أعلنت مؤسسة الأوقاف وشؤون القُصّر في دبي، افتتاح مشروع قرية العائلة لرعاية الأطفال الأيتام، في منطقة الورقاء الثالثة في دبي، مشيرة إلى أن هذه القرية تتسع إلى حوالي 100 طفل من فاقدي الأبوين، وتوفر لهم المأوى والتعليم والرعاية الصحية والنفسية والتغذية لليتامى المحتاجين، وتطبيق القرية لنظام "الأسر البديلة الكاملة"، وهو أحدث الطرق العالمية في مجال رعاية فاقدي الأبوين.
وتضم قرية العائلة التي تُعد أول قرية وقفية للأيتام في إمارة دبي والشرق الأوسط، 16 فيلّا ومبنى إداريًا، وحضانة أطفال وعيادة طبية وجميع المرافق التي تحتاج إليها القرية مثل صالة لتجهيز الطعام ومغسلة بحيث يتوفر للقرية احتياجاتها كافة، ويبلغ إجمالي تكلفة المشروع بكل محتوياته، حوالي 150 مليون درهم، وتم البدء بالفترة التشغيلية للمشروع.
وأعلن الأمين العام لمؤسسة الأوقاف وشؤون القصر في دبي طيب عبد الرحمن الريس، أن مشروع قرية العائلة يعمل على توفير بيت حقيقي لهؤلاء اليتامى، حيث يوفر لهم جوًا عائليًا مستقرًا ومتوازنًا يحتوي جميع احتياجاتهم الأساسية والوسائل الضرورية مع تعيين أمهات بدوام كامل لكل مجموعة من الأطفال لتوفير كل الرعاية والحب المطلوبين لهم.
وأضاف "كل بيت في القرية سيكون عبارة عن وحدة مترابطة ومتكاملة من الأشقاء والأم إلى جانب وجود خالات مساعدات وهن جزء من حياة الأطفال اليومية، بالإضافة إلى جدّة تشرف على النظام بشكل يومي في القرية، كما توفر القرية، اختصاصيًا نفسيًا واختصاصية اجتماعية، يوجدان بشكل دائم، لتقديم الخدمات اللازمة للأطفال عند الحاجة".
وأكد الريس، أنه تم تطبيق أعلى معايير الجودة الخاصة بخطط إمارة دبي الخاصة بالمباني الخضراء في مشروع قرية العائلة، بما يساعد في تحسين أداء المباني عن طريق خفض استهلاك الطاقة، ولذلك تم استخدام الإضاءة الداخلية في القرية من نوعية "LED"، التي توفر الكهرباء بنسبة 74%، إضافة تم تزويد شبكة الإضاءة بنظام الحساسات مما سيسهم في توفير الكهرباء بنسبة 34%.
ويعتبر مشروع قرية العائلة مبادرة أطلقها نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كأولى المبادرات في رمضان لعام 2012، التي وقع اختياره عليها ضمن آلاف المقترحات التي تلقاها ضمن مبادرته الإلكترونية للمبادرات الرمضانية، وهي فكرة مقدمة من مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر في دبي.
ولفت الريس، إلى أن نحو 20 طفلاً انتقلوا بالفعل إلى العيش في أسر في قرية العائلة، موزعين حاليًا على خمس فلل من إجمالي 16 فيلّا تابعة للقرية، وتضم كل فيلّا أربعة أطفال أيتام وأم بديلة وخالة لرعاية هؤلاء الأطفال، مؤكدًا أنه سوف يتم احتضان هؤلاء الأطفال من فاقدي الأبوين، بشكل دائم حتى سن محددة تحددها قوانين إمارة دبي، إلا أن رعايتهم تستمر حتى مرحلة الاعتماد على النفس.
وأفاد الريس، أن مشروع قرية العائلة مرتبط بشكل كبير بدعوة الصادقة للشباب والعوائل الإماراتية للتطوع في مبادرة الإمارات لصلة الأيتام والقصر، التي أطلقها الجمعة الماضية، وتهدف لتوفير الرعاية النفسية والمعنوية، منوها بأن هذه المبادرة جاءت مكملة وداعمة لرؤيته في تمكين المؤسسة بأن تكون أنموذجًا عالميًا في احتضان الكفاءات وتوفير بيئة تزخر بالإبداع والتفوق والعمل الجماعي لخدمة الأيتام والقصّر وجعلهم جزءًا من قصة نجاح دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وأشار إلى أن مؤسسة الأوقاف وشؤون القصّر في دبي فتحت باب التسجيل للمتطوعين من الراغبين بتلبية دعوة نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والانضمام إلى مبادرة الإمارات لصلة الأيتام والقصّر وذلك عبر موقع المؤسسة الإلكتروني "www.amaf.gov.ae".
وأضاف أن المؤسسة ستتواصل مع المتطوعين للبدء بأنشطة تسهم في تشكيل روابط أخوية حقيقية مع الأيتام والقصّر وإعدادهم نفسيًا ومهاريًا لمواجهة الحياة.
وبيّن أن دور مشروع قرية العائلة في توفير حياة كريمة في جو أسري رفيع، فالأسرة بالنسبة للطفل هي المؤسسة الأكثر أهمية بتنشئته التنشئة السليمة، ففيها توفر للطفل الإشباع العاطفي والأجواء المفعمة بالمحبة والمودة وهو ما يفتقده الطفل اليتيم.
وذكر أن الطفل اليتيم بحاجة إلى ما هو أكثر من توفير الحاجات المادية فهو بحاجة إلى بيئة أسرية ينمو فيها وإلى محيط عائلي يحتضنه، ويتربى بينه على القيم النبيلة والأخلاق الحميدة وتعزز الانتماء لوطنهم الإمارات وتغرس فيهم حب العطاء وخدمة وطنهم، وهذا ما ستوفره قرية العائلة حيث ستقدم لهذا الطفل جميع حاجاته الصحية والنفسية والاجتماعية والمادية والتعليمية والترفيهية.
ونوه الريس، إلى أن توفير أم للطفل اليتيم تحيطه برعايتها وتشبعه بعطفها، يعزز انتماءه لوطنه ويغرس فيه القيم النبيلة والأخلاق العربية الأصيلة والوفاء للوطن.
أرسل تعليقك