نيودلهي - عدنان الشامي
يُعد متحف دهرافي المتنقل في مدينة مومباي الهندية الأول من نوعه لمساعدة سكان العشوائيات على اكتساب هوية أكثر إيجابية ولفت الانتباه إلى مجتمع يحتوي على الحرفيين الموهوبين الذين قدموا لوطنهم الكثير لفترة طويلة، وهو من إبداعات زوجين من الفنانين الهولنديين "أماندا بنتاهي" و"جوجيس روبيو"، بالتعاون مع "أربيز"، وهي شركة بحوث حضرية مقرها مومباي.
والوصول إلى المتحف بمثابة مغامرة وللوصول إليه يجب عبور إشارات مرور مزدحمة جداً، ثم تجاوز صف من أكشاك بيع اللحوم الطازجة والأسماك المجففة، وصف من الحلّاقين وتجار الزيت وأخيرًا سيجد الزائر عربة ملونة تعرض قضية المعرض.
وتعتبر العربة محور المعرض الذي وصف بأنه الأول من نوعه في منطقة عشوائية، وتتوسط العربة أواني للمياه مطلية بألوان زاهية تشبه لعب الأطفال، مع مكانس لامعة بشعيرات مختلفة تعرض على اثنين من الأبواب البرتقالية الممدودة على أي من الجانبين، وفي مقدمة اللعبة تصطف الكؤوس والصحون الفخارية على شكل كتل خشبية صفير وبيضاء.
ويأمل الفنانان، من خلال هذا المشروع، مساعدة العشوائيات المعروفة في مومباي على اكتساب هوية أكثر إيجابية بدلاً من فكرة التلصص على الأحياء الفقيرة والحياة البائسة، ويرغبان في لفت الانتباه إلى مجتمع يحتوي على الحرفيين الموهوبين الذين قدموا لوطنهم الكثير لفترة طويلة.
وتعتبر دهرافي مستوطنة تبلغ مساحتها 500 فدان تقع في قلب مدينة مومباي، بين اثنين من خطوط السكك الحديدة في الضواحي الرئيسية للمدينة، وجعلتها موجات من عمليات الهدم والترحيل من الخمسينات واحدة من المستوطنات غير الرسمية الأكثر كثافة في العالم، ووفقًا لتقديرات غير رسمية فهي تضم مليون و2750 ساكنًا يعيشون في بيوت، وفي كثير من الأحيان من دون ماء أو مرحاض، وهي ممرات ضيفة تحتوي على مصارف مفتوحة.
وشرح روبيو بقوله "الناس في مومباي يميلون لرؤية الناس في دهرافي على أنهم عمالة رخيصة، وأردنا أن نظهر براعة الأيدي والصناع، وحفر هوية لها من خلال متحف يعمل مع مجموعة من الحرفيين مثل الخزافين والنجارين وصناع المكانس والعربات، عملنا معهم لأكثر من أسبوعين"، وكانت محطتهم الأولى في دهرافي في واحدة من أقدم الأحياء وتعاونا مع حرفيين يدعيان ناثلال شوهان وميتول شوهان وهما أب وابنه يعملان بالفخار زاهي الألوان منذ أربعة أجيال، وعلى مدى بضعة أيام عمل الأربعة على إنتاج أفكار وتصاميم معًا، مثل أكواب الشاي والصحون وأشكال فريدة، وأضاف "قلنا لهم إننا نريد كأسًا بأربعة آذان، وكانت النتيجة دائمًا أكثر جمالاً مما أردنا بكثير".
وغادر روبيو وبنتاهي نهاية شباط/فبراير بعد وقت قصير من إطلاق المتحف ولكن ستستمر شركة أربيز في مواصلة تحديث العربات بمواقع جديدة كل أسبوعين حتى نهاية آذار/مارس الجاري لتكون بذلك قد جابت كل المجتمعات المحلية للمستوطنة، ويبدو أن المعنى وراء المتحف وصل فقد كان غالبية زواره من الأطفال وشباب الحي، وأشار أحد الأطفال إلى أن الأواني والكؤوس تذكره بالقطع الأثرية القديمة والمتصدعة التي يراها في كتب التاريخ.
ويأمل المؤسس المشارك لشركة أربيز، راهول سريفاستافا، بأن تساعد هذه الأشياء الصغيرة الناس على سؤال أسئلة أكبر حول تقدير الأشياء الجميلة واحتقار الأشخاص الذين صنعوها، وأضاف "لا أحد ينظر إلى السياق الاجتماعي أو التسلسل الهرمي عندما يتعلق الأمر بقطع جميلة لم تكلف الكثير، وأريد لهذا المتحف أن يثير مثل هذه الأسئلة ويسلط الضوء عليها".
أرسل تعليقك