات الخاصة.
وأوضح أن المعرض استقبل خلال اليوم الأول من افتتاحه 1020 زائرًا بينهم 169 مواطنًا من الباحثين عن عمل من حملة الثانوية العامة والشهادات الجامعية، مشيرًا إلى أن معظم الباحثين عن عمل من المواطنات، إذ يشهد المعرض انخفاضًا في إقبال الشباب المواطنين نظرًا لرغبتهم في تأدية الخدمة الوطنية.
وذكر رئيس قسم التوطين في بنك رأس الخيمة، سلطان آل علي، أن البنك لديه خطة لتدريب وتأهيل الباحثين عن عمل، شرط أن يكون الباحث حاصلًا على شهادة الثانوية العامة، والبنك لا يشترط الحصول على شهادة جامعية.
وأوضح أنه سيتم إخضاع جميع الباحثين لدورات تدريبية مكثفة في المجال المصرفي من أجل توفير وظائف في مختلف إدارات وأفرع البنك، مشيرًا إلى أن عدم حصول الباحث عن عمل على شهادة جامعية لن يكون عائقًا أمام حصوله على فرصة عمل.
وأضاف أن البنك يستهدف مقابلة 120 باحثًا عن عمل في معرض رأس الخيمة للتدريب والتوظيف، لافتًا إلى أنه سيتم التواصل مع جميع الطلبات التي يتم تقدميها فور انتهاء المعرض من أجل البدء في إجراء المقابلات الشخصية.
وذكرت مواطنة باحثة عن عمل (ع.أ) إنها حاصلة على شهادة إدارة الأعمال ونظم المعلومات من إحدى جامعات الدولة قبل ثلاث سنوات، ومنذ تخرجها بحثت عن عمل في مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة لكنها لم تجد شاغرًا يناسب تخصصها الأكاديمي.
وأوضحت أنه لم يتم إجراء مقابلات شخصية معها على الرغم من تقديم أوراقها إلى بعض المؤسسات التي أعلنت عن حاجتها إلى موظفين في مجال نظم المعلومات، لافتة إلى أنها اختارت تخصصها الجامعي بناءً على توصيات الخبراء في سوق العمل.
وأشارت إلى أنه فور تخرجها لم تجد أي فرصة مناسبة للعمل في المجال نفسه في إمارة رأس الخيمة، ما جعلها عاطلة عن العمل منذ ثلاث سنوات، موضحة أنها ندمت على دراسة تخصص إدارة الأعمال ونظم المعلومات لعدم وفرة الشواغر في هذا التخصص.
وذكرت المواطنة (ن.م) إنها كانت تتمنى أن تجد وزارة أو هيئة اتحادية مشاركة في المعرض، للبحث عن الوظائف المناسبة لديهم، إلا أن استمرار غياب تلك الجهات سيؤخر فرص حصول المواطن على عمل في الجهات والهيئات الاتحادية.
وأفادت المواطنة (ي.ع) بأنها حاصلة على دبلوم في إدارة الأعمال، ومعظم الجهات المشاركة في المعرض تبحث عن مواطنين حاصلين على الثانوية العامة، وأن حملة الشهادات الجامعية فرصهم قليلة لعدم وجود وفرة في الوظائف التي تناسب تخصصهم الجامعي.
وأوضحت أنها قدمت أوراقها لأكثر من جهة حكومية وخاصة من أجل العمل إلا أنه لم يتم التواصل معها أو إجراء مقابلة شخصية، مشيرة إلى أن الشهادة الجامعية أصبحت عائقًا أمام بعض الوظائف المتوافرة في سوق العمل.
وأضافت أنه لا يوجد في المعرض أي وزارة أو هيئة اتحادية مشاركة، وهذا ما تسبب في عدم حصول المواطن على فرص العمل في الجهات الحكومية الاتحادية، التي تعد من أفضل الجهات التي توفر امتيازات مالية وحوافز للمواطنين.
أرسل تعليقك