أبوظبي - صوت الإمارات
أكَّد مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجيَّة، الدكتور جمال السويدي، أن الدافع الرئيسي لتأليفه كتاب "السراب" انطلق من حرصه على ضرورة الكشف عن الأبعاد السياسية والاجتماعية والأمنية والفكرية والثقافية لما يعصف بمناطق ودول عدَّة في العالمين العربي والإسلامي، من صنوف التطرف والعنف والاقتتال بين أبنائها؛ جراء فكرة السراب السياسي، والأوهام التي أسست لها الجماعات الدينية السياسية، وساقتها وهي تحتكر مبادئ الدين الحنيف، وتكفِّر من عداها من المسلمين، فضلاً عن إصرارها على خلط الأوراق، وتحميل من يخالفونها الرأي مسؤولية تخلُّف العالمين العربي والإسلامي، وتراجعهما ثقافياً وحضارياً.
وأضاف السويدي "لقد وصل الأمر بهذه الجماعات الدينية السياسية، ليس إلى تكفير من يخالفونهم الرأي فحسب، بل تعدَّى ذلك إلى مستوىً مذهل من التطرُّف والعنف والتطرف وصل إلى حدِّ هدر الدم، وانتهاك حرمة الأعراض والحقوق الإنسانية لكل المخالفين لها في الرأي، سواء من المسلمين أو غيرهم من بني آدم؛ وهذا ما دفعني إلى إعداد هذا الكتاب".
وبيّن أنه توقع أن تفرز تجربة حكم جماعة "الإخوان" في مصر تحديداً العديد من النتائج السلبية بعيدة المدى على مسيرة الجماعة؛ لكونها انطوت على براهين واضحة عكست فكرها الضيِّق، وأظهرت تدنِّي قدراتها في إدارة شؤون الدول، بل عجزها عن توفير حلول للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية وغيرها، فضلاً عن افتقارها إلى الكوادر والكفاءات، التي يمكن إسناد المناصب الإدارية والقيادية إليها لقيادة عمليات التنمية البشرية باتجاه الارتقاء بالمجتمع نحو النهوض والتقدم والحداثة، وكل ما نادت به هو شعار "الإسلام هو الحل"، موهِمةً البسطاء من العامة أن لدى الجماعة مشروعات وخططاً استراتيجيَّة وبرامج مدروسة، حتى برهنت بنفسها على العكس تماماً في فترة حكمها، ومن ثم اكتشفت الشعوب زيف تلك الشعارات، وأنها لم تكن سوى وسيلة للوصول إلى السلطة.
وأوضح الدكتور جمال سند السويدي "لقد وجدت من الضروري، في الكتاب تبصير بعض المتوهِّمين بأن جُلَّ الجماعات الدينية السياسية والتنظيمات المتطرفة التي ابتلي بها، ولا يزال، العالمان العربي والإسلامي، بل الإنسانية جمعاء خلال العقود الأربعة الأخيرة، كان منبعها ومصدرها الجماعة التي روَّجت لأفكار منظِّرها سيد قطب بشأن تكفير المجتمعات، وصاحبة الجهاز الخاص أو السريِّ العنيف، وهي التي فرَّخت قادة تنظيم القاعدة و"والمتشددين"، من أمثال عبدالله عزام، وأسامة بن لادن، وأيمن الظواهري، فضلاً عن تنصيب مؤسِّسها حسن البنا ومنظِّرها سيد قطب في مرتبة تفوق مقام سيد الخلق وأشرف المرسلين. على حد قوله.
أرسل تعليقك