الشارقة ـ صوت الامارات
زار وفد معهد الشارقة للتراث، الأحد الماضي، أكاديمية محمد السادس للفنون التقليدية في الدار البيضاء، في إطار جولة تشمل عددًا من المؤسسات والمواقع الثقافية والتراثية والتاريخية في المملكة المغربية، ضمن الجولة التي تتواصل حتى 12 حزيران/ يونيو الجاري، ويترأس الوفد خلالها رئيس المعهد عبدالعزيز المسلم.
وتضمنت الزيارة جولة تعريفية في الأكاديمية برفقة مديرها، وعدد من كبار العاملين فيها، بالإضافة إلى جلسة عمل مع الطاقم الإداري؛ للتعرف على البرنامج التعليمي للحرف اليدوية بالأكاديمية، التي تعتبر من أحدث المؤسسات المعنية بالفنون التقليدية في المملكة المغربية.
كان في استقبال الوفد محافظ مؤسسة مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء، بو شعيب فقار، ومدير أكاديمية الفنون التقليدية خليل المؤلف.
وأكد المسلم: اطلعنا من الوفد المغربي الشقيق أثناء زيارتنا الأكاديمية، على المتحف الذي يضم مقتنيات متنوعة، تتضمن كيفية بناء مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء والمواد المستخدمة في البناء، حيث أصبح المسجد معلمًا تاريخيًا وإسلاميًا يحظى بشهرة عالمية، كما تعرفنا على كيفية الاستفادة من الطراز المعماري.
وأوضح دور الأكاديمية في إبراز التراث بالمغرب العربي، حيث تعتبر محطة مهمة في دراسات الباحثين والمؤرخين، والتواصل بين المؤرخين والباحثين في الغرب والشرق، وبالتالي تتحققمن خلالها فكرة التواصل والتفاعل بين مختلف الثقافات.
وأضاف أن من بين أهم أهداف الزيارة التعريف بتراث الإمارات، ودور وجهود معهد الشارقة للتراث، بالإضافة إلى تبادل المعارف والخبرات والتجارب بين الجهات والهيئات المشتغلة في هذا المجال، لافتًا إلى أنها تأتي ضمن أجندة المعهد في القيام بزيارات لمختلف الدول العربية، واللقاء بالقائمين على الهيئات والمؤسسات المعنية بالتراث.
وأشار المسلم بقوله: لدينا برنامج حافل على مدار 12 يومًا في المملكة المغربية، وتتضمن أجندة فريق العمل الكثير من الأنشطة واللقاءات بشكل يومي، وتهدف الزيارة إلى التأكيد على أهمية التواصل والتفاعل بين المؤسسات المعنية بعالم التراث في دولة الإمارات والمملكة المغربية، وتبادل المعارف والتجارب والخبرات، والتعريف بتراث الإمارات، وفي الوقت ذاته التعرف على تراث الأشقاء في المملكة المغربية، من خلال التواصل بين المعنيين والمسؤولين، والتفاعل بين فرق العمل المشتركة بين البلدين.
وأشاد المسلم بدور وجهود الأكاديمية والقائمين عليها، حيث تقوم بمهام عدة، من أهمها؛ تكوين "الصناع المعلمين" والأطر ذي المستوى العالي، من أجل تمكينهم من المهارات المهنية والعملية في مختلف الحرف التقليدية، وحرف الفن والإنتاج، لاسيما الحرف ذات الصلة بمجالات فنون المعمار التقليدي، والخشب والمعادن والجلد والنساجة، وكذا مجال فنون الخط، والتكوين المستمر للصناع في عدة مجالات، وتقديم المساعدة التقنية والاستشارة في مجال الجودة لفائدة مقاولات الصناعة التقليدية، والقيام بأعمال البحث في مجال الفنون التقليدية من أجل تشجيع الإبداع والتجديد، وإنجاز أعمال الخبرة والدراسات بطلب من الهيئات من القطاع العام أو الخاص، والمحافظة على الحرف والمهارات التقليدية، وتنمية علاقات التعاون والشراكة وتبادل الخبرات مع كل هيئة عامة أو خاصة، وطنية أو عربية أو أجنبية، في مجال الفنون التقليدية.
وتأسست أكاديمية الفنون التقليدية العام 2012، وهي تتبع لمؤسسة مسجد الحسن الثاني، كمؤسسة لتكوين الأطر العليا والبحث في مجال الفنون التقليدية، باعتبارها أول مؤسسة تعليم عال ذي تكوين متميز يجمع المواد العلمية، والفنية، والاقتصاد، والعلوم الإنسانية، وورشات تدريبية تتضمن العمل على إعادة تأهيل الصناعة التقليدية؛ من أجل الحفاظ على الهوية المغربية، وصيانة التراث الوطني، والحفاظ على حرف الصناعة التقليدية، لاسيما تلك المهددة بالاندثار، وتعمل على دخول مجالات الإبداع والتميز ودمج التكنولوجيات الجديدة واستيعاب أساليب الإدارة الحديثة، وتكوين جيل جديد من الحرفيين يجمع بين الإبداع والأصالة.
أرسل تعليقك