أبوظبي- صوت الامارات
ستمد المصمم الإماراتي، عيسى السبوسي، اسم «ذرب»، العلامة التجارية التي أطلقها من تصميماته للمنتجات الجلدية، من أشعار الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كما استخدم السبوسي بعض أسماء أفراد عائلته لتصاميمه، مثل حقيبة «شما»، ومحفظة «مايد»، وغيرهما.
السبوسي قال «الإمارات اليوم» إنه عندما أطلق مشروعه عام 2016، لم يكن قد اختار الاسم الذي سيحمله المشروع، وخلال قراءته لأشعار الشيخ زايد توقف أمام بيت يقول فيه:
مثل العسل منطق شفاتك ذرب وموزون بموازين والطيب من أصلك وذاتك واضح ولا يحتاج تبيين فتوقف أمام كلمة ذرب، وهي كلمة تراثية كانت شائعة في وقت سابق، وقلّ استخدامها في الوقت الحالي، وهي تعني الشخص المحترم في تعاملاته، اللبق في كلامه، وشعر بأنها تناسب تصميماته، بما تتسم به من بساطة، لافتاً أن انطلاقته كانت عبر «إنستغرام»، قبل أن يقرر هذا العام افتتاح أول محل له في الغاليريا مول في جزيرة المارية بأبوظبي.
وأضاف: «عند إطلاق مشروعي كنت متخوفاً من ألا يلقى أسلوبي في التصميم قبول الجمهور، لأنه يعتمد على البساطة، لكنني وجدت العكس، فالسوق في الإمارات تتسع للمنافسة، ولوجود منتجات وعلامات تجارية إماراتية متميزة، إلى جانب الأسماء العالمية الشهيرة».
شما وسيف ودانة
عن تصميماته وما تحملها من أسماء إماراتية، أوضح السبوسي أنه لا يعتمد نظام طرح تصميماته في مجموعات «كوليكشنز»، لكنه يقدمها كمنتجات، فكل منتج منها يحمل اسماً خاصاً به، ولديه حتى الآن سبعة منتجات رئيسة، كل منها يحمل اسم أحد أفراد عائلته، مضيفاً: «منذ البداية كان هدفي الرئيس تقديم منتجات صنعت في الإمارات، واخترت أن تحمل منتجاتي أسماء أفراد من العائلة، وكان أول منتج هو حقيبة (شما)، وهو اسم والدتي التي تعتبر من أهم الملهمين لي، وأطلقت عليها هذا الاسم لأنها اعتمدت على فكرة غير شائعة، وهي الجمع بين الرخام والجلد، لتجمع بين صلابة الأول ونعومة الثاني، كما تجمع الوالدة في شخصيتها بين الطيبة والطموح، كذلك قدمت منتجات بأسماء أخرى من العائلة، مثل الياس وسيف ودانة، وبشكل عام فأنا اختار اسم المنتج بعد تصميمه».
وأشار السبوسي، الذي درس الإعلام والاتصال الجماهيري في الجامعة الأميركية بالشارقة، إلى أن اهتمامه بالتصميم ظهر من خلال شغفه باقتناء منتجات جلدية مختلفة، خصوصاً من الماركات الصغيرة، لأنها تتسم بالإبداع أكثر، وتناسب ذوقه الذي يميل إلى البساطة والعملية، وكثيراً ما كان يقوم بتنفيذ رسومات لهذه القطع مع إجراء تعديلات على تصميمها، وهذا ما شجعه على الاتجاه إلى مجال التصميم في 2016، وكانت البداية عبر صفحته على «إنستغرام»، إلى أن شعر بأنه أصبح قادراً على الوجود في السوق، فافتتح أول محل له، ويأمل أن يتوسع في الفترة المقبلة في دبي ودول الخليج.
بين البساطة والعملية
لم تخلُ تجربة السبوسي من صعوبات، اعتبر أن من أهمها كونه لم يدرس مجال التصميم، وافتقاره للخبرة في مجال إدارة الأعمال التجارية
والحسابات، فكان الأمر معقداً بالنسبة له في البداية، ولكن مع الوقت اكتسب معرفة وخبرة، واستفاد كثيراً من المعلومات المتاحة على الإنترنت، لافتاً إلى أن العمل أصبح أسهل الآن، بعد أن وجد شركاء متفهمين لأفكاره ولما يرغب في إيصاله، والتعبير عنه من خلال المنتج، كما ساعدوه على فهم السوق واحتياجاتها، وما المطلوب منه كمصمم لتصبح تصميماته قابلة للتنفيذ.
وعن طبيعة تصميماته، أشار إلى اعتماده على صفتين أساسيتين، هما العملية والبساطة، وأن معظم الأفكار التي اعتمدت عليها التصميمات
كانت تهدف إلى حل مشكلة ما، مثل منتج عبارة عن مغلف جلدي أطلق عليه اسم «مايد»، وقام بتصميمه لأنه كان يجد صعوبة في حمل كل أغراضه خلال الاجتماعات الخارجية أثناء العمل، لأن المغلفات المعتادة لا تتسع في الغالب إلا للقلم والبطاقات، فقام بتصميم هذا المنتج ليتسع للأوراق والأقلام والبطاقات، وكذلك مفاتيح السيارة والهاتف المحمول، وحتى النظارة، ولذلك أصبح الأكثر مبيعاً لديه. لافتاً إلى حرصه قبل إطلاق المنتج على استطلاع آراء من حوله عنه، وبناءً على اقتراحاتهم يقوم بالتعديلات التي تجعل القطعة أكثر عملية وسهولة في الاستخدام.
التصاميم للمرأة أصعب
اعتبر عيسى السبوسي، الذي تضم مجموعته ثلاثة منتجات حصرية للسيدات، والبقية للجنسين، أن التصميم للنساء أكثر صعوبة من تصميم منتجات رجالية أو للجنسين، ولذلك يحرص على استطلاع آراء شخصيات نسائية مقربة منه، مثل أخته ووالدته، حول التصميمات التي يضعها قبل وضع التصميم النهائي ليلبي احتياجات المرأة.
قـــــــــــــــد يهمــــــــــــــــك أيضـــــــــــــــــا
أرسل تعليقك