الآثار الإسلامية في القاهرة تُوثِّق لتطوُّر الخط العربي في القرون الماضية
آخر تحديث 00:22:13 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

كشفت كيف تطوَّر حتى أصبح فنًّا زخرفيًّا مميَّزًا

الآثار الإسلامية في القاهرة تُوثِّق لتطوُّر الخط العربي في القرون الماضية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الآثار الإسلامية في القاهرة تُوثِّق لتطوُّر الخط العربي في القرون الماضية

الآثار الإسلامية في القاهرة
القاهره- صوت الإمارات

تُوثِّق الكتابات والنقوش المحفورة على العديد من الآثار الإسلامية في القاهرة ومُقْتنيات المتاحف لتطور الخط العربي خلال القرون الماضية، ويستعين الأثريون والباحثون المصريون بهذه النقوش لتتبع ودراسة رحلة الخط العربي، وكيف تطور من وظيفة التدوين والكتابة ليكون فناً زخرفياً مميزاً على العديد من المباني الأثرية المصرية.

أقدم النقوش التي تؤرخ لتطور الخط العربي في مصر، يعود إلى عام 31 هجرية، وهو عبارة عن شاهد قبر محفوظ ضمن مُقتنيات متحف الفن الإسلامي بوسط القاهرة، وهو لشخص يدعى عبد الرحمن الحجري، ووفقاً للدكتور محمد حسام الدين إسماعيل، أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآداب جامعة عين شمس، يمكن أن يُقرأ اسم صاحب القبر «الحجر» أو «الحجازي» إذ لم يكن يوجد تنقيط لحروف الخط العربي في ذلك الوقت، كما كانت الكلمات تكتب من دون «ألف» المد، ويقول إسماعيل لـ«الشرق الأوسط» إن «النقوش المحفورة على شواهد القبور أحد وسائل تأريخ تطور الخط العربي عبر العصور، والشاهد المحفوظ في متحف الفن الإسلامي يعد أقدم نص تم توثيقه حتى الآن في مصر، إذ يعود إلى سنوات الإسلام الأولى، ويوثق لمرحلة مهمة من تطور الخط العربي».

وتشكل النقوش والكتابات المحفورة على مساجد مصر التاريخية مادة ثرية لدراسة وتوثيق تطور الخط العربي عبر عصور مختلفة، وفق إسماعيل الذي يؤكد أنه وزملاءه يقومون بدراسة التفاصيل الفنية الخاصة بشكل الخط ونوعه واختلاف طريقة كتابة الحروف، ومن أشهر مساجد مصر التاريخية التي يستخدم الأثريون نقوشها لتوثيق تطور الخط العربي، مسجد أحمد بن طولون، والجامع الأزهر، ومسجد الحاكم بأمر الله، والجامع الأقمر، في قلب القاهرة التاريخية.

وتُعد النقوش الموجودة بمسجد أحمد بن طولون الذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 265 هجرية، أقدم نص تأسيس مسجد في مصر، وقد عُثر عليها مهشمة أثناء عملية ترميم المسجد نهاية القرن الماضي، وبعد ترميمه وجد نقص في طرفيه وأجزاء مفقودة من الجانبين، مما أضاع بعض حروفه في يمين النص ويساره، كما يوجد نص آخر على إفريز خشبي داخل مسجد بن طولون يوثق لتحول الخط العربي إلى فن زخرفي، وهو عبارة عن نقوش محفورة على الخشب بطريقة مائلة.
وترجع النقوش الموجودة داخل الجامع الأزهر إلى عصر إنشاء المسجد على يد جوهر الصقلي ما بين عامي 359 إلى 361 هجرية (970 - 972 ميلادية)، وتوجد النقوش حول عمود يؤدي إلى المحراب القديم، وفي الأفاريز حول القبلة.

وفيما توثق نقوش مسجد أحمد بن طولون لاستعمال الزخارف في كتابة الخط العربي، وتؤرخ لتحول الخط الكوفي البسيط إلى الكوفي المورق، الذي تطور في عصر الفاطميين إلى الكوفي المزهر، فإن نقوش الجامع الأقمر تبرز مزج الخط العربي كفن زخرفي مع فنون إسلامية أخرى، حيث حفر النقش على الحجر بطريقة الأركيت، حسب إسماعيل.

تطور الخط العربي من وظيفة التدوين والكتابة إلى فن زخرفي عبر عصور مختلفة كان له تأثير واضح على العديد من الفنون الإسلامية الأخرى، حسب محمد شافعي، مدير قسم الفنون الإسلامية بمعهد «استديو العربية» لتعليم اللغة العربية وفنونها، يقول شافعي إن «الخط العربي أثر تأثيراً كبيراً على الفنون الإسلامية المختلفة كالعمارة والخزف والسجاد والنسيج والتصوير، فاستخدم الخط العربي كعنصر أساسي في تلك الفنون في كثير من الأحيان وكعنصر ثانوي تكميلي على الأقل في بعض الأحيان».
ويضيف شافعي: «تطورت الخطوط العربية، وازدهرت الوظيفة الزخرفية الجمالية وظهرت أنواع كثيرة فأصبحت تستخدم على جدران المساجد والقصور وصك العملات والكتب وغيرها، ووصل الخط لأقصى مراحل تطوره في توظيفه كعنصر زخرفي - في الفن الإسلامي بشكل عام والعمارة الإسلامية بشكل خاص - في عصر دولة المماليك، فقد وصلت خطوط الكوفي مثل الكوفي المملوكي والفاطمي والمورق والمضفر وغيرها، والخطوط اللينة مثل الثلث المملوكي، إلى أقصى مراحل تطورهم في عصر المماليك الذين أولوا للفن والعمارة والزينة اهتماماً كبيراً».

قد يهمك أيضًا:

دار الآثار الإسلامية الكويتية تقيم احتفالية "روائع الشرق القديم "

مصري يجمع الآثار الإسلامية "المنسيّة" في "المماليك"

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الآثار الإسلامية في القاهرة تُوثِّق لتطوُّر الخط العربي في القرون الماضية الآثار الإسلامية في القاهرة تُوثِّق لتطوُّر الخط العربي في القرون الماضية



GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 صوت الإمارات - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 صوت الإمارات - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 01:44 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

جيمي أيوفي يستمتع مع أسرته في "أتلانتس دبي"

GMT 10:11 2012 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الطاقة الإثيوبي: في طريقنا لاستكمال مشروع سد النهضة في 2015

GMT 19:07 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

اسباب تضخم الكبد وطرق العلاج

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

صفّ السيارات يتسبب في مشاجرة بالضرب بين رجل وفتاة في تكساس

GMT 20:58 2013 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

أول اجتماع لرئيس التليفزيون لبحث تطوير القنوات المصرية

GMT 06:43 2015 الجمعة ,19 حزيران / يونيو

الطقس في الإمارات الجمعة مغبرًا جزئيًا

GMT 01:51 2016 الثلاثاء ,29 آذار/ مارس

افضل التصاميم البارزة لأحذية ربيع 2016

GMT 11:53 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام مسابقة الخطابة باللغة العربية للجامعات الصينية

GMT 22:33 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

إطلالة مثيرة للموديل هايدي كلوم في حفل "أمفار"

GMT 02:28 2014 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

"الإسلاميّون" يعتبرون "العلمانيّة" ارتدادًا عن الدين

GMT 14:55 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

طاهية تصنع قطار من خبر الزنجبيل "بالحجم الطبيعي" في سيدني

GMT 22:11 2013 الأربعاء ,29 أيار / مايو

الموسيقى المعاصرة على "راديو فرنسا" الأربعاء

GMT 03:26 2013 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

مجدي يعقوب يجري 3 عمليات "قلب مفتوح"

GMT 15:12 2013 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

جامعة عثمانية إحدى أبرز جامعات الهند وآسيا

GMT 18:29 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الجامعة الأميركية في الإمارات تنظم مؤتمرًا عن "الناتو"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates