دعا فضيلة الشيخ الدكتور، عمر عبدالكافي، إلى الكف عن رفع رايات مختلفة، والتوقف عن احتكار التحدث باسم الدين، مشددا على أنه لا يحق لجماعة أو فئة واحدة أن تدعي أنها المتحدث الرسمي باسم الإسلام؛ لأن المتحدث الرسمي باسم الدين، هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، " فلننزل الرايات، ونرفع راية محمد رسول الله".
وأكد عبدالكافي، أن العالم يحتاج الآن إلى تحقيق السلام والأمن ونبذ الظلم والحرب، فالاقتتال لا يؤدي إلى راحة العالم، محذرا من خطورة تحول الاختلاف إلى خلاف، حيث إن الإسلام يتسع للجميع، والفقه الإسلامي عاش بين شدة ابن عمر، ورقة ابن عباس، والاثنان من الصحابة، وأخذ الناس من علمهما، ولا يحدث بينهما خلاف يضر المسلمين.
ولفت عبدالكافي، في محاضرته التي حملت عنوان "قوارب النجاة" ضمن فعاليات برنامج المحاضرات بجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم بغرفة تجارة وصناعة دبي، إلى أن المسلمين ضيعوا أعمارا كثيرة في الكلام عن أمور بسيطة في الدين، مثل إطلاق اللحية وتقصير الثوب، وغيرهما، مطالبا طلاب العلم، بعدم الانشغال بصغار الأمور، وإنما بأعاليها.
وأوضح المحاضر " الغرب يعاني معاناة شديدة، بل والعالم بأسره يعاني، ولن ينجو العالم إلا إذا عاد إلى شرع الله، ولن يتحقق ذلك، إلا بعودة الشباب إلى " صحيح الدين".
وأضاف " نحن جيل مريض بالسلبية، وقضينا حياتنا في الرد على السلبيات والشبهات، والجيل القادم متأثر بمرض الجيل الحالي، ولكن بنسبة أقل، أما الجيل الثالث، وهم أبناء وبنات أبنائنا، سيكونون جيلا معافى وحاملا لدين الله".
واستهجن عبدالكافي ما يقوم به بعض المسلمين من "الغيبة للدول" وعدم نظر هؤلاء الأشخاص إلى عقوبة ذلك عند الله، فكما يحاسب الله على ذنب الغيبة في حق الأفراد، يحاسب سبحانه وتعالى على الغيبة في حق المجتمعات والشعوب، مؤكدا أنه لا يصح أن ينشغل مسلمون بالإساءة إلى دولة بعينها أو مجتمع محدد، وكذلك لا يجوز الانشغال بالإساءة إلى رموز معينة في دولة من الدول.
وطالب بعدم تتبع عورات المسلمين، وحث على ركوب "قوارب النجاة" لينجو العالم الإسلامي من واقعه ويفيق من كبوته التي يعاني منها، وتتضمن قوارب النجاة التي يجب الأخذ بها، هي عدم وقوع أعضاء الإنسان في معصية الله، ومحاسبة النفس، وتعزيز الأخوة في الدين والمحبة وقبول الآخرين وتزكية القلوب واتباع الحق، بالإضافة إلى الاهتمام بأصول ذلك الدين والأخذ بها، وعدم المغالاة في الدين.
وأكد أن طبيعة العبد الوقوع في الذنب وطبيعة البشر ارتكاب الخطأ، كما دلل على ذلك حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون).
ولفت عبدالكافي " لقد قابل ربنا هذا الخلل عند البشر بسعة الرحمة وكمال المغفرة، بل يقبل توبة عبده ويفرح به، كما في قوله تعالى: (كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءاً بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم) الأنعام 54، مشيرا إلى أن التوبة النصوح، معالم وصفات، هي: الإقلاع عن الذنب، الندم، والعزم على عدم العودة إلى المعصية وإذا كانت تتعلق بحقوق البشر فيزيد شرطاً، هو رد الحقوق والمظالم إلى أصحابها وطلب العفو والمسامحة ممن ظلمناهم.
ونوه إلى أن من أسماء الله الحسنى (التواب) وهي صيغة مبالغة في قبول التوبة، وما أجمل أن يدعونا ربنا صراحة (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) -النور 31.
بينما ألقى الشيخ المغامسي محاضرة بعنوان " مطاع ثم أمين" في جمعية النهضة النسائية في دبي، وتحدث فيها عن بيان فضل الملائكة خلقا وخلقا وعبادة، وبيان مقام جبريل عليه السلام بين الملائكة، وولاية جبريل للنبي عليه الصلاة والسلامة، وتعظيم شأن الأمانة في السماء والأرض.
فيما دعا فضيلة الدكتور، عمر عبدالكافي، إلى عدم تضييع أوقات شهر رمضان في الاستماع إلى المسلسلات والتنقل بين القنوات، مشاهدة البرامج والمسلسلات، مؤكدة أن ذلك تضييع لأوقات عظيمة يستطيع المسلم أن ينال فيها الكثير من الحسنات والأجر من الله، ويستغل هذا الشهر الكريم فيما يرضى الله.
أرسل تعليقك