أبوظبي – صوت الإمارات
أكد الكاتب الإماراتي حارب الظاهري إن ما تشهده المنطقة حاليًا من ظهور جماعات دينية متطرفة ليس وليد اللحظة، لكن له بدايات أخرى في فترة سابقة، موضحًا أن لحظة التشظي التي تعيشها المنطقة العربية لها أبعاد أخرى تعود إلى فترة السبعينات والثمانينات.
وأشار الظاهري إلى أن روايته "الصعود إلى السماء"، الحائزة جائزة أفضل كتاب إماراتي لمؤلف إماراتي في مجال الإبداع بمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ34، تستعرض بدايات الانطلاقة الفكرية لما نشهده حاليًا من ظهور جماعات متطرفة، إذ تتناول الرواية، التي تدور في فترة الثمانينات، قصة طالب خليجي متفوق دراسيًا يبتعث للدراسة في أميركا، وبعد فترة يقرر ترك التعليم والذهاب إلى أفغانستان.
وعن الرقابة الذاتية التي مارسها على نفسه أثناء كتابة الرواية، اعترف الظاهري خلال الأمسية التي نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، فرع أبوظبي، مساء أول من أمس، في مقره بالمسرح الوطني، أن الرواية التي استغرق إنجازها نحو ثلاث سنوات، شهدت اختزالًا ورقابة، لكنهما لم يؤثرا في مضمونها، فقد استطاع أن يوصل للقارئ ما يرغب فيه، مضيفًا: "ليس من الضروري أن أكتب كل الأفكار التي أرغب في توصيلها للقارئ بشكل مباشر، فالقارئ من حقه أن يستنتج ويعيش تفاصيل أخرى بنفسه، والفكرة هنا أن الرواية تحمل كثيرًا من الإيحاءات التي تساعد القارئ على الاستنتاج والتفكير".
وقدم الناقد أحمد الأزعر، قراءة نقدية في "الصعود إلى السماء"، أشار فيها إلى أن النص منفتح على فنون مختلفة من الكتابة، مسكون بنوازع متعددة من تقنيات السرد، ما أضفى عليه أبعادًا جمالية وإبداعية، لافتًا إلى أن روح المسرح كامنة في النص، وكذلك نسق الكتابة المسرحية وتقنياتها. بينما قال الإعلامي والكاتب الدكتور شاكر نوري إن النص الروائي يثير شيئًا غير قليل من الجدل حول رؤية الآخر في الرواية الإماراتية، مضيفًا أن توقيت الرواية في فترة الثمانينات من القرن الماضي، تلك الفترة التي رافقتها الكثير من الإجهاضات الفكرية في فترة غليان انقسم فيها المجتمع العربي. وقد عاش الكاتب جزءًا من هذه الفترة في الغرب، خصوصًا في الولايات المتحدة الأميركية.
وأشار نوري إلى أن العمل يلقي الضوء الساطع على واقع الطلبة وتمرد انتفاضته التي كانت بذورها تغلي آنذاك، فيغوص البطل في تياراته المتصارعة بين التوجهات الإسلامية والتحرك الليبرالي والتوجهات الوجودية العدمية، لافتًا إلى مهارة الكاتب في حواراته بالرواية، وقدرته على جعل القارئ يتقبّل كل ما يصدر عن الشخصيات برحابة صدر، ويجعله يشاركها همومها، كما توقف أمام ما تتسم به الرواية من اختزال.
أرسل تعليقك