الأقصر – محمد العديسي
الأقصر – محمد العديسي
أكّد الدكتور محمود النوبي أنه على الرغم من توغل الشيعة في المجتمع المصري، نحو قرنين من الزمان، إلا أنهم لم يؤثروا في عقيدة المصريين، ولكن كانت لهم بعض التأثيرات الاجتماعية، التي ظلت حتى الأن، مثل الاهتمام بالتنجيم والسحر والبحث عن الدفائن "التنقيب".
وأوضح النوبي، ابن محافظة الأقصر، في كتابه "الشيعة في صعيد مصر"، الذي صدر أخيرًا،
أن "القطيعة بين المجتمع المصري والمجتمع الإيرانى ليست قطيعة سياسية فحسب، بل هي قطيعة ثقافية بالدرجة الأولى"، مشيرًا إلى أن "الشيعي في المضمر الثقافي عند أكثر المصريين لا يخرج عن أنه رجل ناعم، وداهية، وصاحب حيلة، يتستر وراء حب أل البيت، وعقيدته فاسدة، ولديه القدرة على أن يصدرها إلى الغير، بطريقة تجعلك حذرًا منه".
وبيّن الكاتب أن "تلك الحواجز النفسية المقنعة لدى المصريين تجاه الشيعة يصعب تغييرها، برغم محاولات البعض"، مؤكدًا أن "الدولة الفاطمية بقيت في مصر قرنين من الزمان، وعلى الرغم من ذلك لم تترك الأثر الكبير في نفوس المصريين، ولا في عقائدهم".
ولفت النوبي إلى أن "الشيعة اتخذوا من الصعيد معقلاً عقب سقوط الدولة الفاطمية، وحاولوا مرارًا أن يعيدوا الفاطميين لمصر، ولكن محاولاتهم باءت بالفشل, وكانت مدن مثل قوص وإدفو وإسنا من أهم المناطق التي يتمركز فيها الشيعة، حتى جاء صلاح الدين الأيوبي، وقضى على أية حركة أو ثورة شيعية, وعزل القضاة الشيعة، واستبدالهم بقضاة سُّنة".
ويكشف النوبي عن أنه "على الرغم من محاولات الدولة الأيوبية في القضاء على المد الشيعي في مصر، إلا أنها لم تقضي على التشيع تمامًا، لاسيما في الصعيد, فقد صار التشيع عقيدة في بعض النفوس"، مشيرًا إلى أن "التعلق بآل البيت، والمبالغة في تعظيمهم، والتماس البركة من حضرتهم، وانتظار شفاعتهم، وزيارة أضرحتهم، هو من بقايا التشيّع، الذي استقر في قلوب البعض، لاسيما في صعيد مصر"، لافتًا إلى أن "هذا العام 2013 حكمت محكمة في محافظة قنا بوقف مدرّس عن العمل، اتهم بالترويج للفكر الشيعي، وسب الصحابة، وهو ما يؤكد أن التشيع تعمق في نفوس عدد غير قليل من المصريين".
وأشار المؤلف في كتابه إلى أن "هناك مؤثرات شيعية في الحياة العامة المصرية، مثل الاحتفال بالأعياد الدينية والوطنية، مثل يوم عاشوراء، وموالد أفراد أل البيت، كذلك تفشت بعض الأمراض والمعتقدات الفاسدة على يد الشيعة، مثل كثرة الرشوة والفساد، وترسخت بعض المعتقدات الفاسدة، نتيجة التأثيرات التي تركها الفاطميون في النفوس، مثل التنجيم، واعتقادهم بأن الأئمة الشيعة يعلمون الغيب، كذلك انتشار السحر والبحث عن الدفائن، عبر الشعوذة، وهو الأمر الذي يتّبعه البعض حتى الأن".
أرسل تعليقك