سكان مراكش يستقبلون شهر رمضان بمجموعة من الأنشطة الروحانية والشعبية
آخر تحديث 23:43:41 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

احتفالات "شعبانة" تكتمل بـ7 أنواع مختلفة من طبق الكسكسي

سكان مراكش يستقبلون شهر رمضان بمجموعة من الأنشطة الروحانية والشعبية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - سكان مراكش يستقبلون شهر رمضان بمجموعة من الأنشطة الروحانية والشعبية

سكان مراكش يستقبلون شهر رمضان
مراكش - ثورية ايشرم

يستغل المغاربة اقتراب حلول شهر رمضان الكريم كونه الفرصة الكبرى للتقرب من الله، وهو مناسبة مهمة يستغلها المواطنون لإحياء المودة والرحمة وصلة الرحم والقيام بمجموعة من الأنشطة التقليدية والطقوس الدينية والشعبية وتطبيق مختلف العادات التي تختلف من مدينة إلى أخرى، لاسيما في مراكش التي يشهد لها العالم بالشعبية والروح التقليدية التي تطغى عليها في جميع مرافقها الداخلية والخارجية.

وفي كل عام تجد المراكشيين كلما اقترب شهر رمضان الكريم يشرعون في تطبيق عاداتهم وتقاليدهم وطقوسهم لاستقبال هذا الشهر أحسن استقبال، وربما تكون هذه الطقوس التقليدية والعادات قد اختفت من معظم المدن المغربية ومعظم الأحياء الراقية في المدينة نفسها؛ بحكم التطور وضيق الوقت وكون العائلات الكبرى أصبحت تعيش بعض التفككات التي أدت إلى استقلال الابن عن أهله واستقلال الأب عن الجد الكبير، إضافة إلى ساعات العمل التي يقضيها الرجل وزوجته خارج المنزل ما ساهم في اختفاء هذا الجو الرمضاني من معظم البيوت.

 إلا أن مراكش تتميز لاسيما المدينة العتيقة بحفاظ سكانها على طقوسهم التي لا يمكن التخلي عنها مهما كانت الظروف ومهما عرفت المدينة من تطور فلا يمكن أن يكون لشهر رمضان ذلك المعنى الحقيقي دون طقوس استقباله والإعداد له بكل ما في الكلمة من معنى، فتجدهم على قدم وساق منذ دخول شهر شعبان وهم يشرعون في القيام بمجموعة من الأنشطة الدينية والشعبية.

وأول هذه الطقوس هو احتفالات "شعبانة" التي تنطلق في شهر شعبان وتحتفل بها جميع الحارات الشعبية؛ إذ يجتمع الأفراد حول مختلف الأطباق التقليدية المغربية التي يتقدمها طبق الكسكسي بـ7 أنواع من الخضر، إضافة إلى مختلف الطواجن التقليدية المغربية التي يتقدمها طبق المقفول وطبق الطنجية المراكشية التي يتخصص في إعدادها الرجال، فضلاً عن عدد من الحلويات المغربية وكؤوس الشاي المنعنع، الذي يبقى الرفيق الأول والأخيرة لكل مغربي في كل المناسبات وفي جميع الأوقات.

وتعتبر هذه الاحتفالات التقليدية التي تسبق شهر رمضان والتي يطلق عليها في المغرب "شعبانة" مناسبة مهمة يلتقي فيها الأفراد ويرقصون ويغنون ويمرحون ويتبادلون أطراف الحديث، لاسيما النكات المغربية المضحكة التي يتميز بها صناع الفرجة وهم المراكشيون.
إضافة إلى القيام بطقس إعداد مختلف الأطباق المغربية الخاصة بشهر رمضان والتي تجد في مقدمتها حلويات الشباكية التي تعتبر الطبق الرئيسي والأكثر شهرة في المغرب، وهي من الحلويات التي تشترك فيها المدن المغربية؛ إذ لا يمكن أن تدخل بيتًا من البيوت المغربية في هذا الشهر الكريم دون أن تجد هذا الطبق على الطاولة، فضلاً عن أطباق "سلو" أو السفوف الذي يعد كذلك رئيسيًا ومهمًا على طاولة الإفطار الرمضانية.

ولا يمكن لهذه الأطباق في مراكش أن يمر إعدادها بطرق عادية جدًا، بل يتم الاستعداد لها بتطبيق مجموعة من الطقوس التي قد تختلف كثيرًا عن المدن الأخرى؛ ففي مراكش تتفق النساء جميعًا على اقتناء الأغراض اللازمة لإعداد هذين الطبقين ثم يجتمعن في بيت واحدة منهن ويشرعن في إعداد الشباكية التي تعتبر صعبة جدًا وتأخذ وقتًا كبيرًا في إعدادها.

وتجد النساء يتبادلن الأهازيج المراكشية فيما بينهن بصوت ولحن شعبي خاص بها، وهو الطقس ذاته الذي يقمن به عند إعداد طبق "سلو" وفور الانتهاء من ذلك تجدهن حول مائدة وجد عليها كل ما لذ وطاب من الأطباق والمأكولات والحلويات المغربية يرقصن ويعزفن على الآلات التقليدية منها "البندير" و"الطعريجة" و"الناقوس" لخلق جو من المتعة التقليدي المميز الذي لا يمكن أن تجده إلا في مراكش وأحيائها الشعبية.
كما أنه لا يمكن إقصاء الرجال من جو شهر شعبان والأعداد لشهر رمضان فهم كذلك يقيمون احتفالاتهم الخاصة بهم بأعداد أطباق "الطنجية المراكشية" والاتجاه إلى مختلف الفضاءات الخضراء أو كما يطلقون عليها "المنزه" لقضاء وقت ممتع بين أحضان الطبيعة والجلوس، تحت ظل أشجار الزيتون والنخيل ومختلف الفواكه والثمار، كالتوجه إلى حديقة المنارة، أو حدائق شارع محمد السادس، والحي الشتوي، وحدائق أكدال، وكذلك حديقة الحسن الثاني، أو كما يطلق عليها بين المراكشيين حديقة الواحة.

وتجدهم يرقصون على أنغام الدقة المراكشية ويتبادلون الغناء والأهازيج الفولكلورية التي يتقنها الكبير والصغير في هذه المدينة التي ما تزال تحافظ على ثقافتها الشعبية المميزة التي لم يغيرها الزمان،  ولم تؤثر فيها أيّة عوامل.

سكان مراكش يحافظون على شعبيتهم التي يمارسونها قبل وأثناء وبعد رمضان وفي مختلف المناسبات الدينية التي تجدهم يتبادلون فيها الزيارات ومختلف الطقوس التي تجعلهم سكان المدينة الشعبية بامتياز.

حتى مع ارتفاع الحرارة في شهر رمضان فهذا لم يشكل يومًا عائقًا أمام سكان مراكش، بل أصبح حافزًا قويًا يجعلهم يعيشون أجمل اللحظات وأروعها بعد صلاة العشاء والتراويح حيث يخرج المراكشيون من بيوتهم إلى الاستمتاع بروعة الطقس في مختلف الفضاءات المنتشرة في المدينة، والتي تتحول إلى ملاذٍ لعشاق التنزه وتناول وجبة السحور في الهواء الطلق برفقة الأصدقاء والأهل في جو عائلي كبير يشعر بالدفء والأخوة والرحمة والتسامح لا يمكن أن تحسه إلا وأنت بين أحضان المدينة الحمراء.

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سكان مراكش يستقبلون شهر رمضان بمجموعة من الأنشطة الروحانية والشعبية سكان مراكش يستقبلون شهر رمضان بمجموعة من الأنشطة الروحانية والشعبية



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - صوت الإمارات
ظهرت الفنانة إلهام شاهين في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، وهي مرتدية فستانا أزرق طويلا مُزينا بالنقوش الفرعونية ذات اللون الذهبي.وكشفت إلهام تفاصيل إطلالتها، من خلال منشور عبر حسابها بموقع التواصل "فيسبوك"، إذ قالت: "العالم كله ينبهر بالحضارة الفرعونية المليئة بالفنون.. وها هي مصممة الأزياء الأسترالية كاميلا". وتابعت: "تستوحى كل أزيائها هذا العام من الرسومات الفرعونية.. وأقول لها برافو.. ولأن كثيرين سألوني عن فستاني في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. أقول لهم شاهدوه في عرض أزياء camilla". يذكر أن فستان الفنانة المصرية هو نفس فستان الكاهنة "كاروماما" كاهنة المعبود (آمون)، كانت الكاهنة كاروماما بمثابة زوجة عذراء ودنيوية للمعبود آمون. وهي ابنة الملك (أوسركون الثاني) الذي حكم مصر خلال الأسرة الـ 22...المزيد

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 05:46 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

كاندي كراش تربح شركة "كينج" 1.33 مليار دولار

GMT 17:52 2014 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

منع بيع لعبة فيديو عنيفة ومثيرة للجدل في أستراليا

GMT 19:29 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

منتجع أليلا مكان مميز في بلدة Payangan

GMT 03:28 2015 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

أنواع الكورتيزون المستخدم لعلاج تساقط الشعر والثعلبة

GMT 23:50 2013 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أحدث أجهزة ألعاب الفيديو قريبًا في الأسواق

GMT 16:43 2016 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

حالة الطقس المتوقعة الثلاثاء في مدينة الرياض

GMT 23:13 2016 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

"زهر" رواية للراحل جمال أبو جهجاه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates