استكملت هيئة دبي للثقافة والفنون، سلسلة من ورش العمل المتخصصة في مجالي النقد والإنتاج المسرحي، وذلك في إطار الاستعدادات المستمرة للدورة الثامنة من مهرجان دبي لمسرح الشباب.
وأعلن مدير إدارة المشاريع والفعاليات بالإنابة، ياسر القرقاوي، ومدير مهرجان دبي لمسرح الشباب في "هيئة دبي للثقافة والفنون" "في الوقت الذي نمضي فيه قدمًا باستعداداتنا لانطلاق فعاليات الدورة المقبلة من المهرجان، شكلت ورش العمل التي تم تنظيمها فرصة مهمة لتزويد المسرحيين الشباب بخبرات معمّقة حول مختلف جوانب الانتاج المسرحي، والمنهجيات التحليلية المثلى في الدراسات النقدية المتخصصة والمتكاملة للأعمال المسرحية.
وأضاف "نأمل أن تساهم هذه الخطوة في إثراء الحراك المسرحي المتنامي الذي تشهده دبي والمنطقة، عبر تزويد الفنانين الشباب بالأدوات الفنية النظرية والعملية، التي تمكنهم من إبداع أعمال أكثر عمقًا وتميزًا" .
وأكد أنّ الورش تنسجم في المضمون والأهداف مع التوجيهات الحكيمة لنائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نحو تعزيز الاهتمام باللغة العربية الفصحى وتوسيع نطاق استخدامها في المشهد الفني والثقافي، وزودت ورشتا العمل المشاركين بالمهارات اللازمة لاستخدام اللغة الفصحى وتوظيفها بشكل إبداعي مميز في المسرحيات".
ونظمت "دبي للثقافة" ورشة الانتاج بالتعاون مع "مركز آفاق المستقبل للتدريب التلفزيوني" خلال الفترة من 1 إلى 30 أيلول/ سبتمبر، واعتمدت مقررات هذه الدورة على الجانب العملي بصورة رئيسية، بما في ذلك كيفية قراءة النص من الناحية الإنتاجية، وتعريف المشاركين بالهيكل التنظيمي للانتاج وفق المقاييس العالمية ومقارنتها بالمقاربات المحلية الحالية وكيفية الاستفادة منها.
وتناولت الورشة التي قدّمها وأشرف عليها المنتج باسم دبور بمشاركة المخرجة فانده قموه كمحاضرة، الأسلوب الأمثل لتفريغ النص من زاوية إنتاجية، علاوةً على اختيار الفريق الفني الأمثل للعمل، وإعداد ميزانية منطقية تتوافق مع أسعار السوق المحلية.
وأعدّ برنامج المشاركين لمواجهة مختلف المشاكل التي قد تواجه إدارة الانتاج، من خلال دراسة تجارب عالمية في الانتاج المسرحي، واختتمت الورشة بجلسة تفاعلية تقييمية تم خلالها الإجابة عن استفسارات المشاركين حول مختلف المواضيع التي تطرق لها البرنامج .
أما ورشة عمل النقد المسرحي فأقيمت بالتعاون مع "شركة آدم الدولية للإنتاج والتسويق الإعلامي" بإشراف الناقدين المعروفين جمال آدم وماهر منصور، في الفترة من 15آب/ أغسطس إلى 30أيلول/ سبتمبر 2014.
وأعد برنامج الدورة على محورين نظري وعملي، حيث تناول المحور النظري مراحل تطور فن المسرح على مر التاريخ وأهم مدارسه، إلى جانب قراءة تفصيلية لجميع عناصر العمل المسرحي وتقنياته والمصطلحات المستخدمة فيه، وسلط البرنامج الضوء على أبرز المقومات الثقافية والنفسية للناقد المسرحي وتأثيرها في قراءته للعرض المسرحي، بالتزامن مع التعريف بالمهارات المطلوبة للكتابة النقدية السليمة، ومختلف المدارس النقدية والفروق الدقيقة بين الكتابة للصحف اليومية أو المجلات أو المنشورات المسرحية المحكمة والمتخصصة.
وركز القسم العملي للبرنامج على تحليل النص وقراءة نصوص عدد من المسرحيات وتحليلها في جلسات عامة، ومن ثم كتابة مقالات نقدية حول هذه النصوص ومناقشتها في جلسات عامة.
وتخلل البرنامج مشاهدة المشاركين لعروض مسرحية مختارة بهدف مناقشتها وكتابة دراسات تحليلة عنها، بعد تدريبات مكثفة على كتابة المواد النقدية ومهارات التلقي والتعبير المباشر، وتمارين على التركيز وتنشيط الذاكرة للاستفادة منها في عملية التحليل النقدي بعد انتهاء العرض.
واطلع المشاركون على تجارب عدد من المسرحيين الإماراتيين والعرب في لقاءات تفاعلية بنّاءة لمناقشة مواضيع تتعلق بالتخصص المسرحي وما يجب على الناقد الاهتمام به ضمن هذا التخصص، إضافةً إلى مناقشة ضيوف البرنامج ومحاورتهم حول أعمال محددة تم عرضها وتحليلها خلال ورشة العمل.
وأتيح للمشاركين أيضًا حضور جلسات لجنة اختيار عروض مهرجان دبي لمسرح الشباب 2014 للتعرف إلى عملية انتقاء العروض وإبداء الرأي فيها.
ويعدّ "مهرجان دبي لمسرح الشباب" أحد أكبر الفعاليات الاحتفالية بفن المسرح على مستوى المنطقة، ويهدف إلى مساعدة المواهب الشابة وتمكينها من إثراء تاريخ المسرح العربي العريق، بالتزامن مع تزويد الشباب بفرصة التعريف بمواهبهم وتقديم أعمالهم المميزة أمام جمهور كبير وسيتم الإعلان عن تفاصيل الدورة الثامنة من المهرجان قريبًا.
وخلال الدورات السبع الماضية استطاعت هيئة دبي للثقافة والفنون أن تجعل من المهرجان حاضنة تفاعلية للشباب المحبين للمسرح والمتحفزين للإبداع، وأن تملأ الفراغ الذي كانوا يحسون به بتظاهرة مسرحية سنوية منتظمة، تعمل على تطوير أدائهم وتحفيز قدراتهم، ووضعهم تحت الاختبار والعمل المباشر كي تخرج مواهبهم وتنصقل.
أرسل تعليقك