افتتح رئيس مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، حبيب الصايغ، الاثنين، في مقر الاتحاد في المسرح الوطني الموسم الثقافي الجديد 2014-2015، بعنوان "البحث عن جدوى الثقافة في الواقع الإماراتي".
قدّم حفل الافتتاح الكاتبة مي قطرش، وحضره جمهور كبير من المثقفين والكتّاب والمهتمين .
وبدأ الصايغ كلمته بالترحيب بالضيوف مضيفًا "أهلا بكم جميعًا في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، ويسرني في البداية أن أنقل لكم تحيات عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الرئيس الفخري للاتحاد الذي يوجه دائمًا إلى تعزيز قيمة الثقافة عبر النشاط الجاد، كما أنقل تحيات زملائي أعضاء مجلس الإدارة" .
وتحدث الصايغ عن شعار الموسم الثقافي الجديد والحركة الثقافية في الإمارات التي تكتسب أبعادًا مهمةً تستحق الدرس، بعد تجاوز ما سُميّ مرة طغيان المادي على المعنوي، أو القطيعة بين الأجيال مرات، مؤكدًا ضرورة الثقافة في حياتنا .
ورصد الصايغ مجموعة من الحقائق، ركز فيها على ظاهرة ضعف حضور الأنشطة الثقافية، وهي ظاهرة محلية وعربية، مشيرًا إلى ضرورة توحيد الجهود والعمل سويًا لإعداد وتنفيذ أفكار لتكوين واستقطاب جمهور ثقافي يعتد به .
وأكد الصايغ أن أعضاء اتحاد الكتّاب أكثر المطالبين بالحضور والتفاعل، مضيفًا أنه "لا بأس في توجيه عتاب يشبه عتاب المحبين إلى أعضاء نعتز بهم وبانتمائهم لهذه المؤسسة لكنهم لا يحضرون أنشطتها أبدًا، ويزداد العتاب حرارة ومحبة، عندما يشير أولئك في مجالسهم وكتاباتهم إلى ضآلة الحضور، فيما المفترض أن يبدأوا بأنفسهم، داعيًا إياهم إلى المشاركة والإسهام في التطوير".
وأكد الصايغ إلى أن الثقافة في الإمارات ضرورة مطلقة، فالإمارات تقدم اليوم الأنموذج اللافت على مستوى المنطقة لاقتصاد المعرفة والتنمية الشاملة والمتوازنة والعمل الإنساني، وكذلك العمل العلمي خصوصا في حقل الطاقة والفضاء، وأمامنا نهج الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة, وأمامنا سبع سنوات من العمل الوطني الجاد لتحقيق أجندة الإمارات الوطنية وصولًا إلى عام الاستحقاق الكبير، ،2021 حيث نحتفل بمرور 50 عامًا على تأسيس الدولة وقيام الاتحاد، وحيث نطمح إلى أن نكون واحدة من أفضل خمس حكومات في العالم.
وشدد الصايغ على ضرورة وعي كتّاب وأدباء ومثقفي الإمارات بدورهم في خلال الأعوام السبعة المقبلة، وفي كل زمان، ولكننا في زمن الانجاز والتخطيط، ونعمل لإطلاق ندوة كبرى على مدى يومين لبحث إسهام الكتّاب والأدباء والمثقفين في أفق الأجندة الوطنية المذكورة، وضمن فريق العمل الإماراتي الواحد الكبير . هذه الندوة ستكون احتفالية افتتاح فرع اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في دبي قريبا .
وأشار إلى أن البحث عن دور وجدوى الثقافة اليوم أوجب تحديات مضاعفة، فمواجهة قوى الجهل والتخلف وتيارات الظلام والتطرف ليست ولا يمكن أن تكون فقط بمواجهة أمنية أو قانونية أو عسكرية، ولا بد من المواجهة الفكرية والثقافية .
وأوضح الصايغ أن العمل الثقافي تكاملي وتفاعلي، وهو جزء واحد، كما تشير إلى ذلك فكرة الاحتفالية، حيث المثلث الأجمل الملتهب، مثلث القصة، والتشكيل، والموسيقى، وحيث الدعوة إلى لقاء الفنون تحت سقف واحد وفي ذلك رسالة نحو التنوع في الوحدة، والوحدة في التنوع، ونحو حتمية تجويد التنوع .
ولفت الصايغ إلى ضرورة الجدية في ميدان العمل الثقافي، مضيفًا أن الغاية من ذلك ما ينفع الناس ويمكث في الأرض، ونشر ما يمتع ويبعث على التفاؤل والفرح، لذلك أوجه للمشتغلين في الوسط الثقافي هذه النصيحة، قريبًا من الهمس وبعيدًا عن الوعظ، العمل الثقافي أشبه ما يكون ببغتة الحياة أو بغتة الموت، لا يعترف بأنصاف الحلول .
وتضمن حفل الافتتاح معرضًا تشكيليًا بعنوان "كسر الأطر"، مستوحى من شعار الموسم الثقافي الجديد وقصة "أنامله العذارى" للكاتبة الإماراتية إيمان الأحمدي، وشارك فيه مجموعة من الفنانين التشكيليين هم: أيهم حويجة، ودانا الحصيني، والعنود العبيدلي، ورهام أحمد صادق، وآمال الأحمد، ومحمد ديوب، وعامر الشاعر وأحمد ضميرية.
كما تضمن الحفل معرضًا لأهم الإصدارات المشتركة بين وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع واتحاد الكتّاب، إضافة إلى أمسية موسيقية متنوعة قدّمها شام غالب من سورية، ومنية حاجي من المغرب، وعبدالقادر مارديني من سورية. وشملت مقطوعات تراثية وأخرى حديثة من بينها "جدل" لمارسيل خليفة، و"في سفري" لعبير نعمة، و"أنا في انتظارك" لبليغ حمدي، وغيرها .
وفي ختام الأمسية منح حبيب الصايغ شهادات تقدير للمشاركين في الاحتفالية .
أرسل تعليقك