دمياط ـ عماد منصور
نظم الصالون الثقافي للدكتور علاء رزق، ندوة في مكتبة مصر العامة في دمياط، السبت، في إطار الاحتفال بذكرى انتصارات "أكتوبر" المجيدة تحت عنوان "حرب أكتوبر والتأسيس للنظام عالمي جديد".وأكد فيها الأمين العام لمنتدى التنمية والسلام الدكتور علاء رزق، أن الغرب متمثل في أميركا يحاول أن يجعل مصر متعددة الآراء، ولذلك هناك 76 حزبًا لإزكاء الصراع الداخلي، ثم إعلام خاص ينشر الغل في قلوب الجميع ثم
اغتيالاً اقتصاديا، وإضعاف الجيش الوحيد الباقي فى المنطقة العربية، وهذا ما تسعى إليه دول كثيرة لإسقاط مصر، مؤكدًا أنه علينا أن نتمسك بروح أكتوبر المجيدة، ولا نسمح بأن يمد يده على الجيش بأي شكل كان. وأشار إلى أن هذا مهيأ لمصر منذ زمن بعيد من أول تمزيق القرن الأفريقي بداية من الصومال وتقسيم السودان، ودخول إسرائيل إلى أفريقيا وسيطرتها على دول كثيرة من خلال مشاريع كبرى بواسطة شركات إسرائيلية ودولية. ولفت إلى أن مصر لن تنكسر واستطاعت قواتنا المسلحة بقيادة القائد السادات، أن تبرهن أن حرب "أكتوبر" لم تكن انتصارًا للعسكرية وتحويل حالة اليأس التي كان يعيش فيها الشعب المصري إلى حالة من الثقة بالنفس، وأن النظرية التي نأخذها هي النظرية الواقعية ولابد أن نتخذ من النظرية الواقعية ضوء في الفترة المقبلة، بل كان أيضًا نصرًا اقتصاديًا، وهى الحرب التي رفعت من أسعار برميل البترول وأصبح هناك قوة ضاغطة على الولايات المتحدة. ونوه أنه وفقا للمادة 28 و29 من الإعلان الدستوري لا يحق للجنة "الخمسين" وضع دستور جديد، ولكن التعديلات يجب ألا تزيد عن ثلث مواد الدستور، لذا يجب الالتزام بنص الإعلان الدستوري حتى لا نقع في مأزق دستوري والالتفاف لتعديل المواد الخلافية فقط.وذكر أستاذ الإستراتيجية والأمن القومي في أكاديمية ناصر العسكرية العليا اللواء نور عبد المنعم، أن ما يحدث في مصر حاليًا، هو نتاج ما خططت له الإستراتيجية الأميركية ولا نستطيع أن ننسى الدور المحوري لحرب "أكتوبر" التي استطاعت تحويل الهزيمة إلى نصر، واستطاعت قواتنا المسلحة أن تدفع زمن قياس من معدل العبور من 45 دقيقة إلى 50 دقيقة، ويجب أن نستلهم روح "أكتوبر" لكي نعيد الروح، وإن بدا على الشعب المصري الفقر أو الأمية وبدت عليه التطرف إلا أنه شعب عظيم لن ينكسر. وأكد أهمية أن نستلهم هذه الروح لحل مشكلاتنا الأسرية والمجتمعية كلها، وكيف نستفيد منها لمواجهة مشاكلنا بالإصرار والعزيمة وكانت هذه الحرب بإرادة مصرية خالصة بدءًا من رئيس الدولة أنور السادات وتميزت بمعجزة التخطيط والإرادة.
وأكد نور على أهمية الاحتفاظ بقوات مسلحة مدربة تدريبًا حديثًا، لأن السلام الذي لا يحميه قوة يكون استسلام. وأشار إلى المؤتمرات التي نظمها "الإخوان المسلمين" في لاهور واسطنبول، ما هي إلا محاولة لتركيع مصر والتي استندت على استخدام أدوات محددة، وهى دخول الأسلحة إلى الأراضي المصرية إلى سيناء، وتخفيض قيمة الجنيه المصري، وتقليل الاستثمارات الواردة من الخارج، وإيقاف المصانع والاستثمارات الداخلية في مصر، وهدم السياحة، وتمول تحقيق هذه الأهداف قطر، بحد وصفه.
وطالب الكاتب الصحافي عباس الطرابيلى، باستلهام المصريين للدروس المستفادة من هذه الحرب ليطبقوها وينجحوا في حياتهم كما نجحوا في "أكتوبر". وأكد أن مصر منذ 30 حزيران/يونيو وهى تعيش حالة حرب حقيقية داخل الدلتا وفى سيناء، ويجب أن نقاوم هذه الحرب جميعًا بفكر وقومية ووطنية حرب أكتوبر. يجب أن نعى خطورة اللحظة التي تعيشها مصر على مدار التاريخ ونقف صفًا واحدًا داخل المجتمع المصري وأن يكون شعارنا لا صوت يعلو على فكر مقاومة ما سماه "الإرهاب". وأوضح أن إثيوبيا بدأت في بناء سد النهضة الذي سيؤثر على حصة مصر من المياه، كما تحدث عن دور الملك فيصل ورئيس الجزائر هوارى بومدين أيام حرب أكتوبر في مساعدة مصر، ونوه أن محاولات كسر مصر لم تبدأ من السبعينات، وإنما بدأت من دمياط عندما كانت الحملات الصليبية تريد كسر سورية ولبنان ومصر.
وأشار نائب رئيس شبكة البرنامج العام في الإذاعة المصرية الإعلامي عبدالله حامد، إلى أن الإعلام يستطيع أن يبنى أمه أو يهدم أمه، وأنه هو مرآة للنظام السياسي لأي دولة، وأنه كذلك مرآة للمجتمع، فالنظام السياسي الفاشل ينتج إعلامًا فاسدًا لأن الإعلام لا يفسد بذاته والإعلام ناقل للوقائع وليس صانع له.
ولفت رئيس قسم القانون المدني في جامعة المنوفية د/هشام البدري، أن الدستور يعتبر عقدًا ما بين المحكوم والحاكم، وأن هذه كانت من أهم الإشكاليات التي أسقطت "الإخوان المسلمين" لأنهم لم يوافقوا وكان شعار الجماعة هو العجز الفكري مابين المرجعية الدينية والسيادة الشعبية والنص الشرعي، والكل يعلم أن عمل السياسة والحكم وعلم الفقه تحكمه آليات محددة، بينما المعاملات تحكمها قواعد وظيفية وأنهم احتكموا إلى السيادة الشعبية بالاحتكام إلى المرجعية الدينية، ولم يقدموا حلولاً من الناحية الفكرية، بالإضافة إلى الانتهازية والعجز عن قراءة الواقع، على حد وصفه.
وطالب البدري رئيس الجمهورية المؤقت عدلي منصور، بتعديل المادة "28" و"29" ليصبح من حق لجنة الخبراء ولجنة "الخمسين" وضع دستور جديد للبلاد.
أرسل تعليقك