قناة عبر يوتيوب تُطلق جولات في المواقع الأثرية المصرية
آخر تحديث 23:34:17 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

رسّخت أهمية الفنون لدورها في التوثيق للتاريخ

قناة عبر "يوتيوب" تُطلق جولات في المواقع الأثرية المصرية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - قناة عبر "يوتيوب" تُطلق جولات في المواقع الأثرية المصرية

لوحات
القاهرة - صوت الامارات

إذا كانت لوحات الرحالة المستشرقين في القرن 19 عكست تفاصيل الشرق، اجتماعياً وثقافياً ومعمارياً، بما رسخ أهمية الفنون، وروّج بقوة لدورها في التعريف والتوثيق للتاريخ، ونقل القيم الجمالية والفنية، فإنّه وبنفس الأسلوب –لكن بشكل عصري- جاء انطلاق منصة «رسم مصر»، كقناة على موقع «يوتيوب»، لكي تحكي تاريخ مصر بالفرشاة والألوان.القناة، التي دُشّنت حديثاً، وبشكل تطوّعي من جانب مجموعة من طلبة الفنون في مصر، تهدف إلى الاهتمام بفنون مصر وتاريخها، وتوفر لمشاهدها توليفة من مادة تاريخية وعلمية للتعرف على الحضارة المصرية، عبر التعريف بالقيم الجمالية والعناصر الزخرفية لآثارها ومعالمها، وسرد روايات من التاريخ الموازي عن شوارعها وأشخاصها، إلى جانب الغوص في تفاصيل حواديت التراث.

وعن القناة، يقول مؤسسها، الدكتور محمد حمدي، أستاذ الرسم والتصوير في كلية التربية الفنية بجامعة حلوان، لـ«الشرق الأوسط»: «من خلال عملي مع الطلاب والخروج بهم إلى الأماكن التاريخية والتراثية على الطبيعة ضمن مقررات الرسم والتصوير، وجدتُ أنّ لديهم شغفاً كبيراً بمعرفة تاريخ وطنهم، توافق مع شغفي أيضاً بتاريخ مصر خصوصاً تاريخ الفنون، لذا لم يقتصر هذا النشاط على الرسم فقط بل توسع لرواية حكاية الأثر، وسيرة الأشخاص الذين ارتبطوا به، ثم يأتي الرسم والتوثيق لهذه الأثر من الناحية الفنية والمعمارية».ويتابع: «لاحظتُ أن هناك إقبالاً كبيراً من الطلاب على الرسم الحي في هذه المناطق التاريخية، لذا راودتني فكرة إيجاد نشاط يجمع هؤلاء الطلبة سواء جمعية أو نادياً يحقق لهم هذا الشغف، ويربط بين تعريفهم بالتاريخ وتلبية ميولهم الفنية، حتى تبلورت الفكرة بأن تكون في شكل قناة على موقع (يوتيوب)، فهي مناسِبة للتعريف بالفن والتاريخ، كما أنها وسيلة أقرب للشباب، حيث تقدم القديم بشكل حديث مرتبط بالتكنولوجيا ويحقق المتعة لهم، ومع عرض الفكرة للطلاب رحبوا للغاية، وتطوع كثيرون منهم للمشاركة».

تحمل القناة «رسم مصر»، وهو الاسم الذي اختاره أستاذ الرسم والتصوير وطلابه استلهاماً من موسوعة «وصف مصر»، التي أنجزها الفرنسيون خلال الحملة الفرنسية على مصر (1798 - 1801)، التي رسموا فيها ووثقوا كل ما في مصر، كما أنه الاسم الأكثر ملاءمة لتحقيق هدف رسم مصر بالفرشة والألوان. وتماشياً مع ذلك، تم تصميم شعار القناة بالخط الكوفي، على هيئة ختم سلاطين الدولة المملوكية، بما يعكس هوية بصرية لا تنفصل عن هدف القناة.تقسّم الأدوار بين مجموعة عمل القناة بشكل تطوعي، وهو ما يلفت له حمدي قائلاً: «ما بين التصوير وإعداد المواد الأرشيفية والترويج للقناة على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، يقوم كل منّا بدور اجتهادي حتى نجعل القناة تعمل بشكل احترافي، بل إن صديقاً لي هو المهندس نادر الشيخ يدعمنا بمهمة المونتاج والإخراج تطوعاً وحباً في تاريخ مصر والفنون».

تعتاد المجموعة على النزول إلى المناطق التاريخية صبيحة الجمعة من كل أسبوع، حيث يقوم مؤسس القناة باختيار المكان وكتابة سيناريو الحلقة، ثم يبدأ الطلاب رسم أعمالهم الفنية، كلٌّ من منظوره الفني، وتبعاً لذلك يتنوع محتوى القناة ما بين تصوير الجولة نفسها، والمعلومات حول مكان الجولة، وهو ما يُبث بشكل أسبوعي، كما تضم القناة أفلاماً قصيرة تتضمن معلومة تاريخية تذاع على مدار أيام الأسبوع، كما لا يغفل المحتوى كواليس الجولات وقيام الطلاب بالرسم، كما يتم أحياناً استخدام خاصية البث المباشر على صفحة القناة على موقع «فيسبوك»، ليصل النشاط لعدد آخر من المهتمين الذين لم ينضموا للجولات.وحسب حمدي فإن القناة رغم عمرها القصير للغاية، فإنها تجد صدى كبيراً في الشارع، موضحاً: «ينضم لجولاتنا أشخاص لا نعرفهم، وبالتالي لا تقصر الجولات على طلاب الفنون، بل توسعت لتشمل الخريجين والمحبين للفنون والعمارة».

وعن توثيق التاريخ بالصورة، يقول أستاذ الرسم والتصوير: «هناك أشياء كثيرة لم نتعرف عليها إلا عن طريق اللوحات بعد أن تعرضت للانقراض، وعرفناه فقط من لوحات المستشرقين، لذا فأحد أهدافنا محاولة رسم ما هو عُرضة للتهدم بسبب عوامل الزمن مثل المباني القديمة، ويأتي ذلك كنوع من التوثيق الفني لها، لكنه يمثل لنا هدفاً تالياً للهدف الأساسي، وهو ربط الطلاب بتاريخ مصر وما فيه من قيم جمالية وفنية وثقافية».يحلم مؤسس القناة بأن تجد «رسم مصر» دعما معنوياً، وأن يتوسع جمهورها، خصوصاً من الشباب، لا سيما مع قضاء قطاع كبير منهم وقتاً طويلاً على شبكة الإنترنت والتعرض لمحتوى لا يحمل قيماً، وكذلك لا يُخفي حلمه بتطور القناة وتحول مضمونها إلى شاشات التلفاز، ليتحقق حجم الإفادة بشكل أكبر وتحقيق هدف ربط الشباب بتاريخه.


قد يهمك ايضا :

متحف بريطاني يُعيد تحليل لوحة نُسبت إلى رامبرانت

سرقة لوحة شهيرة للمرة الثالثة من متحف في بلدة ليردام في هولندا

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قناة عبر يوتيوب تُطلق جولات في المواقع الأثرية المصرية قناة عبر يوتيوب تُطلق جولات في المواقع الأثرية المصرية



GMT 13:17 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك ظروف جيدة خلال هذا الشهر

GMT 18:02 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

برابوس تكشف عن "مرسيدس E63 AMG" بقوة 789 حصان

GMT 00:59 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حبوب البن تقي الجسم من أمراض كثيرة

GMT 15:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

طُرق بسيطة بشأن تحويل حديقة صغيرة إلى أخرى مُميَّزة

GMT 09:16 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستضيف العام الجديد 2016

GMT 10:48 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حاكم الشارقة يفتتح أعمال "الاتحاد العربي للنقل الجوي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates