الدار البيضاء ـ سعيد بونوار
يستعد المخرج المغربي محمد قيسي أحد أبطال السينما البلجيكية والمقرب من بطل سينما الحركة وفنون القتال "جون كلود فان دام" لتصوير مشاهد من فيلم "أمير الريف" الذي يستعرض جوانب من حياة المقاوم المغربي الشهير عبد الكريم الخطابي الذي حارب الإسبان والفرنسيين في عدد من المواجهات
إبان المرحلة الاستعمارية والتي استهدفت المغرب في العقود الأولى من القرن الماضي.
وقال قيسي الذي شارك وأخرج عددًا من الأفلام في بلجيكا والولايات المتحدة الأميركية، إنه "يراهن على تصوير فيلمه في البيئة التي عاش فيها القائد الراحل الملقب بـ"أمير الريف" أو "أمير الجبال"، ولم يستبعد أن يكون هذا اللقب هو عنوان الفيلم، وأشار إلى أنه سيعمل على مواجهة كل العراقيل التي من شأنها أن تعترض مسار حلمه بإخراج فيلم عن هذا المجاهد الذي لم يأخذ حقه سينمائيا مغربيا وعربيا وعالميا في تعريف الأجيال الجديدة ببطولاته، وظل محاصرًا سياسيًا وإعلامياً لعقود.
ويبدو أن هذا الحصار هو الذي دفع أحد نواب البرلمان المغربي إلى طرحه كسؤال على وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، وذلك بعد رفض لجنة الدعم السينمائي تقديم دعم مالي إلى مخرج آخر هو عز العرب العلوي، كان ينوي إخراج فيلم مماثل عن قاهر الاستعمار الإسباني والفرنسي في شمال المغرب عبد الكريم الخطابي، لكنه فوجئ بتعليل مفاده أن الغلاف المالي للفيلم ضخم جدا.
و أفاد قيسي أنه سيشرك نجوما عالميين ومغاربة في أداء أدوار الفيلم الذي يتوقع أن تصور أول مشاهده في وجدة، ومنطقة أجدير تحديدا "أقصى الشمال الشرقي"، وهي مسقط رأس المجاهد عبد الكريم الخطابي الذي قاد الكفاح ضد الاحتلال الإسباني، واشتهر بالتحديد في الحملة الشهيرة التي تزعمها عام 1921 ضد المستعمر الإسباني للمغرب، وهي المعركة التي أدت إلى مقتل 16 ألف جندي إسباني.
واعتبر منذ عام 1948 القائد الوطني المعارض للاستعمار الأوروبي في شمال أفريقيا.
وعاش في جنوب فرنسا فترة قبل أن يتوجه إلى مصر بدعوة ملكية حينذاك، وبقي هناك حتى وفاته بالقاهرة عام 1963.
يذكر أن المخرج محمد قيسي، سبق أن نال ألقابا عالمية في فنون الحرب خاصة في "الكراطي" و"كينغ بوكسينغ" إلى جانب شقيقه عبد الكريم قيسي، البطل العالمي ونجم أفلام الحركة، سبق أن شارك وأدار معارك عدد من الأفلام إلى جانب صديقه "فان دام"
وإلى جانب مساهمته في كتابة سيناريو بعض الأفلام وإدارة "الكاستينغ" والمونتاج وتصميم المبارزات، أخرج قيسي ومثل أفلام "القوة الضارية " و"المرأة القاتلة " و"المرأة المصفية جسديا ". وشخص أدوارا رئيسية في أفلام "الشجعان " و"إلى الموت " و"الرياضة الدموية " و"قلب الأسد " و"المباراة الدموية " و"الملاكم بالقدم" في جزأيه الأول والثاني. ولم يستبعد قيسي تصوير مشاهد الفيلم أيضا في فرنسا ومصر، ويعتبر عبد الكريم الخطابي أشهر شخصية سياسية في المغرب حتى الآن، إذ أن انتصاراته على الجيوش الفرنسية والإسبانية من خلال ما يعرف بحرب العصابات واعتمادا على آليات تقليدية مكنته من أن يتربع في قلوب المغاربة باعتباره ساعد المقاومين الجزائريين.
أرسل تعليقك