بغداد – نجلاء الطائي
شهد قصر الثقافة والفنون في البصرة، الخميس، جلسة نقدية أقامتها دار ومكتبة شهريار والتجمع الثقافي العراقي الحديث، بشأن الرواية الإيرانية الحديثة والاحتفاء برواية (العقرب على أدراج محطة أنديمشك)، بحضور مترجمها الإيراني حسين طرفي عليوي وبمشاركة الناقدين الإيرانيين أحمد حيدري ومحمد حزبائي، والأديبين د.لؤي حمزة عباس و د.عادل عبد الجبار، وأدار الجلسة الأديب صفاء دياب.
تضمنت الجلسة خمسة محاور، حيث اختص المحور الأول بالرواية الإيرانية الحديثة وكيف تطورت وأين وصلت وقد تحدث عنها الناقد والمترجم احمد حيدري، والمحور الثاني عن الرواية في جنوب إيران للناقد والمترجم محمد حزبائي، فيما تحدث القاص والروائي الدكتور لؤي حمزة عباس عن الرواية الإيرانية العقرب وتحدث الدكتور عادل عبد الجبار عن الرواية كتشكيل ولغة وموضوع، فيما اختص المحور الخامس بحديث للمترجم حسين طرفي عليوي عن ترجمته لرواية العقرب على إدراج سلّم محطة اندمشك للقاص والروائي الإيراني حسين مرتضائيان آبكنار.
ويعد أحمد حيدري كاتبا معروفا، وهو قاص وصحافي ومترجم يكتب باللغتين العربية والفارسية, وقد أكد: "هذه أول منصة أتحدث عليها في العراق وفي البصرة تحديدا بلقاء مباشر مع المواطن العراقي، وعندما وصلتني الدعوة لحضور هذه الجلسة والمشاركة فيها هيأت ورقتي للتحدث في موضوع الرواية الإيرانية الحديثة، واخترت الروائي صادق هدايتي نموذجا للتحدث عن فن الرواية عنده، والتي أعطاها البعد الشعبي منطلقا من مخيلة خاصة"، ثم أشار إلى المدارس الروائية الموجودة في إيران.
وفي أعقاب ذلك تحدث محمد حزبائي زادة وهو مترجم معروف، عن الأسلوب الخاص بالرواية في جنوب إيران من خلال مدرسة الجنوب، وقد تناول في بحثه الروائي احمد محمود الذي أصدر العديد من الكتابات الإبداعية.
وتحدث بعد ذلك الدكتور لؤي حمزة عباس في قراءته لرواية العقرب المحتفى بها فقال: "اعد مشاركتي في الحديث عن رواية إيرانية حدثا فارقا وعلامة مميزة من علامات حياتي، فأنا أنتمي لجيل عراقي عاش كبرى تجاربه وأهمها على الإطلاق في حرب الثمانينيات الطاحنة، وتبلور وعيه بعيدا عن حقول الموت والتي وجد نفسه فيها، ولطالما فكرت إن إيرانيا مثلي لا شأن له بالحرب ودعاوى عدالتها لا يشغله سوى حياته التي تتهشم، وهاهي أفكاري تتجسد بين يدي كاتب لم يسبق لي معرفته هو حسين مرتضائيان آبكنار، وهو في الوقت نفسه الإيراني الذي فكرت به حتى عرفته معرفتي أصدقائي القريبين وسمعت صوته وهو يستعيد بعض مخاوفي، وعندما أتحدث اليوم عن روايته فأنا في الحقيقة أحدثكم عن تجارب الصبي الجندي الذي كنته وتجارب الكاتب الذي صرت، عليه فرحلتي الكتابية هي نوع من مطاردة الصبا الذي أضاعته سنوات الحرب المريرة".
وأوضح الدكتور لؤي انطباعاته عن الرواية مؤكدا أنها تخرج على سلطة الخطاب المؤدلج لتنتج قولها الخاص وتكتب عالمها، حيث يقدم الأدب المؤدلج مرويته للوقائع التاريخية بحسب ما تمليه عليه المؤسسة المؤدلجة، فيتلبس رؤيتها وينطق بلغتها ويتمثل خصائصها ويجرد بذلك خطابه من بعده الإنساني البعد الأهم بين ما ينطوي عليه الأدب من أبعاد.
وجرت بعد ذلك حوارات ومداخلات من قبل المبدعين الحضور الذين أغنوا بها الجلسة وتقدم مدير الجلسة الأديب صفاء دياب باسم الحضور بالشكر والامتنان لقصر الثقافة والفنون في البصرة التابع لدائرة العلاقات الثقافية العامة بوزارة الثقافة والسياحة والآثار على احتضان هذه الأمسية وتسهيل مهمة إقامتها بمحبة واعتزاز.
أرسل تعليقك