قلعة برقوق شاهدٌ على التطوّر الثقافيّ لمدينة غزة
آخر تحديث 15:47:36 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تعرّضت لمحاولات تخريب لتغيير ملامحها العريقة

"قلعة برقوق" شاهدٌ على التطوّر الثقافيّ لمدينة غزة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "قلعة برقوق" شاهدٌ على التطوّر الثقافيّ لمدينة غزة

قلعة برقوق الأثريّة جنوب قطاع غزة
غزة ـ محمد حبيب

لا تزال قلعة برقوق الأثريّة جنوب قطاع غزة، شامخة شاهدة على العصر، تُقاوم من أجل البقاء كشاهد على التطوّر الحضاريّ والثقافيّ لمدينة خانيونس عبر العصور، لتفتح نافذة لمعرفة الكثير عن ماضي هذه البلد العريقة. وتبعد قلعة برقوق الآن مسافة 20 كم عن الحدود الفلسطينيّة المصريّة، وتتوسط مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، حيث تسكن بالقرب منها عائلات خان يونس العريقة التي حافظت عليها وعلى بقائها وصمودها على مر سنين من الزمن، سواء من جرّاء عوامل التعرية أو من عبث العابثين أو تعرّضها للتخريب والتلف من قِبل قوات الاحتلال، وغيرهم ممن حاولوا تغيير ملامحها العريقة بشتى الطرق والوسائل والأساليب المختلفة.
ويؤكد المؤرّخون، أن تلك القلعة بناها الأمير يونس بن عبدالله النورزي الداودار، بناءً على طلب من السلطان برقوق، أحد سلاطين العصر العربيّ الإسلاميّ المملوكيّ، ومؤسس دولة المماليك البرجية في العام 789هـ الموافق لعام 1387م، لذا ارتبط اسم مدينة خانيونس، منذ ذلك الحين بمؤسس الخان، وقد بُنيت لتكون بمثابة مركز يتوسط الطريق بين دمشق والقاهرة، يتخذه التُجّار والمسافرين مكانًا للراحة واللقاء والتزوّد بما يلزمهم من حاجات في تلك الرحلة الطويلة بين أكبر مدينتين في دولة المماليك البرجية حينها، بالإضافة غلى الاحتماء من اللصوص وقُطّاع الطرق من البدو والأغراب، الذين كانوا يعترضون طريق المسافرين في هذه الحقبة.
ويبدو شكل القلعة كمربع، طول كل ضلع من أضلاعه 85.5 مترًا، وتتخذ زواياه أربع نقاط رئيسة من البناء، تُشير كل زاوية إلى جهة من الجهات الأربعة، وتدعم هذه الزوايا أبراج دائريّة، ولا تزال بقايا البرج الجنوبيّ الغربيّ باقية إلى الآن، وتتألف القلعة من طابقين ومسجد للصلاة، وتعود تسميتها إلى تلك القلعة، فكلمة "خان" تعني "القلعة" أو "السوق"، وهو الشق الأول من الاسم، أما الشق الثاني فهو "يونس" وهو اسم الأمير يونس الداودار الذي بناها على نحو ما ذُكر سابقًا.
وقد شهدت الساحة الأماميّة للقلعة أحداثًا كبيرة، منها مجزرة عام 1956 التي ارتكبها جنود الاحتلال الإسرائيليّ، وراح ضحيتها العشرات من أهالي خانيونس، وفي نهاية العصر المملوكيّ فقد الطريق التجاريّ أهميته بين فلسطين ومصر، بعد اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح، وقام العثمانيون بتحويل وظيفة الخان إلى ثكنة عسكريّة لحماية إمدادات الجيش التركيّ.
ويُشير رئيس مجلس إدارة "جمعية القلعة لرعاية التراث" المهندس يحيي الفرا، إلى أن القلعة تعرّضت للتدمير والتخريب من الأعداء وذوي القربى، حيث اتخذها الأتراك كقلعة حربية للدفاع عن المدينة أثناء الحرب العالمية الأولى، وقصفت من الأسطول البريطانيّ من داخل البحر، وتضرّرت المئذنة والقبة في أعلى قمتها، وبعد احتلال الأرض الفلسطينية عام 1967، كان من مصلحة الاحتلال الإسرائيليّ إزالة وتدمير كل أثر إسلاميّ وعربيّ، وطمس المعالم التاريخيّة، ووضع خطة مُمنهجة ومُبرمجة لهدم القلعة، وإخفاء معالمها الإسلاميّة، حيث سمح الاحتلال للتعديات بأيد فلسطينية، واستغل البعض غياب القوانين التي تحكم منع البناء داخل القلعة، وقامت بتغليب المصلحة الشخصية على المصلحة الوطنية، وتجاهل القيمة الأثرية والحضارية للقلعة.
ويؤكد الفرا، أن "الأرض الواقعة داخل القلعة تحولت من دون سند قانونيّ إلى ملكيات خاصة، وأُزيلت بقايا الخان المُتهدم من الداخل، بل أُزيلت أسوار القلعة ذاتها، التي كان آخرها إزالة جزء من السور الجنوبيّ، ولم يبق من القلعة إلا الواجهة الغربيّة، وبرجين على أطرافها، والبوابة وبقايا المئذنة وجزء من قبة المسجد، إضافة إلى جزء من السور الجنوبيّ، بينما اختفت وتلاشت المظاهر العمرانية الأخرى الخاصة بالقلعة"، فيما ألقى بالمسؤولية على الجهات المعنيّة بالحفاظ على التراث آنذاك، بالتقصير في منع الاعتداءات على القلعة، والتي غضّت النظر عن الكثير من التجاوزات والتعديات في عهد الاحتلال، وتسهيل عملية إزالة الكثير من معالم القلعة، مؤكدًا أنه سعى إلى تأسيس الجمعية ليضع في أولوية الأهداف إزالة التعديات على القلعة، وإعادة إنشائها ضمن رؤية جديدة تخدم مصلحة الشعب الفلسطينيّ.
ويوضح المدير العام لوزارة السياحة والآثار في محافظات غزة الدكتور أكرم العجلة،  أنه مع قيام السلطة الوطنية عام 1994، تولّت وزارة السياحة والآثار مُهمة الإشراف على المرافق التاريخيّة وحمايتها، وبدأت الوزارة في مشروع ترميم وصيانة القلعة عام 2004، وأن المشروع اشتمل على إزالة الكتابات والملصقات عن سور القلعة بواسطة آلة حديثة للحيلولة من دون ترك آثار جانبية على السور، إلى جانب إزالة التدخلات العشوائية غير المدروسة، مثل الكحلة الإسمنتية السوداء، والكحلة القديمة المتآكلة، ووضع كحلة جديدة "مونة" ملائمة للون الحجر الأصلي، علاوة على تعبئة الفجوات الفارغة بأحجار أثرية مطابقة للأصلية، إضافة إلى معالجة المئذنة والقبة على وضعها الحالي، وإعادة بناء ما تبقى من البرج الشمالي الغربي، وكذلك تركيب إنارة بطريقة هندسية لتزيد القلعة رونقًا وجمالاّ.
وأشار العجلة، إلى أنه "في غياب أية مؤسسة مُتخصصة في الآثار قبل عهد السلطة الوطنية، لم تكن هناك محاولات لترميمه أو الحفاظ على ما تبقى منه، لذلك قامت وزارة السياحة والآثار بحماية ما تبقى من الخان وترميمه، للحفاظ على التراث الإسلامي والحضاري، مؤكدًا أن الوزارة تُولي أهمية قصوى لإزالة التعديات كافة، كون المباني كافة المُقامة داخل القلعة غير مرخصة وغير مثبتة ملكيتها لأحد، وكذلك إعادة بناء الخان بحكم أنه من أقدم الخانات التي لا تزال قائمة في فلسطين، وذلك ضمن رؤية تخدم التراث الوطنيّ، وتم رصد 4 ملايين دولار لهذا الغرض، مشددًا على أنه "في ظل الهجمة الإسرائيليّة على التراث الفلسطينيّ، الهادفة إلى طمس الهوية الوطنية، بات من الضروري بث روح الوعي لدى فئات المجتمع جميعها، بأهمية المعالم والآثار التي تحتضنها أية مدينة فلسطينية، وضرورة تقدير قيمة التراث الذي يُعدّ بمثابة شهادة الميلاد التي تؤكد الوجود الثقافيّ والحضاريّ.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلعة برقوق شاهدٌ على التطوّر الثقافيّ لمدينة غزة قلعة برقوق شاهدٌ على التطوّر الثقافيّ لمدينة غزة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 21:47 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند
 صوت الإمارات - عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
 صوت الإمارات - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 14:42 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 17:17 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 19:08 2015 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

طقس فلسطين غائمًا جزئيًا والرياح غربية الأربعاء

GMT 02:06 2016 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

"سامسونغ" تطلق Galaxy S7 قريبًا

GMT 14:46 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق كتاب للشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان

GMT 22:58 2015 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

سامسونغ تربح المليارات والفضل للهاتف "S6"

GMT 14:40 2017 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

كلاب الدرواس تهاجم الناس وتقتل المواشي في مقاطعة صينية

GMT 07:31 2013 السبت ,24 آب / أغسطس

الصين ضيفة شرف معرض إسطنبول للكتاب

GMT 04:15 2016 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

ديمو P.T يعاد تطويره في لعبة Dying Light

GMT 09:00 2015 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

شركة "سوني" تكشف رسميًا عن هاتفها "إكسبريا زي 4"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates