طانطان ــ صوت الإمارات
استقطب ركن البيئة البحرية في جناح الإمارات، المشارك في مهرجان موسم طانطان لهذا العام، بصحبة من أهل البحر الإماراتيين من قدامى النواخذة، الذين جاءوا للتعريف بأنواع الحرف البحرية، وكيف كان يعيش أهل البحر في الإمارات، أعدادًا كبيرة من الزوار الشغوفين بالتعرف إلى كنوز الموروث الإماراتي، الذي نجح أبناء الدولة في توصيل رسائله والتعريف به في إطار جذاب ومشاهد حية من أشكال التراث والبيئات الإماراتية المختلفة، عبر الأنشطة والفعاليات المتنوعة.
وتأتي أهمية تسليط الضوء على الجانب البحري في طانطان لبيان أهمية جمع التراث البحري الإماراتي ومنطقة الخليج، وحفظه ودراسته وتدوينه وتنظيمه لعرضه على الجمهور، بغرض التثقيف والتعريف وإبراز حضارة الإمارات بصورة حية نابضة بالحياة، لغرس الانتماء والمحافظة على التراث القومي.
حيث يشكل التراث البحري الملاحي جزءًا أصيلًا من التراث الشعبي في الإمارات ودول الخليج العربية، كونه يرتبط بشكلٍ وثيق بفترة ما قبل النفط. ومنذ القدم مارس الإنسان العمل البحري على ضفاف الخليج العربي، وبرز دوره الصناعي من خلال بناء السفن بالطريقة التي اتبعها أسلافه منذ قرون، دون الحاجة إلى استخدام الكمبيوتر أو المُعدّات الحديثة.
وضم ركن البيئة البحرية عرض نماذج من الحياة البحرية، بما فيها من أدوات للصيد وتجارة اللؤلؤ وبناء القوارب ومعدات الغوص ونماذج عن السفن، كما ضمت العديد من نماذج السفن التقليدية الجديدة، وتم استعراض تاريخ الحياة البحرية باللغة العربية، إلى جانب مقابلات فردية مع عدد من مصنعي القوارب وتجار اللؤلؤ وتجار البحار.
وتوافد زوار جناح الإمارات لمشاهدة لوحة فولكلورية، شكّل ملامحها أهل البحر الإماراتيون، ورسموا خطوطها التي تماهت مع الخطوط التي رسمها الزمن في وجوههم نتيجة أسفارهم البعيدة في البحر، سعيًا وراء الرزق في الزمن القديم، وجلبًا للؤلؤ والأسماك، باعتبارهما عماد الحياة لسكان البيئات البحرية إلى عقود قليلة قريبة، قبل ظهور النفط وحدوث الطفرة الحضارية الكبرى في الإمارات، بأيادي أبناء أحسنوا استكمال ما بدأه الآباء والأجداد من قصة بناء وطن أبهر العالم بقدرته على استيعاب أحدث أساليب العصر، وتمسك في الوقت ذاته بتراث عريق تركه الأقدمون ليحافظ عليه الأبناء ويحرصوا على توصيله عبر الأجيال.
وتحدث محمد صابر المزروعي، وهو أحد الصيادين القدامى، حيث تتجاوز خبرته 50 عامًا، عن ركن البيئة البحرية في الجناح الإماراتي في طانطان عن مهنة الصيد، ويقول: "كانت المهنة قديمًا شاقة جدًا، وكنا كأطفال صغار نحب البحر بالفطرة والاعتياد، لكن عندما تأسست دولة الاتحاد أصبح حالنا أفضل كثيرًا".
أرسل تعليقك