كتابٍ جديدٍ للباحثة فاطمة غندور يكشف عن ذكرياتها مع عددٍ من رائدات ليبيا
آخر تحديث 20:11:47 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تطمح خلاله لرسم لوحة مِن الفسيفساء لسيدات مِن مختلف الأجيال

كتابٍ جديدٍ للباحثة فاطمة غندور يكشف عن ذكرياتها مع عددٍ من رائدات ليبيا

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - كتابٍ جديدٍ للباحثة فاطمة غندور يكشف عن ذكرياتها مع عددٍ من رائدات ليبيا

المؤلّفة والباحثة الليبية فاطمة غندور
طرابلس - صوت الامارات

كشفت المؤلّفة والباحثة الليبية فاطمة غندور، عن ذكريات وأوراق ومحاورات أجرتها مع عددٍ من رائدات ليبيا في التعليم والطب والفنون والعمل الاجتماعي وذلك في أحدث إصداراتها في بنغازي عن دار "ميادين" الليبية بعنوان "نساء الربيع العربي"، ويطمح الكتاب بشكل أساسي إلى رسم لوحة من الفسيفساء لسيدات من مختلف الأجيال والجنسيات والبلدان شاركن في موجة التغيير ومطالب الإصلاح التي شهدتها بعض الدول العربية خلال «الربيع العربي»، إلا أن إنجازه الأهم يظل في الجزء الذي يتناول تاريخ الرائدات الليبيات الذي احتل نصيب الأسد من الكتاب من حيث المساحة وعناية وجهد مؤلفته.
يقع الكتاب في 543 صفحة، بلوحة غلاف للفنانة جميلة وحيدي، وبورتريهات داخلية للفنان محمد زينو، ويحتوي الكتاب على ذكريات وأوراق ومحاورات أجرتها المؤلفة مع عدد من رائدات ليبيا في التعليم والطب والفنون والعمل الاجتماعي.
في مقدمة الكتاب تشير المؤلفة إلى أهمية توثيق تلك السرديات النسائية الخاصة بالرائدات، باعتبارها «نوعاً من التنظيم للذاكرة، وتعزيزها والدفاع عنها، وللتأريخ لمن تقدمن بخطوتهن ليفتحن الطريق، ويشيدن جسر عبور للآخرين والأخريات في مواجهة السياق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الذي أغلبه نابذ وطارد. وعلى ذلك، فإننا أمام سيدات ملكن روح المقاومة ضد نزعات السيطرة والقمع والتهميش»، فهن من «أحلن صفر البدء إلى رقم» على حد تعبير المؤلفة التي ترى فيهن نموذجاً قوياً للفاعلات في الميادين، ولسن ممن يكتفين بـ«التنظير» من فوق المنابر.
ضمن صفّ طويل من الرائدات الليبيات، يأتي اسم «أفطيطيمة بو حلقة» التي توصف بـ«الأم الشجاعة»، ابنة طرابلس ورائدة في مجال التعليم المبكر والكتابة الصحافية والعمل المدني، وهي من مواليد 1942. كانت طالبة ومعلمة شاركت في المظاهرات، وهتفت مع زميلاتها، وكان كثيرون يرونها تمارس «العيب» فيستنكرون أفعالها ومشاركتها الجريئة في الشأن العام. تقول مسترجعة أصداء تلك الفترة: «وسط تلك الأجواء من المشاحنات والتوترات، كان زوجي سندي ومشجعي الأكبر والمدافع عني، الذي تحمل كثيراً من المسؤولية تجاهي، فقد كنت أيامها حسب المفهوم الاجتماعي أصنف متمردة ومغامرة قياساً ببنات جيلي»، وحول تجربتها في الصحافة، تروي أفطيطيمة أنها أخذت في منتصف الستينات تكتب في جريدة «فزان»، وكان معمر القذافي يكتب بالتوقيت نفسه مقالات قليلة بالصحيفة نفسها.
وتروي الرائدة الليبية تجربة مهمة في إنتاج وتنفيذ مسرحية نسائية حملت عنوان «أيام الثورة الجزائرية» قامت بها مجموعة من المعلمات. كانت فكرة النص مرتجلة، وساعدها الصحافي عبد السلام دنف، الذي كان متحمساً للغاية. لجأت أفطيطيمة لشقيقها الذي كان ضابطاً كبيراً بالجيش الليبي، فعولت عليه في تأمين البدلات العسكرية التي سترتديها البطلات في العرض. ورغم أن أخاها كان من المتحمسين للقضية الجزائرية وجمع تبرعات لها، فإنه تردد وأبدى تخوفه من تحمل مسؤولية سحب البدل من المخازن العسكرية.
تقول أفطيطيمة: «قمت بالاستنجاد بزملائه من الشرق في بنغازي، وكانوا ضيوفاً عندنا، فقلت لهم لدينا عرض مسرحي بسينما (الحمرا)، ويجب أن نوفر الزي الرئيسي للممثلات. وافقوا، لكنهم حمّلوني مسؤولية الحفاظ عليه حتى إرجاعه. ورغم كبر المسؤولية فإن حماستي وانحيازي لحملة التبرع؛ حيث سيتم تخصيص عائدات العرض لثورة الجزائر على الاستعمار الفرنسي، جعلتني أتشجع ولا أبالي بأي مخاطر محتملة. تبقت مشكلة وحيدة، هي عدم وجود رتب عسكرية ونياشين على الزي العسكري، فلجأت مخرجات وممثلات العرض إلى استخدام عدد من العملات المعدنية (الليرات) لتحل محل الرتب والنياشين. نجح العرض نجاحاً كبيراً، ودخل التاريخ كأول تجربة فنية نسائية علنية تعرض على الجمهور مباشرة». أيضاً شاركت أفطيطيمة في إنشاء أول مركز ثقافي للمرأة في ليبيا، وكان عبارة عن نادٍ في شقة تبرعت بها نعيمة البيزنطي، ثم تحول إلى مركز بعد تأييد وموافقة بعض المسؤولين الحكوميين.
ومن رائدات العمل الإذاعي الليبي «عويشة الخريف» المولودة بالمدينة القديمة «باب أبحر». التحقت بالإذاعة وقدّمت برامجها باسم مستعار هو سعاد أمين، ولذلك قصة ترويها عويشة، قائلة؛ كانت النظرة الاجتماعية شديدة الدونية لمن يلتحق بالعمل الإذاعي، فهو في نظر المجتمع الليبي آنذاك يكاد يكون «خرج من الملة»، فما بالكم لو كانت امرأة، وليس رجلاً، هو من اقترف تلك الجريمة. من هنا كان لا بد لي من البحث عن اسم مستعار حتى أتجنب جلب العار لأهلي!
تعرضت عويشة لتهديد بالقتل من أخيها، لكن اللافت أن موافقة الأهل على أن تنضم ابنتهم للعمل الإذاعي جاءت مشروطة بعدة شروط قاسية، منها إخفاء هويتها والتشدد في ارتداء الملابس المحافظة.
على عكس التجارب السابقة، تبدو تجربة أمينة حنيش خالية من المنغصات العنيفة باستثناء عدم تقبل المجتمع في البداية لوجود طبيبة ماهرة تعالج جميع المرضى، وليس فقط الأطفال. سافرت أولاً في بعثة إلى مصر مع 3 زميلات لها بعد نجاحها في الثانوية، وحصلت على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة القاهرة. ورجعت إلى ليبيا لتعمل طبيبة عامة في مستشفى الجمهورية بقسم الأطفال، وتم تعيينها مديرة للأمومة والطفولة، ثم أصبحت أستاذة بالجامعة.
وتروي فاطمة التايب، أول سجينة سياسية في سجون القذافي، وقائع اعتقالها عندما بدأت العمل بانضمامها لـ«جبهة إنقاذ ليبيا» أول جبهة معارضة ليبية؛ حيث انضمت هي وأختها زكية، وقبل بدئهما العمل بدأت تحقيقات مخابرات النظام، وعلم والدها بأمر القبض عليها هي وشقيقتها، وقضت في السجن 4 سنوات.
تتذكر فاطمة التايب هذا اليوم وما أحست به من تأنيب للضمير تجاه والدها حين تم طرده من عمله بالمخفر بسببها. تقول: «كان يوماً مرعباً حيث تم تغطيتها هي وبقية المعتقلات بأكياس سوداء من الصوف تعيق التنفس، وتغطي الصدر، وتم نقلهن لطائرة». وتسرد تفاصيل التحقيق معها، وكيف استخدموا الكلاب لبثّ الرعب في نفسها، فضلاً عن التهديد وامتهان الكرامة والسخرية منها. وكيف استهلكوا أعصابها بتحقيقات منهكة لمدة 3 أشهر.

قد يهمك ايضاً :

مفاوضات بين السلطات القضائية في مصر وتونس والجزائر بشأن استلام "داعشيات"

مغربيتان ضمن قائمة "فوربس" للسيدات الرائدات لعام 2020

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتابٍ جديدٍ للباحثة فاطمة غندور يكشف عن ذكرياتها مع عددٍ من رائدات ليبيا كتابٍ جديدٍ للباحثة فاطمة غندور يكشف عن ذكرياتها مع عددٍ من رائدات ليبيا



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 01:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
 صوت الإمارات - الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 صوت الإمارات - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 05:35 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكاء الاصطناعي يساهم في انبعاثات ضارة تؤثر سلباً على البيئة
 صوت الإمارات - الذكاء الاصطناعي يساهم في انبعاثات ضارة تؤثر سلباً على البيئة

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:21 2015 الأربعاء ,11 شباط / فبراير

افتتاح معرض "ألوان السعودية" المتنقل في جدة

GMT 07:14 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الرميحي يزور جناح دولة قطر في معرض "اكسبو 2015"

GMT 20:48 2013 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج جديد فى إذاعة الشرق الأوسط عن التعديلات الدستورية

GMT 13:26 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مقهى ثقافي ومسابقة تصوير في معرض كتاب شرطة دبي

GMT 11:40 2015 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

"أبوظبي للسياحة" تنظم معرض "ميادين الفنون"

GMT 07:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

جبل بوزداغ من أروع المناطق السياحية للتزلج

GMT 05:28 2016 السبت ,27 شباط / فبراير

HTC تنشر أول صورة تشويقية لهاتفها المرتقب One M10

GMT 11:02 2013 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

بحث تطوير مشروع جامعة عمان مع كامبريدج

GMT 03:34 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يستقطب أكثر من 600 ألف زائر

GMT 08:27 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميثاء الخياط تعرّف الأطفال بطرق قص مبتكرة في "الشارقة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates