ندوات فنيَّة ولوحات بصريَّة عالميَّة في مهرجان أبوظبي للثقافة

نجح مهرجان أبوظبي في ترسيخ مكانة العاصمة بين نظيراتها من منارات الثقافة وعواصم الأدب والموسيقى على مستوى العالم، وذلك على مدى دوراته الـ 11 كونه أحد المبادرات الثقافية المهمة على المستويين المحلي والعالمي.

وعمل المهرجان على تعزيز الحوار بين الثقافات و تطوير الإدراك الثقافي و الابتكار واحتضان الإبداع بين الموهوبين من الشباب.

ويعود مهرجان أبوظبي هذا العام الذي يقام تحت رعاية نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، رئيس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، ببرنامج حافل بمختلف ألوان الفنون من موسيقى ومسرح واستعراضات وفنون تعبيرية وتشكيلية وتراثية.

ويتضمن المهرجان في دورته الـ 12 التي تنظمها مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون خلال الفترة من الثالث من آذار/ مارس الحالي وحتى الثاني من نيسان/ أبريل المقبل في فندق "قصر الإمارات" ومسرح أبوظبي، عددًا من ورش العمل والمحاضرات والمعارض الفنية بجانب عروض موسيقية مستلهمة من شعاره "الفكرة : نواة الإبداع".
ويشمل مهرجان أبوظبي برنامجين تعليمي ومجتمعي في مختلف ربوع دولة الإمارات بما يجسد روحية وجوهر "بلاد الخير" المستوحاة من إعلان عام 2015 "عام الابتكار" لدولة الإمارات إذ ستجمع العديد من الفعاليات بين العلم والفنون، يصل عددها إلى حوالي130  فعالية ومناسبة.
وسيكون مسرح أبوظبي وجهة لعروض مسرحية و غنائية مثل عرض "أوتلو: ريمكس" الذي يقدمه مسرح شيكسبير من شيكاغو إضافة الى العمل المسرحي "أين الجيران" الذي يؤديه طلبة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية من ذوي الإعاقة السمعية بدعم من "صناعات".

وبيّنت هدى الخميس كانو مؤسسة مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، أن المهرجان يسعى إلى تحفيز القدرات الإبداعية لدى الشباب من خلال دمج الفنون بالتعليم كون التعليم والمعرفة أداة للتنمية والإبداع ثروة لا تنضب وهو المورد اللا محدود لاستدامة الحراك الثقافي، مؤكدة ضرورة جعل شباب الوطن الشريك الرئيس في البرامج الثقافية لأنه عماد النهضة وروحها وأنهم المستقبل وعليهم الرهان وعلى عاتقهم يقع تطوير الفكر والابتكار برؤى خلاقة تسهم في تجديد الحاضر بما يتوافق مع مستجدات العصر من أفكار إبداعية استثنائية.

وأكدت كانو أن "الفكر المتجدد هو وقود النهضة بجميع أشكالها العلمية والفنية والاجتماعية والعمرانية والاقتصادية وأن دورنا الجوهري أن نعمل وبكل إخلاص لأصالتنا على دفع عجلة التجديد ليبقى مهرجان أبوظبي منصة واعدة لنهضة نواتها الفكرة حافلة بفرص جديدة لأبنائنا وللأجيال القادمة والإنسانية ونبض الوجود وروعته وبهجة الحياة ونواة إعجاز خالقها".
ويستهدف البرنامج فئات الجمهور المتنوعة من خلال قائمة من الفعاليات العامة التي ستعقد في أماكن مختلفة كما سيتمكن الطلاب في جميع أنحاء الدولة من المشاركة في سلسلة من المبادرات الحصرية الخاصة بالمدارس والجامعات حيث سيقيم طلاب من مدرسة أبوظبي معرضا للفن الإسلامي في غاليريا "مول جزيرة المارية" إلى جانب أنشطة مجانية في "سينما نوفو" بمركز التجارة العالمي وجامعة نيويورك أبوظبي، كما سيحظى الأطفال بفرصة لقاء عازف "البيانو" سيمون تيديشي في "ذا كلوب" ضمن فعالية دار أوبرا سيدني "التقوا موزارت".
ويحظى أطفال مؤسسة زايد الخيرية العليا في مدينة العين ومركز المستقبل لذوي الاحتياجات الخاصة بنصيب من فعاليات المهرجان إذ تنظم "ذا سبينسر ستراتشان ديو" من مجموعة " لايف ميوزيك ناو"  حفلا فنيا ضمن برنامج الإقامة الموسيقي بالتعاون مع " الإمارات العالمية للألمنيوم" كما يدخل التلاميذ في سباق مدته شهر لتأليف ألحان موسيقية يتوج في نهايته بأداء موسيقي جماعي.
وتشارك الكاتبات نورة النعمان وديالا أرسلان وريم غزال حكاياتهن عن التراث الإماراتي مع الجمهور من الأطفال في يوم القصص الدولي.
وتتميز الدورة الحالية بحضور الفنانين والموسيقيين والمخرجين والشعراء والمبدعين الإماراتيين إذ  يشارك أكثر من 100 من الشباب المواطن بأفكارهم وتعابيرهم الإبداعية.
وفي مجال الفنون البصرية، يستضيف "غاليري قصر الإمارات" معارض تضم أعمالا لعدد من الفنانين من بينهم محمد كاظم وكريمة الشوملي ولمياء قرقاش وابتسام عبدالعزيز وخليل عبدالواحد وفاطمة لوتاه ونور السويدي وعمار العطار ويوسف الهرمودي وفرح القاسمي وحمدان بطي الشامسي وعفراء بن ظاهر وميثاء دميثان وريم فلكناز وسعيد خليفة ولطيفة بنت مكتوم .
وفي مجال الموسيقى، سيؤدي موسيقيون إماراتيون شباب مقطوعات موسيقية للمرضى في أربعة مستشفيات في إمارة أبوظبي بالتعاون مع شركة مبادلة وذلك خلال فعالية الموسيقى في المستشفيات فيما تعود "أوركسترا الإمارات السيمفونية للناشئين" خلال مهرجان الإمارات الدولي الحادي عشر لموسيقى السلام الذي يقام على هامش فعاليات الدورة.
ويشارك العديد من الشعراء الشباب بأبيات من الشعر النبطي والفصيح مع نظرائهم الدوليين إحتفالا باليوم العالمي للشعر . وتشارك الكاتبة نورة النعمان حكاياتها عن العجائب مع جمهور الأطفال في يوم القصص الدولي فيما يشارك كل من علي أبو الريش والدكتور فالح حنظل وياسر حارب وعلياء إبراهيم وعائشة سلطان أحدث روائعهم خلال المهرجان .
كما تتضمن فعاليات البرنامج الرئيسي عروضا جديدة هي "سلسلة حفلات المهرجان للعزف الفردي" يحييها فنانون شباب حائزون على جوائز مختلفة في الموسيقى الكلاسيكية إلى جانب ورش العمل يقيمها هؤلاء الفنانون في جامعات ومدارس ومراكز موسيقية مختلفة في أبوظبي .
كما سيستمتع جمهور المهرجان في مدينة العين بالعديد من الأنشطة خلال المهرجان في أماكن مختلفة كمركز الفنون ومسرح بلدية العين ومدينة ألعاب الهيلي وجامعة الإمارات . ومن بين هذه الأنشطة فعالية دار أوبرا سيدني: "التقوا موزارت" ومهرجان الإمارات الدولي الحادي عشر لموسيقى السلام و"الكهف" لمناقشة الجوانب الفلسفية للفنون وفعالية " أين الجيران " و فعالية "ساعة الأرض" وفعالية "وزارة العلوم..العلوم في الجيب" بالاشتراك مع "مبادلة " الذي سيخذ الطلاب في رحلة رائعة عبر العلوم والهندسة لتظهر التأثير الكبير الذي لعبه العلماء في تغيير العالم .
وستلقي محاضرات مهرجان أبوظبي 2015 الدكتورة دينا مطر من مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن الرئيس التنفيذي لكلية الملكة إليزابيث للموسيقى وبرنارد دو لونوا بلجيكا .
ويمنح مهرجان أبوظبي 2015 جائزة الإبداع المقدمة من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون لأحد الشباب الإماراتي الموهوب الذي يتراوح عمره بين 18 و35 عاما وذلك لتميزه في مجال الفنون المرئية أو الفنون الاستعراضية أو الأدب أو إعداد الرسوم أو الأفلام بجانب منح "جائزة توتال-مهرجان أبوظبي للفنون البصرية " بقيمة  10  آلاف درهم إلى فنان إماراتي صاعد .
وتضم قائمة الشركاء الاستراتيجيين للمهرجان، هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ووزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع.

كما يحظى المهرجان بدعم شركة دولفين للطاقة ومبادلة والواحة كابيتال وتوتال وصناعات والاتحاد للطيران إلى جانب عدد من الشركاء الإعلاميين والمجتمعيين.
يذكر أن مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون تأسست عام 1996 كمؤسسة نفع عام انطلاقا من إيمانها بأهمية العمل الثقافي في خدمة المجتمع برعاية ورئاسة نهيان مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
وتهدف المجموعة إلى تحقيق منجزات ثقافية انسجاما مع الرؤية الثقافية للعاصمة أبوظبي وذلك من خلال المبادرات والفعاليات الثقافية والفنية الرائدة التي تثري المشهد الثقافي في الدولة.