وقعت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، والمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، اليوم الخميس مذكّرة تفاهم تهدف إلى النهوض بمعارف وثقافة أجيال المستقبل من الأطفال واليافعين والشباب، وتنشئتهم على حبّ القراءة والمعرفة، ومضاعفة الجهود الثقافية المتبادلة والرامية إلى الارتقاء بمسيرة النهضة المجتمعية وتدعيم أسس الثقافة التي تعتبر المحرّك الأساس والحقيقي للتطوير في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ووقع الاتفاقية كل من الشيخ سالم القاسمي الوكيل المساعد لقطاع التراث والفنون في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، ومروة عبيد العقروبي، رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، على هامش فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2019.
وتنص الاتفاقية على ضرورة الاهتمام بالمحتوى المعرفي للأطفال واليافعين، وإتاحة الفرصة أمامهم للاطلاع على الكتب ذات المضامين الأدبية والفنية العالية، كما تقضي بتقديم محتوى أدبي يثري مخزون هذه الفئة معرفياً ويرتقي بها، فيما تتولى الوزارة تقديم مختلف أنواع الدعم والتسهيلات اللازمة لتعزيز المحتوى الثقافي.
واتفق الطرفان على أهمية دعم وتشجيع وتطوير مهارات المواهب الوطنية الشابة في عدة مجالات، مثل التأليف والنشر والفنون البصرية، بهدف النهوض بواقع أدب الأطفال واليافعين في الدولة، حيث ستتولى الوزارة إعداد وإطلاق مجموعة من الخطط والبرامج الوطنية بالتعاون مع المجلس لاكتشاف ودعم الموهوبين في الدولة وتنميتهم وتمكينهم وفق أفضل الممارسات العالمية.
كما تتولى الوزارة وفق بنود المذكرة، تصميم وإطلاق حاضنات ومسرعات لصقل مهارات الموهوبين، وتحديد الأطر والقوانين والسياسات اللازمة لتنظيم قطاع الموهوبين في الدولة، إلى جانب التنسيق مع الوزارات والمعنيين من أجل تطوير وإدارة مناهـج دراسـية ثقافيـة متميزة لدعم المسار المسـتقبلي للصناعـات الإبداعية، على أن يقوم المجلس بالتعاون مع الوزارة بتقديم الدعم اللازم لاكتشاف ورعاية الموهوبين، بهدف ضمان حصر الطاقات الموهوبة في مجال أدب الأطفال واليافعين وبناء قدراتها، ودعم مسيرتها الإبداعية للوصول إلى آفاق واعدة.
وأكد الشيخ سالم القاسمي الوكيل المساعد لقطاع التراث والفنون في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة أن الاتفاقية مع المجلس الإماراتي لكتب اليافعين من شأنها تحفيز جهود الوزارة في تحقيق أهدافها الاستراتيجية المتمثلة في تمكين القطاع الثقافي في الدولة من خلال اكتشاف وتطوير المواهب الوطنية وتنميتها لإنتاج محتوى ثقافي بمستوى عالمي متميز يسهم في توسيع المدارك الفكرية للأطفال، ويزرع فيهم حب وشغف المطالعة.
وقال القاسمي: " تعد هذه الاتفاقية خطوة مهم باتجاه تفعيل الحراك الثقافي عبر شراكة استراتيجية مع المجلس الإماراتي لكتب اليافعين لإطلاق البرامج والأنشطة المحفزة للفئات المستهدفة من الأطفال واليافعين بغية بناء جيل مدرك ومستوعب لأهمية القراءة والممارسات الإبداعية كضرورة أساسية لمواجهة تحديات المستقبل، وتحقيق التنافسية في عالمنا اليوم وغداً."
وأشار سالم القاسمي إلى أن هذه الاتفاقية ستكون بمثابة حجر أساس لمجموعة من الأنشطة التي ستتضمن تحفيز التفاعل المجتمعي مع المبادرات المشتركة التي ستقوم الوزارة والمجلس الإماراتي لكتب اليافعين بإطلاقها في المراكز الثقافية التابعة للوزارة، والتي من شأنها توسيع نطاق منصات التفاعل مع أنشطة الوزارة ومشاريعها المشتركة مع المؤسسات التي تشاركها الرؤية والأهداف.
من جانبها، قالت مروة عبيد العقروبي، رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين:" نحرص في المجلس على توفير كلّ ما يلزم من أجل الارتقاء بثقافة ومعارف الأجيال الجديدة من أطفال وشباب ويافعين، وقمنا بتفعيل مجموعة من البرامج التنموية التي تخدم تطوير خبرات ومعارف الأجيال الجديدة على مدار السنوات السابقة، وها نحن اليوم نشهد على تعاون جديد مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، يصب في مصلحة بناء الفرد على العلم والمعرفة والثقافة، لنساهم في تأسيس جيل قادر على خدمة حاضر ومستقبل بلاده".
وتابعت مروة العقروبي:" إن النهوض بالأجيال الجديدة يتطلب اتحاد مختلف الجهود، فالحديث عن اليافعين والشباب يعني الحديث عن مستقبل الدولة والمجتمع الإماراتي والمشروع الحضاري الكامل لدولة الإمارات، لهذا نواصل العمل مع مختلف الجهات التي تشترك معنا بالأهداف لنصل إلى الطموحات والآمال المرجوة، خاصة وأن النهوض بمعارف الأجيال الجديدة والارتقاء بوعيها يتطلب العمل لأعوام وعقود متواصلة بجهد والتزام كبير".
وبما يترجم سعي كلا الجانبين لدعم وتشجيع الاستثمار في الطاقات والمواهب الوطنية لإنتاج محتوى ثقافي تنافسي في مجال أدب الأطفال واليافعين، جرى الاتفاق على تنظيم ورش عمل في إطار مشروع "كتب صنعت في الإمارات"، حيث تفاهم الجانبان على أن تقدم الوزارة الدعم اللازم للمجلس بما يتعلق بالترويج والإعلان، وإتاحة المراكز الثقافية التابعة لها لتنفيذ ورش العمل، فيما يقوم الطرفان معاً بوضع المحاور الأساسية لتفعيل هذا الحراك الذي يسهم في الكشف عن طاقات تخدم المسيرة الثقافية وترتقي بها.
واتفق الطرفان على انتاج عمل فني مرئي يتم إطلاقه بالتزامن مع الحملة القرائية "اقرأ احلم ابتكر"، حيث ستدعم الوزارة انتاج العمل وتساعد في عرضه على قنوات التواصل الاجتماعي والمحطات المختلفة، فيما يقوم المجلس بالإشراف على انتاج هذا العمل بالطريقة المناسبة تزامناً مع الحملة القرائية، ويعقد خلالها مجموعة من الورش التدريبية المتخصصة للعاملين مع الأطفال واليافعين في مجال أدب الطفل وتعزيز ثقافة القراءة.
يذكر أن المجلس الإماراتي لكتب اليافعين هو الفرع الوطني من المجلس الدولي لكتب اليافعين، المنظمة الأم التي تتخذ من سويسرا مقراً لها، والذي تأسس في العام 1953، ويمثل شبكة دولية من المؤسسات والأفراد من 77 دولة يجمعهم الالتزام بتشجيع ثقافة القراءة وتحقيق تقارب أكثر بين الطفل والكتاب، وقد انطلق العمل في المجلس الإماراتي لكتب اليافعين في عام 2010، بمبادرة من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس والرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين
قد يهمك أيضًا :
مُستوطنون مِن جماعات "تدفيع الثمن" في الضفة الغربية يُهاجمون الجنود الإسرائيليين
أرسل تعليقك