أعلنت وزارة "الآثار" المصرية أخيرًا التقاط إشارات من غرف خفية داخل مقبرة الملك توت عنخ آمون، وأن ملصقات الجدران تخفي مدخلين غير مستكشفين، واحد منهما ربما يؤدي إلى مقبرة الملكة نفرتيتي، وذلك بعد أن استخدم فريق من كلية الهندسة في جامعة القاهرة ومعهد "التراث والابتكار والحفظ" في باريس الأشعة تحت الحمراء لقياس درجة حرارة جدران المقبرة.
وبحسب بيان نقلته "ديلي ميل" البريطانية، فإن تحليل أولي للبحث غير الغازي أظهر أن منطقة واحدة من الجدار الشمالي كانت درجة حرارتها مختلفة عن مناطق أخرى، ما يعد مؤشرًا محتملاً لوجود غرفة خفية، وقد تم الانتهاء من التجربة في الذكرى الـ93 للبحث عن المقبرة، وفي الوقت ذاته كشف الباحثون النقاب عن صور ملونة حديثة من العملية.
وقد تم التقاط الصور أثناء عملية الحفر بواسطة المصور البريطاني هاري بورتون، وأكدت وزارة الآثار المصرية أن البحث عن المقابر المخبأة استمر 24 ساعة، وأن الكثير من التجارب ستنفذ على أمل تحديد المنطقة ذات درجة الحرارة المختلفة بدقة أكبر.
وأكد مؤسس معهد التراث والابتكار مهدي طيوبي لـ"ديسكفري نيوز": الفريق كان متأثرًا للغاية ومليء بالمشاعر المتناقضة لقضاء ليلة في المقبرة.
وزعمت الوزارة أن هناك خدوشًا وعلامات على الجدران الشمالية والغربية مماثلة تمامًا لتلك التي عثر عليها هوارد كارتر على مدخل مقبرة الملك توت.
وقد تتبع البحث مزاعم عالم المصريات البريطاني نيكولاس ريفز، من جامعة أريزونا، بأن الصور عالية الدقة للمقبرة تظهر آثارًا خطية متميزة على الجدران، تشير إلى غرفتين غير مستكشفتين.
وقال ريفز إن الصور عالية الدقة عما يعرف باسم قبر الملك توت، كشفت الكثير من الأمور المثيرة للاهتمام والتي لا تبدو طبيعية تمامًا، وتصنع تلك الخطوط زاوية قائمة مع الأرض، متمركزة في وضعية متماشية مع خطوط أخرى داخل المقبرة، ولكنها صعبة الالتقاط بالعين المجردة.
وأوضح ريفز أنه من الممكن أن ملصقات الجدران تخفي مدخلين غير مستكشفين، واحد منهما ربما يؤدي إلى مقبرة نفرتيتي، وأضاف أن تصميم المقبرة يوحي بأنها بنيت للملكة، بدلاً من الملك.
وأضاف أنه يعتقد أن تلك الغرف تقع خلف الجدران الغربية والشمالية من المقبرة، وتحتوي إحداها على رفات الملكة، الزوجة الرئيسية للفرعون إخناتون والأم لستة من أبنائه، أحدهم هو الملك توت عنخ آمون.
وقد اشتهرت نفرتيتي بأنها رائعة الجمال، وقد فقدت مقبرة نفرتيتي أو "سيدة الأرضين" لعدة قرون منذ وفاتها المفاجئة العام 1340 قبل الميلاد، واقترح تحليل الحمض النووي السابق أن والدة الملك توت عنخ آمون قد تكون المومياء المعروفة باسم السيدة الشابة، ويعتقد أيضًا أنها شقيقة والده.
ووفر الدكتور نيكولاس ريفز، عالم الآثار الإنجليزية في جامعة أريزونا، أدلة جديدة لدعم هذه الأدلة في تقرير نشره مشروع مقابر العمارنة الملكية.
وبعد تحليل بالأشعة عالية الدقة لجدران مجمع توت عنخ آمون الخطير في وادي الملوك، رصد الدكتور ريفز ما يبدو أنه المدخل السري للمقبرة، وكشف النقاب عن مدخلين أحدهما يعتقد أنها غرفة تخزين والأخرى غرفة دفن الملكة نفرتيتي، وإذا ثبتت صحة تلك المزاعم فيمكن أن تكون المقبرة تخفي أكثر الأشياء روعة في مقبرة الملك توت.
ويظن ريفز أنه قبرها نظرًا لموقعها على يمين أعمدة المدخل، وهو أكثر شيوعًا في مقابر الملكات المصرية، ولكن صغر حجم حجرة دفن الملك توت عنخ آمون حير الخبراء لأعوام، نظرًا لمكانته في التاريخ المصري، لذا يظن الدكتور ريفز أنها بنيت كإضافة إلى مقبرة والدته؛ لأنها كانت الوصية على الملك الصبي.
وقد زيّن مدخل ما يعتقد أنه مقبرة نفرتيتي بمشاهد دينية، ربما كطقوس لتوفير الحماية للغرفة التي خلفه.
وكتب الدكتور ريفز: ملكة واحدة فقط من سلالة الأسرة الـ18 هي التي تلقت هذا التكريم، تلك الملكة هي نفرتيتي، التي كانت وصية على الملك الصبي وخليفة الفرعون إخناتون.
أما المحاضر البارز في علم المصريات في جامعة مانشستر، جويس تيلدسلي، فقال إن فرضية الدكتور ريفز قد يثبت صحتها، مضيفًا: يبدو لي أنه من المحتمل جدًا أن تكون نفرتيتي توفيت في عهد زوجها، لذا محتمل أن تكون دفنت في تل العمارنة، المدينة التي بناها إخناتون شرق مصر لهذا الغرض، ولكن كنت أتوقع أن تكون مدفونة في مكان ما في الوادي الغربي، وليس في وسط وادي الملوك.
ويعني اسم نفرتيتي "الجميلة التي أتت"، وقد كانت ملكة مصر وزوجة الفرعون إخناتون في القرن الـ14 قبل الميلاد، وقد أسست هي وزوجها مذهب عبادة آتون، إله الشمس، وروجت الفن في مصر الذي كان مختلفًا عن سابقيه، وتوحي ألقابها بأنها كانت الفرعون بعد وفاة إخناتون، ولكن على الرغم من مكانتها المرموقة، إلا أن وفاتها ودفنها لا يزال لغزًا.
وقد تم اكتشاف حجرة دفن توت عنخ آمون التي كان عمرها 3000 عام في 1922، بعد البحث عنها لمدة 15 عامًا، واكتشف فيها 5000 قطعة من التحف بما في ذلك تابوت الملك وقناعه الذهبي، ومومياوات ولدت ميتة، وسبب الاكتشاف ضجة كبيرة في جميع أنحاء العالم بسبب ثرائها الفاحش، وتم العثور على طفلين ميتين مدفونين معه، ويقال إنهما كانا آخر سلالة الملك توت.
هذا ولا تزال وفاة الملك لغزًا حير علماء الآثار حتى الآن، حيث أدت وفاة توت عنخ آمون إلى الحرب؛ إذ خلفه في الحكم مستشاره آي، الذي تزوج أرملة الملك الصبي، وتحت حكمه هزمت مصر في حرب مع الحيثيين.
ولا يزال العالم يعرف القليل جدًا عن الملك توت عنخ آمون، الذي توفي عندما كان عمره 19 عامًا.
أرسل تعليقك