الدعوة إلى 1000 بيت انطلقت من عاصمة الثقافة العربية
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

اليوم العالمي للشعر يشرق من الشارقة

الدعوة إلى 1000 بيت انطلقت من عاصمة الثقافة العربية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الدعوة إلى 1000 بيت انطلقت من عاصمة الثقافة العربية

فعاليات مهرجان الشارقة للشعر العربي
الشارقة - جمال أبو سمرا

تحتفل المؤسسات والشعراء في كل عام بمناسبة اليوم العالمي للشعر الذي يصادف 21 آذار/ مارس من كل عام، تقديرا لحضوره الفاعل، وإبرازا لمكانته العريقة والممتدة منذ عصور ما قبل الإسلام إلى يومنا الحاضر وما يليه من عصور تنبض بدهشته، لكن احتفال هذا العام في الشارقة مميز بحدث مهم للشعر، حيث أنه يقام في ظل هدية كبيرة وقيمة قدمت للشعر والشعراء في دولة الإمارات العربية المتحدة والوطن العربي، هذه الهدية التي تلقاها الوسط الثقافي بحفاوة وترحيب كبيرين، وتم تناقلها عبر وسائل متعددة في انتظار تفعيل هذا الدور الذي لابد وأن يسلك طريقا واضحا وسليما حتى يحقق رؤية صاحب هذه الهدية وهذا العطاء الكبير .

إن مبادرة عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي خلال إقامة فعاليات مهرجان الشارقة للشعر العربي في دورته الثالثة عشرة التي أقيمت خلال شهر كانون الثاني/ يناير من هذا العام بإنشاء 1000 بيت شعر في الوطن العربي وتكليف الدائرة الثقافية وبيت الشعر في الشارقة بمتابعة تنفيذ هذا الأمر، تعد من ضمن الدعم السخي والمتواصل واللامحدود له للأدب والثقافة والشعر والفن وغيرها من الفنون الإنسانية الجميلة، ويؤمن بأهمية الشعر وأثره في الأمم، لأنه القادر على ملامسة وجدان الشعوب ومعالجة قضاياهم وتوثيق تاريخهم وإثبات هويتهم، وهو الأقرب إلى المحافظة على لغة العرب التي تعيش في صراع مع جيوش جرارة غازية تحاول بكل ما أعطيت من قوة تدمير حديثة أن تزيح هذه الراسخة الثابتة الواقفة بشجاعة وكأنها الجبل العظيم أو الصخر الأصم عن مكانها، لغة سلاحها الرادع أبناؤها الذين تتأمل منهم أن يكونوا على ثغورها بعيون مفتحة راصدة كاشفة لكل محاولات التسلل من قبل العابثين الذين يحاولون أن يجعلوا من صورتها الناصعة مغبرة مغبشة يعرض عنها الكثير من المارين بتعجل دون محاولة أن يمسحوا غبار هذا الطريق ليروا خلفه تلك الصورة المدهشة والأنيقة للغة تتجدد وتتفجر وتتشظى لتقدم الأجمل والأروع في كل مناسبة، وهذه اللغة التي قدمت لنا المعلقات وما تلاها من شعر ونثر وآداب وكنز معرفي قادرة على الإنجاب ولا تكسرها رياح الخراب .

إن هذه البيوت التي أراد أن تكون في كل مكان، وأن تصل إلى كل وجدان بجمال ما تقدمه من قصيد وفعاليات مدروسة، ليست لقمة تتجاوز فيها الأيادي بعضها في سرعة طائشة من أجل خطفها، إنما المأمول منها أن تعمل بنية مخلصة صادقة عينها على الشعر والأدب، وأن تسعى دائما إلى التواصل الشعري والإنساني، ولن تحقق ذلك إلا إذا انطلقت ضمن أهداف واضحة وأسس سليمة، فهي مطالبة بأن تلم شمل الكلمة الشعرية، وأن توحد صف الشعور، وتترجم قضايا الناس، وتحافظ على ديوانهم العريق الذي لن يتركه العرب ما دامت الإبل تواصل حنينها، فالشعر ليس مجرد كلام مقفى، إنما هو تلك القوة العجيبة القادرة على هز الشعور وتحريك الراكد من الأحاسيس، القوة التي تقرب الذائقة منها بلطف وبحب وبسحر، فالشعر الجميل له سطوته على النفس، وأمراء الكلام كانوا وما زالوا وسائل إعلام عن المجتمع، وصحائف تدوين وتوثيق للذاكرة والأحداث، وبأقوالهم المختزلة في قالب فني بديع تستخدم للتدليل على الكثير من القضايا لإيصال رسالة لا تحتاج إلى الشرح الطويل والملتف للوصول إلى الهدف، فهي كالطلقة تصل بعد أول ضغطة على الزناد .

بيوت الشعر في الوطن العربي تستطيع أن تجمع تحت سقف واحد مجموعة من المثقفين وعلى رأسهم الشعراء ونقاد الشعر وأصحاب اللغة إذا كان الهدف واحداً، ولا يمكن لهذا السقف أن يكون مظلة إلا للكلمة التي تقرب، وللحرف الذي يناجي الإنسانية ويدغدغ نبضها، وحين يتحقق مثل هذا الهدف فإن الشعراء سيحجون بكلماتهم إلى تلك البيوت، وسيطوفون بأناتهم حولها لتبارك الذائقة العربية هذا الجمع المبارك، ولتحتفي بهذا الإنجاز أفئدة الذين يريدون وجه الشعر ولغة العرب الخالدة، وأعتقد أن رقعة هذا العطاء لن تكون ضيقة وفي جغرافيا محدودة، فهي ستتسع ليفد إليها بمحبة كبيرة شعراء من كل فج، وستهوي إليها أفئدة الذين أجبرتهم ظروف الحياة على مفارقة مسقط رأسهم، فهناك طاقات إبداعية كثيرة قد تغيبهم الهجرة عن المشهد بسبب نأيهم عن وطنهم الأم، وتغربهم في بلد يختلف في لغته وعاداته وتقاليده، لكن مهمتهم في الحفاظ على ما لديهم من تراث وثقافة ومعرفة وهوية يحتاج منهم إلى جهد مضاعف ولهاث مستمر وصراع على البقاء، والمحافظة على لغتهم وثقافتهم الأم التي تتعرض لزلازل وهزات وعواصف كثيرة، فهي تعيش وكأنها في مركب يتمايل مع الريح، ويحاول الثبات حتى لا يفقد بوصلة الوصول إلى بر الأمان .

أولئك هم مجموعة من الأدباء والمثقفين يعيشون في بلاد هاجروا إليها وعاشوا فيها زمنا طويلاً، وربما كانت هجرتهم لظروف اقتصادية أو اضطرابات سياسية أو حروب أو أزمات طائفية، وهم في غربتهم وإقامتهم الجديدة يحاولون بشتى الطرق إيجاد وسيلة تبقيهم على اتصال دائم مع اللغة العربية وما يرتبط بها من آداب وفنون وكتابة، وهم في تلك الحالة أشبه بالبذرة الطيبة التي تحاول أن تزيح الطين أو الرمل من عليها، لتخرج رأسها شامخاً إلى الأرض، وتعلن عن ولادة واقع جديد لها .

شعراء المهجر يحاولون بكل الطرق البقاء على قيد اللغة والأدب، ليبقوا على اتصال مع بني جلدتهم بما يقدمونه من فكر وتراث لا ينفك عن إرثهم العظيم، ولذلك فهم بما يمتلكون من موارد ربما تكون ضعيفة في الأغلب يقيمون فعاليات كثيرة، لكن تواصلهم مع عالمهم العربي يبدو أنه قليل، ومن هنا يأتي دور هذه البيوت في تفعيل أمر التواصل الشعري والإنساني معهم بإقامة فعاليات يتم من خلالها دعوتهم لتقديم ما لديهم من أفكار ورؤى ونتاج معرفي، وهو ما سعى إليه بيت الشعر في الشارقة متخذاً من دعم صاحب السمو حاكم الشارقة دافعاً لتفعيل هذا الدور وجعله أحد أهدافه العديدة ضمن خطته التي رسمت برؤية ومباركة سموه .
هنيئا للشعر وللشعراء بهذا البحر الذي يعطي من دون أن ينتظر من الموجة الشكر أو من المبحرين الأجر، فهديته الغالية هذه ليست هي آخر هداياه القيمة، فهو كما قال الشاعر:
هو البحرُ من أي النواحي أتيتَهُ
فلجتُه المعروفُ والجودُ ساحلُهْ

وبمثل هذه الرعاية يستطيع الشعر أن يصبح عالمي الحضور، يسع فضاؤه الجميع، وتحلق في سمائه البلاغة واللغة وسحر الحرف وبراعة القول، ويتباهى الشعراء ببيوتهم الصادحة بعذب الكلام ورهيف النبض وعمق التواصل الاجتماعي والثقافي، وهنيئاً للشارقة هذا الحضور في المحافل المرتبطة بكل ما يخدم الإنسان وينمي قدراته لتسخر في خدمة الأمم والشعوب، ولذلك يحق القول عنه: أصبحَ الشعرُ بدعمٍ منهُ فينا . . عالمياً عالمياً عالميا .

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدعوة إلى 1000 بيت انطلقت من عاصمة الثقافة العربية الدعوة إلى 1000 بيت انطلقت من عاصمة الثقافة العربية



GMT 22:46 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

GMT 08:03 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة

GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates