دبي - جمال أبو سمرا
أكد نائب رئيس سلطة مركز دبي المالي العالمي عبد العزيز الغرير على أهمية الإمارات ودول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على الساحة المالية العالمية، فعلى الرغم من تراجع اسعار النفط العالمية إلا إن المنطقة مازالت تعد بين أكبر مصادر السيولة وخلق الثروات في العالم .
دعا خلال ندوة استضافها مركز دبي المالي العالمي يوم أمس الثلاثاء في دبي ونظمتها وكالة "لوكسمبورغ فور فاينانس" إلى إدارة السيولة الإقليمية عبر المنطقة، خاصة أن العملاء من المنطقة يفضلون أن يكون لمؤسسات إدارة الأصول التي تتعامل معها تواجد في المنطقة . وقال إن دبي، ومركز دبي المالي تعد مقرا مثاليا لإدارة هذه السيولة . وأشار إن عدد الشركات العاملة في مركز دبي المالي وصل إلى 1225 شركة في نهاية العام الماضي بنمو 18% على 2013 .
ولفت إن المنطقة تضم 9 من أكبر الصناديق السيادية في العالم، مع إجمالي أصول يقدر بنحو تريليوني دولار . وأضاف قائلاً إن ثروات المؤسسات الأخرى يتوقع أن تنمو بمتوسط 8 .8% سنويا، لتصل إلى 5 تريليونات دولار بحلول عام 2020
.
وبين إلى إن الثروات الخاصة في المنطقة يتوقع ان تنمو سنويا بنحو 5 .6% لتصل إلى 2 .7 تريليون دولار بحلول عام 2018 . كما قال إن قيمة قطاع صناديق التضامن في المنطقة بلغت نحو 62 مليار دولار في نهاية ،2013 مع 169 مؤسسة تدير 815 صندوقاً .
ورجح أن تصل حجم الأصول قيد الإدارة في المنطقة إلى 5 .1 تريليون دولار أمريكي بحلول عام ،2020 مقابل 600 مليار دولار في ،2012 وقال إن هذه الأرقام جميعها تعكس وجود مساحة واسعة للنمو في مجال إدارة الأصول، خاصة أن نسبة الأصول المدارة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لا تتجاوز 5 .2% من إجمالي القيمة السوقية في المنطقة، مقابل 35% في بريطانيا وحوالي 75% في الولايات المتحدة .
وقال إن هناك علاوة على ما تقدم فرص هائلة على مستوى قطاع التمويل الإسلامي في المنطقة حيث قدرت طومسون رويترز حجم الاقتصاد الإسلامي بحوالي 7 .6 تريليون دولار، كما تقدر الأصول المالي الإسلامية بإجمالي 35 .1 تريليون دولار، منها 44 مليار دولار في الصناديق الإسلامية، وأكثر من تريليون دولار في البنوك التجارية .
وأكد أن دبي تقع في مركز الدول التي عرفتها أرنست أند يونغ على أنها أهم اللاعبين الأساسيين في مجال التمويل الإسلامي، وهي قطر وإندونيسيا والسعودية وماليزيا وتركيا والإمارات، فهذه الاقتصادات الستة تشكل نحو 80% من أصول المصارف الإسلامية عالميا، ويتوقع لها ان تسجل نموا بنسبة 20% سنويا خلال الفترة من 2013 وحتى 2018 .
وأعلن إن مركز دبي المالي العالمي يسعى لتحقيق النجاح كمركز لاستقطاب الصناديق الراغبة في إيجاد مدخل لها في المنطقة التي تضم دول مجلس التعاون والشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا .
وتحدث عن اداء المركز قائلاً إن حجم الأصول تحت الإدارة في المركز ارتفعت في 2014 بنحو 50% عن العام السابق، وبنسبة 110% عن العامين السابقين لتصل إلى 17 مليار دولار .
وأضاف قائلاً إن عدد شركات إدارة الأصول في المركز وصل إلى 150 شركة في العام الماضي، منها 11 من أكبر 20 شركة في العالم، إضافة إلى 50 صندوقاً إقليمياً ناشئاً، كما أن 1000 صندوق تقريبا يتم تسويقها من المركز، من بينها 11 صندوقاً تتخذ من المركز مقرا لها .
وكان وفد مالي يترأسه ولي عهد لوكسمبورغ الأمير غيوم،برفقة الأميرة سيتفاني ولية العهد، وبقيادة بيير غرامينغا، وزير المالية وصل إلى دبي أمس بهدف تعزيز علاقات التعاون الوثيقة بين لوكسمبورغ والإمارات في مجال الخدمات المالية .
وفي كلمته خلال المؤتمر أعلن الأمير غيوم إن هناك الكثير من أوجه التشابه بين دبي ولوكسمبورغ، وأبرزها جودة الحياة والمجتمع المتعدد والمتجانس .
وأكد قوة العلاقة بين الإمارات ولوكسمبورغ، والارتباط الوثيق بين المراكز المالية في البلدين منذ سنوات . وأضاف أن التعاون بين الطرفين لا يقتصر على الخدمات المالية، وأن التركيز في المرحلة المقبلة سوف يضم العديد من القطاعات منها البناء والتشييد .
وأوضح إن الزجاج الذي يغطي برج خليفة، والفولاذ المستخدم في الطرف الأعلى من البرج من صناعة شركات من لوكسمبورغ . واضاف أن هذه فقط بداية تعامل مثمر مرتقب بين البلدين، واعتبر هذه الزيارة خطوة لتوطيد العلاقات بصورة اكبر في المرحلة القادمة .
وتأتي هذه البعثة بعد الزيارة الناجحة التي أجراها وزير مالية لوكسمبورغ إلى الإمارات خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، والتي أثمرت عن توقيع مذكرة تفاهم حول الخدمات المالية والمصرفية الإسلامية وقعها وزير مالية لوكسمبورغ ونظيره الإماراتي عبيد حميد الطاير، وزير الدولة للشؤون المالية .
وفي معرض تعليقه على الزيارة، أعلن وزير مالية لوكسمبورغ: بيير غرامينغا، "إنه لمن دواعي سروري أن أعود إلى الإمارات لتأكيد التزامنا بتعزيز العلاقات الوثيقة بين بلدينا . ونأمل من خلال هذه الزيارات الدورية زيادة فرص الأعمال لكافة الأطراف المعنية ضمن قطاعي التمويل التقليدي والتمويل الإسلامي، إلى جانب تبادل الخبرات في مجال تطبيق أحدث التطورات التقنية في قطاع الخدمات المالية" .
الجدير بالذكر أن هناك بنكاً من لوكسمبورغ انضم إلى مركز دبي المالي العالمي مؤخرا، وتوقع أن نرى المزيد من التعاون بين المؤسسات المالية من الجانبين في المرحلة القادمة .
وتحدث عن فرص التعاون المشتركة قائلاً إن لوكسمبورغ تعد البوابة المثالية للأعمال في منطقة اليورو، كما بين إن الوفد يهدف لترويج دور لوكسمبورغ في التمويل الإسلامي، خاصة وقد أصدرت في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي صكوكاً بقيمة 200 مليون يورو، كما تعتزم الدخول في إصدارات جديدة في المستقبل القريب .
وتطرق في الحديث خلال كلمته ضمن الندوة عن تفاؤله حيال النمو الاقتصادي في منطقة اليورو، والذي تدعمه من وجهة نظره عدة عوامل أبرزها نجاح القطاع المالي في اجتياز اختبارات المركزي الأوروبي بعد أن استفاد من دروس الأزمة . وبرنامج التيسير الكمي الذي أعلن عنه في أوروبا، واستفادة الاقتصادات المستوردة للنفط في أوروبا من تراجع الأسعار عالميا، إضافة إلى التركيز على الاستثمارات المجدية .
أرسل تعليقك