قصف مئذنة الجامع الأموي الكبير في حلب وسط نعي سياسي وشعبي وتبادل للاتهمات
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

200 مسجد تهدمت بقذائف القوات الحكومية منها المسجل على لائحة التراث العالمي

قصف مئذنة الجامع الأموي الكبير في حلب وسط نعي سياسي وشعبي وتبادل للاتهمات

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - قصف مئذنة الجامع الأموي الكبير في حلب وسط نعي سياسي وشعبي وتبادل للاتهمات

تدمير مئذنة الجامع الأموي الكبير في حلب
دمشق ـ جورج الشامي

تعرضت مئذنة الجامع الأموي الكبير في حلب للتخريب، بعد أيام من ضرب صرح أثري آخر وهو مئذنة الجامع العمري في درعا وتهديمها بالكامل، فيما تم تبادل الاتهامات بين المعارضة السورية وحكومة دمشق بشأن المسؤول عن هذه الجريمة بحق التراث السوري، في الوقت الذي تشير فيه الأدلة والعديد من المراقبين والشهود إلى أن القوات الحكومية هي المسؤولة.ونقلت وكالة "سانا" السورية للأنباء، خبر يقول "إرهابيون  يفجرون إحدى مآذن الجامع الأموي في حلب"، فيما قالت وسائل إعلام موالية لدمشق أن "جبهة النصرة" هي من هدّمت المئذنة، في الوقت الذي جاء فيه تفنيد اتهامات دمشق للثوار من أطراف عدة، حيث قال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حلب لـ"مصر اليوم"، "من المضحك أن تتهم حكومة النظام (جبهة النصرة) بتهديم مئذنة، فهو لا يتوقف عن وصفها بصاحبة الفكر الإسلامي المتطرف، وبالوهابية وما إلى ذلك من أوصاف، وفي الوقت نفسه يتهمها بضرب مئذنة جامع، فعلاً أمر مضحك، والغريب في هذه الحالة أن الجبهة لم تضرب مثلاً مكانًا لبيع الخمور بل ضربت جامعًا". قصف مئذنة الجامع الأموي الكبير في حلب وسط نعي سياسي وشعبي وتبادل للاتهمات وأشار بيان صحافي أصدره المجلس المحلي لمدينة حلب على الإنترنت، إلى أن العالم كله يحفظ آلاف مقاطع الفيديو للقوات السورية وهي تقتحم المساجد وتدمرها جهارًا ونهارًا، وارتكبت الميليشيات الحكومية الآن جريمة جديدة بحقّ الإرث الحضاري للإنسانية, ووثّقت همجيّتها وبربريّتها بقصفها لمئذنة الجامع الأمويّ الكبير في مدينة حلب بقذائف الدبّابات, الفعل الذي أدّى إلى سقوطها بالكامل، فهي تتعمّد مسح الإرث الحضاري للمدينة وتستهدف عقيدة الشعب السوري وإرادته, وفعلهم هذا إنّما يدلّ على سياسة ممنهجة يتّبعونها, فقد سبق لهم أن قصفوا جامع خالد بن الوليد الأثري في مدينة حمص, والجامع العُمري في مدينة درعا, وجوامع أخرى كثيرة يضيق المجال بنا في إحصائها، إنّ السياسات المتّبعة من قبل تلك المليشيات ومن ورائهم الحقد المجوسي في استهداف البشر والحجر , لن تلوي أعناق السوريين, ولن تزيدهم إلا إصرارًا على تحقيق أهدافهم السامية المنشودة, في بناء مجتمع سوري حر بكلّ أطيافه". وأكد قيادي في الجيش السوري الحر "المعارض"، الأربعاء، أن الجيش الحكومي قصف مئذنة الجامع الأموي الكبير في حلب، مما أدى إلى تهدم أجزاء كبيرة منها"، حيث نقلت وكالة الأناضول للأنباء، عن رئيس هيئة قيادة الأركان المشتركة في الحر، اللواء سليم إدريس، عدم استغرابه من قصف الجيش الحكومي للجامع، قائلاً "هذا ليس بجديد على الحكومة السورية، وجاء قصف مئذنة الجامع الأموي، بعد ساعات من سيطرة (لواء التوحيد) الذي يُعد أحد أشهر تشكيلات الجيش الحر في حلب، على الجامع الأموي، ظهر الثلاثاء، وطرد الجيش الحكومي منه، وذلك للمرة الثانية منذ اندلاع الثورة، حيث سيطرت كتائب "التوحيد" على الجامع للمرة الأولى قبل نحو 4 أشهر ولكنها انسحبت بعد معارك شديدة جدًا عندما أقدم جنود القوات الحكومية على حرق المسجد وتمزيق المصاحف والتهديد بقصفه بالطائرات، ودارت المعارك حول الجامع الأموي الكبير في حلب، الأربعاء، في إطار المعارك الدائرة في المدينة، التي يسعى الجيش الحر للسيطرة عليها بالكامل، فالجامع الأموي كان محطة مهمة لتحقيق هذا الغرض (السيطرة على حلب)، وأصبحنا الآن على بعد 2 كيلو متر من المحطة الثانية وهي مدخل حلب الغربي، وأمامنا محطة مهمة أخرى هي مطار حلب". وقال الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة، في بيان نشره مساء الأربعاء، "ارتكبت القوات السورية جريمة جديدة بقصف مئذنة الجامع الأموي الكبير في مدينة حلب بقذائف الدبابات، مما أدى إلى سقوطها وتدميرها بالكامل، ويشكل التدمير المتعمد لهذه المئذنة التي استظل بظلها صلاح الدين الأيوبي وسيف الدولة الحمداني وأبو الطيب المتنبي وعبدالرحمن الكواكبي، جريمة ضد الحضارة الإنسانية، وفعلاً همجيًا يليق ببرابرة لا ينتمون إلى أي من القيم الإنسانية، ولقد فعلت حكومة دمشق كل ما يمكن أن يمزق النسيج الاجتماعي السوري، وهي بقتلها البشر وتدميرها التراث الأغلى لدى السوريين، تزرع في قلوب شعبنا مرارة من الصعب أن تمحى لوقت طويل جدًا، سيحمل كل من أمر بإرتكاب هذه الأفعال الهمجية، ومن نفذها، ومن بررها وأيدها، عارًا لا يُمحى، ومسؤولية أخلاقية وجنائية لا تسقط أبدًا". ولم يأت نعي مئذنة الجامع الأموي فقط من قبل الجهات السياسية والعسكرية في المعارضة السورية، بل امتد ليجتاح صفحات "فيسبوك"، حيث نعى عدد كبير من السوريين بألم وحزن كبيرين مئذنة أموي حلب، فتساءل الناشط فراس الأتاسي، مستعيدًا سوابق النظام في هذا السياق: "مأذنة العمري...مأذنة الأموي في حلب... الدور الجاي على مين؟)، فيما كتب الكاتب علي الأتاسي نصًا مؤثرًا على صفحته الشخصية على "فيسبوك"، قال فيه، "هناك انكسار كبير في داخلي هذا المساء، أحس بغبار مئذنة الجامع الأموي في حلب يصعد إلى حلقي، وتتناثر كلمات الخط الكوفي المنقوشة على حجارتها أنينًا مكتومًا في صدري، وأشعر بصوت آذانها يسيل دمعًا على خدي، ترى من سيرفع الآذان غدًا في صحن الجامع الاموي في حلب: حي على الحرية". وكتبت ابنة حلب، ديانا الجابري، لتختزل المشهد في جدلية الهدم والبناء، فجاءت كلماتها مترعة بالأمل، "بل الهدم والبناء في آن!!! نهدم السجون، نهدم الأصنام، نهدم القهر، نهدم معابد الفكر البعثي الشوفيني البغيض، نهدم العنكبوت والظلمة فينا، وسنعيد رفع المآذن، وندق النواقيس، ونبني الجسور، ونبني الإنسان الذي هدمه وحش الصدفه التاريخية، ونبني رياض الأطفال ودور الفكر والفن والإبداع، نبني سماءنا التي نحب، ونرسم شمسنا التي نحب، وننبت وردنا الذي نحب!!! عصر الطاغية يأفل مجللاً باللعنات، فجرنا ينبثق من قلب الدم والألم والدموع". جدير بالذكر أن الجامع الأموي الكبير واحدًا من أكبر الجوامع في مدينة حلب وأقدمها، وبُني في العصر الأموي في عهد الملك سليمان بن عبدالملك، بتصميم يشبه إلى حد كبير في مخططه وطرازه الجامع الأموي في دمشق. وقال ناشطون سوريون، إن أكثر من 200 مسجد تهدمت بقذائف القوات الحكومية في المدن السورية الثائرة، ومنها ما هو مسجل على لائحة التراث العالمي، فضلاً عن قدسيته وقيمته الدينية، فمنذ أيام كانت مئذنة الجامع العمري، الذي أعلن شرارة الثورة السورية على موعد مع قصف الجيش السوري، ولم يكن حال مسجد الصحابي خالد بن الوليد أفضل حالاً بعد تلقيه قذائف صاروخية طالت سوره وقبته وبعض جدرانه وأثاثه الداخلي.  

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصف مئذنة الجامع الأموي الكبير في حلب وسط نعي سياسي وشعبي وتبادل للاتهمات قصف مئذنة الجامع الأموي الكبير في حلب وسط نعي سياسي وشعبي وتبادل للاتهمات



GMT 22:46 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

GMT 08:03 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة

GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates