أبوظبي – صوت الإمارات
عن مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، صدرت ترجمة أربع روايات لباتريك موديانو (الفائز بجائزة نوبل للآداب لسنة 2014)، وهي: "دفتر العائلة" و"من أقاصي النسيان" و"سيرك يمر" و"صِبية طيبون"، ونقلتها للعربية المترجمة اللبنانية دانيال صالح، في إطار الاستعداد لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي ينطلق اليوم.
وأوضح عضو مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة الدكتور علي بن تميم، إن "الهيئة شديدة الفخر بصدور هذه الترجمات للكاتب الفرنسي المتميز، التي تأتي لتثري مخزون المشروع من كبريات الأعمال الفرنسية، الحديثة والكلاسيكية، وتعيد تسليط الأضواء على الترجمة الأدبية والفكرية باعتبارها أحد أهم مصادر إغناء المكنون الثقافي والحس الجمالي لقراء لغة الضاد".
وأضاف أن ما صدر من أعمال مترجمة عن مشروع "كلمة" في السنوات الأخيرة يثبت صواب خطّة المشروع، ونجوع برنامجه الذي يستند إلى آليّات العمل الجماعي الخلاق، ويتوخى الوصول بفن الترجمة إلى مصاف عال من الجمال والدقة وإمكان الوصول إلى مختلف فئات القراء.
تتألف رواية "دفتر العائلة" من 15 فصلًا وجيزًا يمكن قراءتها كما لو كانت قصصًا قصيرة مترابطة. هي 15 لحظة أو وجهًا أساسيًا تشكل موجز سيرة ذاتية كتبها موديانو مراهنًا على الكثافة، وعلى الإيحاء، مثلما فعل في "سلالة"، التي سبق أن أصدر ترجمتها مشروع "كلمة"، والتي تعامل فيها مع لحظات ووجوه أخرى.
بينما تحيل أجواء "من أقاصي النسيان" إلى سبعينات القرن الماضي، ما يعني أن "بطلها" السّارد ولد في عام مقارب لذاك الذي ولد فيه الكاتب.
أما رواية "صِبْية طيّبون"، فهي من أكثر روايات باتريك موديانو ارتباطًا بالموضوعات أو الحركيات الكبرى لمشروعه الإبداعي. هنا أيضًا تتنامى مأساة الهجران أو التخلي، المصورة بتنويعاتها العديدة في نصوصه الأخرى وسيرتيه الروائيّتين الصادرتين أيضًا عن مشروع "كلمة"، "دفتر العائلة" و"سلالة". سوى أن المنظور يتسع بالرواية ليشمل جيلًا كاملًا، جيل رفاقه في أيام الدرس، يعود إليهم ليصورهم في عالم المدرسة الداخلية، وما آلوا إليه بعد 20 عامًا.
ويشار إلى أن باتريك موديانو ولد في بلدة بولوني - يانكور قرب باريس في 30 يوليو 1945، وبرع منذ رواياته الأولى في تصوير الأفق الاجتماعي والسياسي المأزوم في فرنسا في السنوات التالية للحرب العالمية الثانية، وفي تحويل التجربة التاريخية إلى مأساة وجودية ضاغطة يعيشها أفراد محرومون من الإرث، ويفتقرون إلى أدنى المرتكزات، يحدوهم أمل جارف في تأسيس الذات وتحقيق ما يكفي من الوضوح لإعادة ابتكار الحياة. تُوّج عمله بجوائز عدة، منها جائزة غونكور للرواية في 1978، وجائزة نوبل للآداب في 2014. وله أكثر من 30 رواية ومجموعة قصصية.
أرسل تعليقك