معرض أجزاء الحنين  نافذة على الماضي والذكريات
آخر تحديث 01:26:05 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

12 عملًا لكاتبه سوزي ناصيف في "الفورسيزنز"

معرض "أجزاء الحنين" نافذة على الماضي والذكريات

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - معرض "أجزاء الحنين"  نافذة على الماضي والذكريات

لوحات الفنانة اللبنانية سوزي ناصيف
بيروت – هند محمد

تظهر وجوه قوية ومتعبة في لوحات الفنانة اللبنانية سوزي ناصيف التي قدمت في معرضها "أجزاء الحنين" مجموعة من البورتريهات تغمرها ملامح الصلابة والقسوة.

 ولا تغيب الأنثى عن المعرض الذي افتتح، أخيرًا، في فندق الفورسيزنز، اذ تظهر في اللوحات بأسلوب متأرجح بين الواقعية والخيال، مع الحفاظ على الأنوثة الطاغية.

 ولكن اللافت في هذه الوجوه هو حالة الحنين والنافذة المفتوحة على الماضي، والتي تتجلى في عمق الشرود والنظرة المحملة بالذكريات التي تسيطر على الوجوه.

وتحمل لوحات ناصيف الكثير من السواد في الخلفيات، فنجدها تحضر التناقض بين الأبيض والأسود في أكثر من عمل، وعلى الرغم من التقشف اللوني في اللوحات وفي تجسيد الوجوه، إلا أنها تبدو مشعة العينين، فيخيّل إلينا أنها ملونة، أو كأنها شديدة الإشراق. وتحمل هذه الوجوه العمق في النظرة، فتبدو كما لو أنها في حالة تأمل، وفي شرود ذهني، لعله أقرب الى عملية الاستعادة التي تقوم بها الذاكرة لبعض الأحداث. تبدو كما لو أنها تفتح نافذة على الماضي، فتشرق السنين بكل ما تحمله من ذكريات حزينة وفرحة، فهو الأفق البعيد، والعلاقة الجدلية مع الزمن ومرور الوقت، والحياة بكل ما تحمله من تجارب، تختصر كل هذه الخبرات والمشاعر عبر اللون والوجوه فقط.

لا يمكن التكهّن بالحالات النفسية التي تقدمها ناصيف في لوحاتها، فتُبقيها على حافة واحدة من التناقضات، فتأخذنا الى حالة تظهر فيها الكثير من الفرح، ثم تنقلنا إلى سكون الحزن، وبعدها إلى عنفوان الرجولة. هذا العنفوان المرتبط بالرجل، تبرزه الفنانة من خلال العناصر الذكورية التي لا تتخلى عنها في العمل، فهي تحرص على الإبقاء على الشاربين واللحية، كعلامة قوية على حضور الرجل في اللوحة، فيستمد قوته من قوة العناصر التي تضعها في العمل. أما المرأة التي تحضر في لوحاتها، فهي شاردة، متأملة، تمنحها الكثير من الحالات المتبدلة من خلال الألوان التي تدخلها على الأعمال، بخلاف تقديمها للرجل. تحرص الفنانة على إبراز جمال المرأة العربية في عيونها المكحلة، والمطلة من خلف وشاح يخفي ملامح الوجه في أكثر من لوحة، بينما تكرسها في أربع حالات في عمل آخر بعنوان "وجوه القمر". المرأة هي عالم أنثوي جميل، وهذا ما تكرسه الفنانة في مفرداتها التي تكتظ بالألوان حين ترسمها بخلاف ما يحدث في لوحات الوجوه الذكورية. وهذا ما يدفعنا إلى التساؤل فيما اذا كانت اللوحات ذكريات شخصية بين الأبيض والأسود والملوّن، أم أنها مسألة تمييز بين عالمين يلتقيان في النهاية، مع وجود الكثير من الاختلافات.

وأضافت ناصيف عن أعمالها: "أطلقت على المعرض تسمية (أجزاء الحنين)، وذلك لأنني حين بدأت بالعمل، لم أقدم ثيمة واحدة في كل اللوحات، بل إن كل عمل يحمل قصة مختلفة، فبدأت مع تجارب مررت بها، ثم جسدت قصصًا ترسخت برأسي من خلال التفاصيل البسيطة التي تعنيني، وكل لوحة تفسّر حالة نفسية خاصة، وأشخاصًا عرفتهم، فالمعرض يقدمني مع الأشخاص الذين مروا بحياتي". وأضافت أن "حساسية الفنان مع محيطه تجعله يولي أهمية للتفاصيل، ولهذا تخرج الشحنات من خلال اللون والصورة، وليس صعبًا على الفنان ترجمتها عبر العمل، كونها تخرج بشكل تلقائي خلال تقديمه الألوان، فهي مكاشفة ذاتية". وحول العمل الذي جسّدت فيه الفنانة فريدا والفنان سلفادور دالي، قالت: "تعرف الفنانة فريدا بوضعها للشارب، وشهر نوفمبر هو شهر التضامن مع الرجل من خلال تطويل الشارب وعدم حلقه، فقمت بشبك شارب دالي مع شاربها، للتعبير عن التضامن مع الرجل في شهر التوعية بأمراض الرجال". ولفتت إلى أن اللوحة معها تتطور من فكرة لتنتهي بمكان آخر، فهي تضيع باللوحة، وتعيش حالة خاصة، وغالبًا ما تمنحها كل ما بداخلها، وتشعر أن روحها في كل عمل تقدمه. أما حول انتقالها من الديجتال آرت الى الرسم، فشددت على أنه أتى نتيجة تطور المسيرة الفنية، وتغير مزاجها في تعاطيها مع الوسائط، إذ تشعر اليوم بالرغبة في العمل باللون الذي يمدّها بشعور ليس موجودًا في العمل عبر الكمبيوتر، فوجدت نفسها من خلاله قادرة على التعبير أكثر. ونوهت بأنه على الرغم من رواج التصوير والديجتال آرت في السوق اليوم، إلا أنها ترى نفسها في اللوحة أكثر، مشيرة إلى أنها اختبرت في أحد معارضها الجمع بين الديجتال آرت واللون، وكان الانطباع جيدًا ومقبولًا من قبل الحضور. فيما اعتبرت في الختام أن الانطلاق من دبي يحمل الكثير من التحديات، إذ لابد من وجود الإصرار عند الفنان كي ترتفع ثقته بنفسه، وكذلك أن يكون قادرًا على تحدي نفسه، ليبقى الشغف الحافز الأول للإبداع، لاسيما أن دبي تحتضن الكثير من الفنانين المخضرمين والشباب.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معرض أجزاء الحنين  نافذة على الماضي والذكريات معرض أجزاء الحنين  نافذة على الماضي والذكريات



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - صوت الإمارات
ظهرت الفنانة إلهام شاهين في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، وهي مرتدية فستانا أزرق طويلا مُزينا بالنقوش الفرعونية ذات اللون الذهبي.وكشفت إلهام تفاصيل إطلالتها، من خلال منشور عبر حسابها بموقع التواصل "فيسبوك"، إذ قالت: "العالم كله ينبهر بالحضارة الفرعونية المليئة بالفنون.. وها هي مصممة الأزياء الأسترالية كاميلا". وتابعت: "تستوحى كل أزيائها هذا العام من الرسومات الفرعونية.. وأقول لها برافو.. ولأن كثيرين سألوني عن فستاني في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. أقول لهم شاهدوه في عرض أزياء camilla". يذكر أن فستان الفنانة المصرية هو نفس فستان الكاهنة "كاروماما" كاهنة المعبود (آمون)، كانت الكاهنة كاروماما بمثابة زوجة عذراء ودنيوية للمعبود آمون. وهي ابنة الملك (أوسركون الثاني) الذي حكم مصر خلال الأسرة الـ 22...المزيد

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 21:52 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 16:04 2014 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

شركة Dontnod تعمل على لعبة جديدة لأجهزة الكونسل

GMT 14:12 2015 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

منتجع ماغازان رحلة في أعماق التراث المغربي

GMT 14:05 2017 الأحد ,28 أيار / مايو

لاستوفو في شبه الجزيرة الضيقة "مُنعزلة"

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"جامعة أبوظبي" تطلق برنامج ماجستير في إدارة الأعمال

GMT 15:31 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استشهاد 8 أشخاص بينهم فتاة في قرية حران في السويداء

GMT 15:40 2012 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"قصائد أولى" لأمل دنقل يجمعها شقيقه ليصدرها في كتاب

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 10:36 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأماكن السياحية في مالطا خلال 2020 تعرف عليها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates