تواصلت عمليات البيع في أسواق المال المحلية على نحو مبالغ فيه، ما كبد الأسهم خسائر جديدة بلغت قيمتها 7.8 مليارات درهم، وشملت عمليات البيع غالبية القطاعات لكنها تركزت بالدرجة الأولى على الأسهم الثقيلة المدرجة ضمن قطاعي العقار والبنوك وفقا لما يظهر التحليل اليوم للتعاملات، التي ارتفعت فيها قيمة الصفقات المبرمة إلى نحو 1.55 مليار درهم، منها مليار درهم سجلت لصالح سوق دبي.
وأغلق المؤشر العام لسوق دبي المالي عند مستوى 4084 نقطة بخسارة نسبتها 1.16% في حين تخلى المؤشر العام لسوق أبوظبي للأوراق المالية عن حاجز 4600 نقطة هابطا إلى 4553 نقطة وبنسبة 1.41% مقارنة مع اليوم السابق. وانعكس الأداء السلبي في السوقين على مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع المتراجع بنسبة 0.99% إلى 4779 نقطة.
وتكبد سهم إشراق أكبر الخسائر في القطاع العقاري هابطاً بالحد الأدنى تقريبا إلى 90 فلسا وسط تداولات تجاوزت قيمتها 205 مليون درهم وانخفض إعمار إلى 7.80 دراهم بعدما نجح في فترة من فترات التداول بالعودة إلى فوق مستوى 8 دراهم، كما انخفض الدار إلى 2.61 دراهم.
وأوضح مدير شركة الإمارات دبي الوطني للخدمات المالية عبد الحوسني إن هناك مبالغة في عمليات البيع وهو ما ساهم في تراجع الأسعار بنسبة قوية خلال اليومين الماضيين، لكن ذلك ربما يساعد في خلق فرص استثمارية جديدة تساعد في جذب سيولة أخرى تعيد النشاط إلى السوق، مشيراً إلى أن المحافظ المحلية مطالبة بمزيد من الدفاع عن السوق وإعادته إلى مساره الصاعد مرة أخرى خاصة أن نتائج غالبية الشركات التي أفصحت عن بياناتها المالية جيدة.
وكانت التعاملات في سوق دبي المالي واصلت سلبيتها في فترة جس النبض خلال ربع الساعة الأولى من عمر الجلسة التي أعقبها تحسن طفيف في الأسعار استطاعت خلاله الأسهم استيعاب عمليات البيع التي تعرضت لها لكن عملية التحسن لم تدم طويلاً حيث ما لبثت أن عاد البيع من جديد وبوتيرة أعلى من السابق، الأمر الذي أوحى بأن السوق لن يكون بمقدوره الارتفاع.
وتركزت عمليات البيع على قطاع العقار، الذي يشكل عادة الأكثر جذباً للسيولة المتداولة الاستثمارية أو المضاربة التي كان لها الصفة الغالبة خلال الجلسة ما زاد من خسائر الأسهم التي عمقت من تراجع المؤشر بحسب معطيات التحليل الفني.
ويتضح من خلال الرصد الخاص بحركة سهم إعمار الذي يعد المؤشر الرئيس لوجهة السوق أثناء الجلسة أن بداية افتتاحه كانت هادئة مائلة للانخفاض الطفيف، لكنه سرعان ما بدأ بالتحسن حتى تمكن خلال النصف الأول من التعاملات من العودة إلى فوق مستوى 8 دراهم بالغا 8.06 دراهم إلا أنه تعرض بعد ذلك لموجة بيع قوية هبطت به إلى 7.80 دراهم خاسرا نحو 1.8% من قيمته وسط تداولات بلغت قيمتها نحو 160 مليون درهم، ولحق به في الاتجاه نفسه سهم الاتحاد العقارية إلى 1.42 دراهم ودريك اندس كل 0.825 درهم وديار 0.854 درهم وبعكس ذلك فقد نجح سهم داماك باستعادة توازنه مرتفعاً إلى 3.09 دراهم وكذلك الحال بالنسبة لإعمار مولز 3.20 دراهم.
وأسفرت حصيلة التعاملات عن إغلاق المؤشر العام للسوق عند مستوى 4084 نقطة بخسارة نسبتها 1.16% ما رفع من إجمالي تراجعه في جلستين بنسبة تجاوزت 3%، لكنه ما زال رغم ذلك عند مستويات تمكنه من العودة إلى التعويض بمجرد انتهاء عمليات البيع.
وعلى مستوى السيولة فقد بلغت قيمة الصفقات المبرمة نحو مليار درهم، وهي قريبة من حجمها المسجل في اليوم السابق ووصل عدد الأسهم المتداولة 684 مليون سهم نفذت من خلال 10047 صفقة.
وفي تعاملات بورصة ناسداك دبي المعروض أسهمها للتداول من خلال منصة سوق دبي المالي فقد تواصلت السلبية أيضا وانخفض سهم موانئ دبي العالمية إلى مستوى 23 دولارا وسهم الإمارات ريت إلى 1.22 دولار فيما استقر سهم أوراسكوم عند مستوى 13.25 دولاراً.
وفي سوق أبوظبي للأوراق المالية تواصل اللون الأحمر مسيطرا على المساحة الأكبر من شاشة العرض تحت ضغط من الانخفاض القوي المسجل في أسهم العقار والبنوك، الذي ارتفعت وتيرته في نهاية التعاملات، ما دفع بالمؤشر العام للأغلاق عند مستوى 4553 نقطة بخسارة نسبتها 1.41% مقارنة مع اليوم السابق متخلياً بذلك عن نقطة دعم مهمة وهي 4600 نقطة.
وفي قطاع العقار تكبد سهم إشراق أكبر الخسائر بعدما هبط بالحد الأدنى تقريبا إلى 90 فلسا وخسر سهم الدار 1.9% من قيمته مغلقا عند 2.61 درهم وكذلك سهم رأس الخيمة العقارية 70 فلسا. أما في قطاع الطاقة فقد تباينت الحركة وفيما ارتفع سهم طاقة إلى 76 فلساً فقد استقر سهم دانة غاز عند مستوى 50 فلساً.
وبرغم الانخفاض المسجل في السوق إلا أن حجم السيولة سجلت ارتفاعاً مقارنة مع اليوم السابق وبلغت قيمة التداول 543 مليون درهم وعدد الأسهم المتداولة 314 مليون سهم نفذت من خلال 3651 صفقة.
ومن إجمالي أسهم34 شركة جرى تداولها تراجعت أسعار أسهم 22 شركة مقابل ارتفاع أسعار أسهم 7 شركات ومحافظة أسهم 5 شركات على مستوياتها السابقة.
بلغت قيمة مشتريات الأجانب، غير العرب في سوق دبي المالي أمس الاثنين 160.570 مليون درهم في حين بلغت قيمة مبيعاتهم 152.220 مليون درهم، كما بلغت قيمة مشتريات المستثمرين العرب، غير الخليجيين، 202.030 مليون درهم وقيمة مبيعاتهم نحو 209.830 ملايين درهم. أما بالنسبة للمستثمرين الخليجيين فقد بلغت قيمة مشترياتهم 125.100 مليون درهم في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 130.230 مليون درهم خلال الفترة نفسها. ونتيجة لهذه التطورات فقد بلغ إجمالي قيمة مشتريات الأجانب 487.690 مليون درهم لتشكل ما نسبته 48.390% من إجمالي قيمة المشتريات، في حين بلغ إجمالي قيمة مبيعاتهم نحو 492.270 مليون درهم لتشكل ما نسبته 48.840% من إجمالي قيمة المبيعات، ليبلغ بذلك صافي الاستثمار الأجنبي نحو 4.580 ملايين درهم محصلة بيع.
أرسل تعليقك