البورسلين بصمة فلسطين الوراثية في لوري شبيبي
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

معرض للفنانة الفلسطينية لاريسا صنصور

البورسلين بصمة فلسطين الوراثية في "لوري شبيبي"

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - البورسلين بصمة فلسطين الوراثية في "لوري شبيبي"

لاريسا صنصور
دبي – صوت الإمارات

تأخذنا الفنانة الفلسطينية، لاريسا صنصور، في رحلة استكشافية لأساليب الفن الحديث، فهي غالبًا ما تنظر إلى القضايا المعاصرة نظرة بعيدة عن السائد، لهذا نجدها تبعدنا عن الخيال العلمي بشكله المباشر، مع استخدام عناصره في العمل بشكل قوي، وإنما بتورية عالية.

وفلسطين هي القضية التي طرحتها الفنانة في معرضها الأخير "في المستقبل أكلوا أفخر أنواع الخزف"، الذي افتتح في غاليري "لوري شبيبي"، وترحل بنا عبر الأعمال إلى المستقبل البعيد، في سفن فضائية، وعلى كواكب أخرى، لتوثق وجود هذا البلد من خلال البورسلين، الذي يصبح البصمة الوراثية لفلسطين.

ونشاهد مع الفنانة أساليب عدة، وهذا ما يجعل أعمالها تبدو كأنها سلسلة حكايات مترابطة، وتدعم هذا الأسلوب السردي في الفيلم الذي تصور من خلاله كل جوانب القضية، فهي تحمل فلسطين في أعمالها التي تبدو كما لو أنها في مركبة فضائية، وكذلك في شخصياتها الأقرب إلى رواد الفضاء. يحاولون من خلال وجودهم في أمكنة مغايرة، وكذلك في الزمن المستقبلي الافتراضي، إثبات وجود فلسطين وحالة الصراع التي تعيشها هذه الدولة، وكذلك المحاولات المتكررة لمحو تاريخها وثقافتها.

وترتبط أعمال صنصور بالزمن بشكل واضح، فهي تسافر نحو المستقبل بهدف إثبات الماضي، ويتضح ذلك من خلال الفيلم الذي حمل عنوان "في المستقبل أكلوا أفخر أنواع الخزف"، حيث تستخدم فيه الأسلوب الحواري بين شخصيتين، فتكون هناك مجموعة من الأسئلة التي تطرح على الشخصية الأساسية، بينما لا يتم التعريف بهوية طارح الأسئلة، فيترك الأمر مفتوحًا على العديد من الاحتمالات، فهل هو صحافي، أم أنه معالج نفسي.

وتقدم صنصور الفيلم في سياق موسيقي فاتن، بينما تدور الرواية حول البطل الذي يروي قصة مجموعة من الناس، سيقوم علم الآثار بإنصافهم من خلال أطباق البورسلين التي دفنت تحت الأرض، والتي تحمل تاريخ إنتاجها، وهي الإثبات على وجود من مروا على هذه الأرض.

وأوضحت صنصور عن معرضها لـ"لإمارات اليوم"، إن "هذه الأعمال تعبر عن فلسطين بشكل خاص ومختلف، فهي تبرز حالة الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى القدس، لهذا ذهبوا إلى القمر ووضعوا علم فلسطين هناك، فهي تحمل علاقتي مع المكان، إذ إن هناك قولًا يستخدم بين الفلسطينيين للتعبير عن هذه الحالة، مفاده أن الوصول إلى القمر أسهل من الوصول إلى القدس".

وأضافت "العمل الآخر يعبر عن رؤيتي للحواجز في بيت لحم، فالمستوطنات تكبر وكأنها تحول الأمكنة إلى سجون مغلقة، ويصعب فهم كيفية حدوث كل هذه الأمور، فكل شيء مقسم في فلسطين، لذا فإن الأعمال تعد رؤية أوسع لما يحدث".

واعتبرت أنها كفلسطينية تعيش في الخارج تراودها دائمًا رغبة زيارة فلسطين، مشيرة إلى أنها أمضت ثلاثة شهور فيها، ولكنها لم تتمكن من العمل داخل فلسطين، حيث منعت من التصوير، موضحة أنها تفضّل العمل لفلسطين من الخارج من أن تكون في الداخل وغير قادرة على العمل وتقديم القضية التي تريد.

وحول الأسئلة الكثيرة التي تطرحها من خلال الأعمال، شددت على أن الوقت هو الذي يقدم المزيد من الأجوبة، فالفن هو الوسيط الذي يطرح الكثير من الأسئلة حول ما يحدث، ويعيد الشرح والتحليل، لكنها تحاول أن تغير من الطاقة الموجودة لدى الناس، فلا تريد أن تحلل الوضع الفلسطيني، وكذلك لا تريد أن تُحاكم كفنانة فلسطينية، فما تقدمه هو لكل الناس، وبيت لحم مدينة الجميع يعرفها، لكن بلا شك تبقى لهذه الرموز الفلسطينية أثرها الخاص على الصعيد الشخصي.

ورأت صنصور أن السياسة التي تحضر في أعمالها تأتي من كونها تشكل عالمها الخاص، وهذا ما يجعل العمل الفني في الشرق الأوسط قويًا جدًا، فهناك فرصة للحديث عما يحدث وتغييره. أما بين الوسائط المتعددة، فأشارت إلى أن الفن هو ما تقوم به، مبينة أنها كانت شديدة الواقعية في بداياتها الفنية، حيث كانت ترسم الطبيعة، وتبدل توجهها الفني بعد أن نضجت خبرتها، حيث بدأ التصوير يأخذ الحيز الأكبر في عملها، ووجدت فيه سبيلها الأقوى للتعبير.

وشرحت الفيلم الذي عرض في المعرض وهو فيلمها الثالث، ويحمل عنوان "في المستقبل أكلوا أجود أنواع الخزف"، بالقول "يعتمد على مادة البورسلين، وتحويلها الى حالة هروب حقيقية، إذ يتم دفن البورسلين، ليبدو أنه أصبح البصمة الوراثية لفلسطين". ورأت أن السيريالية أحيانًا تكون الحل لقول هذه الحكاية، خصوصًا عن فلسطين، لأنه قد يصعب تقديمها للغرب بطريقة مباشرة، إذ قد نجدهم لا يتقبلونها، وكذلك يصعب تصويرها بشكل غير واقعي، لذا السيريالية هي أفضل الحلول.

ولفتت إلى أن الفيلم يروي حكاية من يعانون الفقد، وهي حالة مشتركة بين الكثير من أبناء فلسطين، ويصور كيف تصبح ردود أفعالهم صادرة عن هذه الخسارة، كما يبرز الفيلم خططها لحماية فلسطين، فهي تحاول أن تدفن البورسلين كي يستفيد منه علم الآثار، إذ فقط بهذه الوسيلة يمكن توثيق وجود فلسطين، فعلم الآثار يتخطى حدوده العلمية، ليصبح سياسيًا.

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البورسلين بصمة فلسطين الوراثية في لوري شبيبي البورسلين بصمة فلسطين الوراثية في لوري شبيبي



GMT 22:46 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

GMT 08:03 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates