فرنسا تمنح أرفع ألقابها الأدبية للروائية الآيرلندية إدنا أوبراين
آخر تحديث 13:02:41 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

فرنسا تمنح أرفع ألقابها الأدبية للروائية الآيرلندية إدنا أوبراين

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - فرنسا تمنح أرفع ألقابها الأدبية للروائية الآيرلندية إدنا أوبراين

فرسان الآداب والفنون
باريس- صوت الإمارات

تزامناً مع احتفال إدنا أوبراين، التي تعد على نطاق واسع أهم روائية آيرلندية على قيد الحياة اليوم، بعيد ميلادها التسعين، والذكرى الستين لصدور أولى رواياتها، قررت السلطات الفرنسية منحها أرفع الألقاب الثقافية في البلاد، وعينتها يوم الأحد الماضي (7 مارس/ آذار) برتبة قائد في «فرسان الآداب والفنون»، وهو تكريم يمنح حصراً لنخبة النخبة من الشخصيات التي أثرت في ثقافة العالم الفرنكوفوني منذ 1957. ومن غير الفرنسيين، حصل على اللقب ذاته كتابٌ من الدرجة الأولى كالبريطاني تي إس إليوت، والأرجنتيني خورخي لويس بورخيس، والآيرلندي شيموس هيني، والأميركي راي برادبري، كما عدد من الشخصيات الثقافية الأخرى مثل شون كونري وبروس ويليس وميريل ستريب.وقد تولت وزيرة الثقافة الفرنسية، روزلين باشلوت - ناركوين، منح أوبراين التكريم في حفل افتراضي حضرته وزيرة الثقافة الآيرلندية، كاترين مارتن، والمؤلف الآيرلندي كولوم ماكان، والممثل الآيرلندي غابرييل بيرن، وكثير من المهتمين بالثقافة في البلدين، فيما ألقت الروائية المكرّمة كلمة لها سجلت من مكان إقامتها الحالي في حي تشيلسي بالعاصمة البريطانية. وأشادت الوزيرة باشلوت - ناركوين بالروائية على «التزامها الثابت بالحريات، سواء في كتاباتك أو في حياتك» و«لإلهام عدد لا يحصى من النساء بقوة كلماتك».

وقد وصف بيان للسفارة الفرنسية في دبلن، أوبراين، بأنها «مناضلة نسوية منحت صوتاً للنساء في جميع أنحاء العالم»، و«واحدة من أعظم الكتاب في القرن العشرين»، وبأن «ثمة رابطة خاصة نشأت لها مع فرنسا وجمهورها من خلال نوعية كتابتها، وكذلك من أجل نضالاتها العالمية التي طالما لقيت صدى هناك». وكانت أوبراين قد افتتحت مهرجان أفينيون المسرحي الفرنسي الأهم العام الماضي بقراءة من روايتها الأخيرة «فتاة» (2019) التي قال عنها بيان السفارة إنها «حكاية مؤثرة عن العنف ضد المرأة، وهو أحد شواغلها مدى الحياة».
وكانت أوبراين أول كاتبة غير فرنسية تحظى بجائزة «Prix Femina» المرموقة أيضاً عام 2019 على مجمل أعمالها الأدبية، وحصلت بطبيعة الحال على كل الجوائز الأدبية الرئيسية في بلادها.

وبعكس المألوف للسيدات في عمرها وهنّ يدلفن إلى العقد العاشر، فإن أوبراين ما زالت تنبض بالحياة فتكتب وتجري مقابلات مطوّلة مع الصحافيين. وهي كانت قد ألقت قبل أسبوعين محاضرة تي سي إليوت التكريمية لهذا العام التي سجلت في السفارة الآيرلندية بلندن وسيتم بثها تلفزيونياً في عيد ميلادها. وقد وصفت تجربة تقديم تلك المحاضرة بـ«المضيئة»، قائلة في لقاء صحافي: «لقد أردت أن أعطي في 15 دقيقة شعوراً بالرّجل الذي كانه إليوت: الإنسان والشعر والسّحر الغامض المختلط بالقسوة أحياناً دون أن أقع في فخ الثرثرة، لكنّي انتهيت بعد أن تحدّثت لـ150 دقيقة».

ولدت أوبراين في آيرلندا عام 1930 لعائلة كاثوليكية متزمتة تعمل بالزراعة. وقد أدمنت في مراهقتها على الكحول وكانت تهرب من واقعها إلى الكتابة التي طالما اعتبرتها والدتها - ومعها قطاع عريض من المجتمع الآيرلندي المحافظ - إثماً صنو الخطيئة، ولا تليق بالفتيات المُحترمات، وكانت تخجل من مواجهة سكان القرية كلّما صدرت لابنتها رواية جديدة. باكورتها «بنات الريف» - كتبتها خلال ثلاثة أسابيع عام 1958 ونشرت 1960 بعد انتقالها إلى لندن مع زوجها - حكت فيها عذابات امرأة شابة تغرق داخل مجتمع آيرلندي محافظ قمعي في أجواء ما بعد الحرب العالمية الثانية، لكن الرقيب الآيرلندي منع تداولها، وتداعى كهنة الأبرشيات لحرق المطبوع منها، وأُحرقت بالفعل نسخ من قبل رعية إحدى الأبرشيات، وكسرت شيئاً بعلاقتها بأمّها للأبد. لكنّ ذلك لم يردعها، واحترفت من يومها مقاربة المسائل المثيرة للجدل كالأعمال الإرهابية وقصص ضحايا الاغتصاب وسعيهن للإجهاض - المحرّم بشدة في آيرلندا تلك الأزمنة - ومختلف أشكال أزمات النساء الاجتماعية ومعاناتهن من البطركيات والكبت والسجن في العلاقات الزوجية الفاشلة، ولذا تكرر حظر رواياتها، وهاجمتها الصحافة المحلية في بلادها بلا رحمة. في روايتها الأخيرة رسمت صورة مؤثرة مثيرة للعواطف نقلت فيها أجواء صدمة التلميذات النيجيريات اللاتي اختطفهن مقاتلو الجماعة الدينية المتطرفة «بوكو حرام».

تمتاز أوبراين بدقة صياغتها فكأنها تنسج أعمالها قطبة قطبة، وهي دقة لا بد متأتية من البحث الذي تلزم نفسها القيام به تحضيراً لكتابة أعمالها. فمن أجل «فتاة» سافرت بنفسها مرتين إلى نيجيريا وهي في أواخر الثمانينات من العمر، والتقت هناك عشرات الأشخاص المعنيين بحادثة الاختطاف المروعة لـ276 من تلميذات المدارس: الفتيات الناجيات الهاربات من الاحتجاز، وأمهاتهن وشقيقاتهن، واختصاصي الصدمات النفسية والأطباء وممثلي اليونيسيف قبل أن تشرع في كتابة حرف واحد. لكنها عندما كتبت الحادثة بدت كأنّها خطّت مأساة إغريقية معاصرة.
تقول أوبراين إن فكرة «الرواية» كانت من تقرير صحافي اطلعت عليه صدفة عن فتاة وُجدت تتجول في غابة سامبيسا بنيجيريا. كانت تلك إحدى التلميذات المخطوفات وقد فرّت من قبضة محتجزيها، لكنها فقدت عقلها وكانت حاملاً بطفل. «لقد أصابتني كمية العنف والظلم التي تعرضت لها في صميم روحي». وقد اعترفت لاحقاً بأنها هرّبت 15 ألف جنيه إسترليني إلى لاجوس في أكمامها وملابسها الداخلية كي تقدر على مدّ العون للناس. لكنّها تشعر اليوم بشيء من الصدمة، إذ منحها الفرنسيون جائزة على «فتاة»، واحتفى بها القرّاء في ألمانيا، فيما بدا العالم الأنغلوفوني، لا سيما في الولايات المتحدة غير معني كثيراً بمأساة التلميذات - إذا قسنا ذلك على الأقلّ بعدد النسخ المباعة من الرواية مقارنة بأرقام بيع الترجمات إلى اللغات الأوروبية الحية.

عاشت أوبراين شبابها في صخب تام، وكان منزلها دائماً زوبعة اجتماعية لا تهدأ، وقضت أوقاتاً كثيرة مع بعض من الرجال الأكثر بريقاً في العالم، من مارلون براندو إلى ريتشارد بيرتون وروبرت ميتشوم، لدرجة أن وصفتها مجلات النميمة بالفتاة اللعوب. لكنها تقول الآن إنها قد تكون ارتكبت أخطاء في شبابها لكن كثيراً مما قيل عنها كان أساطير متخيلة، مشيرة إلى أنها في معظم المناسبات الاجتماعية «كانت تقوم بالطبخ وخدمة الضيوف، وهي أيضاً ربت طفلين، ونشرت 18 رواية و10 مسرحيات وغيرها من الأشياء».طبعاً تغيرات الأجواء الاجتماعية بشكل كبير في موطنها خلال السبعين عاماً الماضية، ولذا فإن آيرلندا الرمادية القاتمة التي حاصرت أوبراين أصبحت اليوم من أكثر المجتمعات الأوروبية حداثة وأقل خجلاً بما لا يقاس، وهي اليوم تحتضنها بحنوّ كرائدة للتحرر النسائي وأفضل كاتباتها الأحياء.

تقول الروائية التسعينية: «الكتابة حياتي، إنني أتنفس كتابة»، ولا تزال تطمح اليوم إلى رواية أخيرة، لكنها ليست متأكدة من قدرتها على تحمّل النّزق الذي تحتاجه والذي ما زال نابضاً في روحها، لكنّ جسدها النحيل والمتعب قد لا يطاوعها لمزيد من الاشتعال والتحليق. على الرغم من أنها لا تخطط للعودة إلى آيرلندا، فإنّها جهّزت «قبراً جميلاً جداً» هناك يقع على جزيرة مقدسة على نهر شانون إلى جوار مقابر عائلة أمها، رغم أن الأخيرة ليست مدفونة هناك، لأنها أوصت بأن يكون قبرها في القرية بين الناس، حيث العابرين يصلون صلاة عاجلة من أجل روحها. أما أنا، تقول أوبراين، «فأريد أن أضّجع حيث الطيور وبقايا الأديرة القديمة، وصوت البحيرة وأغاني الطبيعة».

قد يهمك ايضا

إسبانيا تلاحق زوجة شون كونري بتهمة التهرب الضريبي

وفاة شون كونري بطل أفلام جيمس بوند عن عمر يناهز الـ 90 عاما

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرنسا تمنح أرفع ألقابها الأدبية للروائية الآيرلندية إدنا أوبراين فرنسا تمنح أرفع ألقابها الأدبية للروائية الآيرلندية إدنا أوبراين



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:21 2015 الأربعاء ,11 شباط / فبراير

افتتاح معرض "ألوان السعودية" المتنقل في جدة

GMT 07:14 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الرميحي يزور جناح دولة قطر في معرض "اكسبو 2015"

GMT 20:48 2013 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج جديد فى إذاعة الشرق الأوسط عن التعديلات الدستورية

GMT 13:26 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مقهى ثقافي ومسابقة تصوير في معرض كتاب شرطة دبي

GMT 11:40 2015 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

"أبوظبي للسياحة" تنظم معرض "ميادين الفنون"

GMT 07:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

جبل بوزداغ من أروع المناطق السياحية للتزلج

GMT 05:28 2016 السبت ,27 شباط / فبراير

HTC تنشر أول صورة تشويقية لهاتفها المرتقب One M10

GMT 11:02 2013 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

بحث تطوير مشروع جامعة عمان مع كامبريدج

GMT 03:34 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يستقطب أكثر من 600 ألف زائر

GMT 08:27 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميثاء الخياط تعرّف الأطفال بطرق قص مبتكرة في "الشارقة"

GMT 01:52 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كلوب يكشف السبب الرئيسي لسقوط ليفربول أمام ساوثهامبتون

GMT 12:49 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

ميسي يوضِّح تعرّضه للأذى في برشلونة سبب خروجه عن صمته

GMT 20:54 2019 السبت ,27 إبريل / نيسان

موجة غضب تضرب أستراليا بسبب قتل مليوني قطة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates