الرواية الآلية أطروحة يبحث فيها العلماء عن إجابة
آخر تحديث 14:54:16 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تعد فكرة فانتازية تنتمي إلى عالم الخيال العلمي

الرواية "الآلية" أطروحة يبحث فيها العلماء عن إجابة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الرواية "الآلية" أطروحة يبحث فيها العلماء عن إجابة

رواية "موبي ديك"
دبي - صوت الإمارات

الصيحة الأحدث في ذلك الجنس الأدبي الذي يشغل الناس الآن تأتي في تقرير نشره موقع "بي بي سي" مؤخراً حول سؤال "هل يستطيع الإنسان الآلي أن يكتب رواية؟"، وعلى الرغم من أن مقدمة التقرير تعتبر الفكرة فانتازية وتنتمي إلى الخيال العلمي، إلا أن بعض الآراء داخل التقرير لم تستبعد الأمر، بل وهناك من يتوقعه خلال العقد المقبل .

لا يمكن التعاطي مع هذه الأطروحة وغيرها بمعزل عما نسمعه أو نقرأ عنه مؤخراً ويتعلق بالرواية، فهناك بحث دائم ولحوح في مفاصلها كافة، ويبدو أن المولعين بهذا الجنس الأدبي أو المستفيدين من رواجه امتدوا بآفاقهم خطوة إلى الأمام، فلم يلتفتوا إلى واقع ومستقبل رواية الخيال العلمي وحسب، بل يسعون إلى إدخال الأدب نفسه كإبداع إنساني محض في هذا الخيال .

لا يأمل التقرير أن يكتب "الروبوت" رواية مثل "موبي ديك" في السنوات العشر المقبلة، وإن كان يتوقع روايات جيدة في الفترة نفسها، وربما تتطور التقنيات لنشاهد في المستقبل روايات "آلية" عظيمة، أما ما يعطي وجاهة لهذه المغامرة فمجموعة من البرامج مزودة بأساليب الكتاب العالميين، فإذا حلمت يوماً بكتابة رواية تتشابه في بنائها مع أعمال كافكا أو دستوفسكي فما عليك إلا أن تدخل إلى جهازك برنامجاً يتضمن أسلوب الكاتب الذي تعشقه وتخترع الحدوتة وتتابع مساراتها وتطوراتها، وعليك أن تكون شديد الحرص واليقظة فمشكلة الروبوت الأساسية الآن في كتابة الرواية أنه لا يستطيع فهم لماذا تظهر شخصية روائية ما في بداية القصة ثم تختفي وتعاود الظهور بعد سبعين صفحة مثلا من السرد، ولكن يبدو أن هذه المشكلة ستختفي مع التطور .

تطرح هذه "الفانتازيا" عدة ملاحظات وتساؤلات حول قدرة "الروبوت" في ما يتعلق بالأحاسيس الإنسانية المتناقضة والعلاقات الخاصة والاجتماعية شديدة التعقيد والتاريخ بكل رؤاه وتفسيراته وفضاء اللغة وما يتضمنه من خصوصية، وغيرها من مفردات أساسية لا تتوافر إلا ل"الإنسان الروائي"، فكيف لآلة مثلاً أن تثير شعورنا بالشفقة أو الأسى أو الحب، أو تدرك مسارات التاريخ بكل أبعاده ومتغيراته وما يتركه الزمن من ندوب في نفوس البعض منا، أو تعبر عن الوحدة والاغتراب أو تدرك السخرية والدلالات المختزنة في اللغة، والقدرة على معرفة توظيف اللفظ في موقعه الصحيح كيف يمكن لها أن تعرف معنى الفرادة المميزة للإنسان، وتعاطيه مع ضغوط العالم من حوله، وهل يمكنها يوماً أن تصور حتى ولو عبر برامج فائقة التطور إحساس بطل "تحولات" كافكا الذي استيقظ يوماً ليجد نفسه حشرة، أو مذكرات ذلك المنعزل عن واقعه المشوه كما "في قبوي" لدستوفسكي، والأهم من ذلك الخيال الخلاق الذي ميز أبنية الروايات الخالدة .
يبدو أن الفكرة موجهة إلى ذلك "الجمهور" الحالم بكتابة رواية، إلى أولئك الذين ينضمون يومياً هنا وهناك إلى طابور الكتاب ويطلق عليهم "روائيين" .
كتابة الرواية ليست تغريدة على تويتر ولا تنتمي روايات التسلية أو "البست سيللر" إلى الروايات الجيدة أو إلى ذلك "الفن" إذا كنا نهدف إلى الموضوعية، وليست الرواية فكرة نضعها في الآلة ونعتمد على برامج تتخيل المسار وتضع احتمالات تصاعد الأحداث والنهاية وما علينا إلا الاختيار ب"كبسة زر" .
لقد كان من الطبيعي أن يبدأ "الروبوت" بكتابة القصة بوصفها في ذلك الواقع المتردي مجرد تمرين على الرواية، ولماذا لم يطرح الأدب بصفة عامة والشعر على وجه الخصوص؟، وكلها ملاحظات يؤكد التفكير فيها أن المسألة "فانتازيا حقيقية" تنتمي إلى زمن الرواية أو "الرواية الرديئة" على وجه الدقة .

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرواية الآلية أطروحة يبحث فيها العلماء عن إجابة الرواية الآلية أطروحة يبحث فيها العلماء عن إجابة



GMT 22:46 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

GMT 08:03 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates