رحيل اللبناني حليم جرداق أحد أبرز وألمع مَن عرفتهم الحركة التشكيلية
آخر تحديث 22:08:04 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

حديث ومُتجدِّد رّغم مضي العقود على أعماله

رحيل اللبناني حليم جرداق أحد أبرز وألمع مَن عرفتهم الحركة التشكيلية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - رحيل اللبناني حليم جرداق أحد أبرز وألمع مَن عرفتهم الحركة التشكيلية

حليم جرداق
القاهرة - صوت الامارات

نعت جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت، في بيان نشرته، أحد أهم فنانيها هو حليم جرداق الذي سيعود إلى بلدته عين السنديانة، ليوارى الثرى اليوم.والراحل عن 92 عاماً (1927 - 2020)، عامرة بالألوان والمنحوتات والمجسمات، هو واحد من ألمع وأبرز من عرفتهم الحركة التشكيلية اللبنانية، لا بل والعربية في النصف الثاني من القرن الماضي. هو ينتمي إلى تلك النهضة الحداثية التجريبية التي أنعشت بيروت منذ ستينات القرن الماضي، حيث نهلت من غرب في أوجه وشرق راغب في اليقظة. ما بين أصالة متجذرة وتقنيات متأوربة، سعى حليم جرداق باحثاً عن طريق له وحده، وكان له ما أراد. ولو كان حليم جرداق في مكان جغرافي آخر، لوجد بالتأكيد من الاحتفاء غير ما لقيه في لبنان، حيث يبقى الفن هامشياً وأهله منسيين.
فالرجل طليعي من الدرجة الأولى، تجريبي حتى الثمالة، حرّ متفلت من كل اتجاه كان يعتنقه هو نفسه، ثمّ يهجره إلى غيره، مجرباً شيئاً آخر. لم يكن يتردد في أن يعود إلى لوحته ويضيف إليها، أو يبدلها، أو منحوتته، ويجعل منها شيئاً آخر. لا صيغة نهائية لعمل يعترف بها جرداق.

هو أستاذ في التجريد والحفر الطباعي والخط والكولاج، وفي رسم انحناءات الأجساد، لكنّه دائم المراجعة لأعماله.تخرج من الجامعة الأميركية في بيروت، وعمل في شركة النفط العراقي في طرابلس، من ثمّ التحق بالأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة (ألبا) سنة عام 1953 - 1957. سافر بعد تخرجه إلى باريس، حيث انتسب إلى المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة والتحق بأكاديمية «لا غراند شوميير» وأكاديمية «أندريه لوت»، ونال عام 1961 الجائزة الأولى للحفر في المدرسة الوطنية العليا في باريس. وكان من أوائل من انتسبوا إلى جمعية الفنانين للرسم والنحت في بيروت عام 1959.

حليم جرداق الشغوف المثابر تابع تعمقه بدراسة الفن سنة 1963 في ميونيخ، ثم سافر إلى باريس مرة أخرى، حيث أقام ثلاثة معارض، وعاد سنة 1966 إلى بيروت مظهراً تجاربه الفنية الحديثة، ومتنقلاً بمراحل عدة؛ الواقعية، التكعيبية، الرمزية، التعبيرية، والتشخيصية، إلا أن اسمه ارتبط بفن الحفر الطباعي على المعادن، وهو الأول في العالم العربي. وأسس محترف الحفر النحاسي في كلية الفنون في الجامعة اللبنانية التي درس فيها، كما استمر يدرس الفن في «أكاديمية الألبا» لسنوات طويلة، كان لها التأثير الفعال على أجيال من الفنانين الذين لمعوا في عالم الفن.

أقام حليم جرداق معارض عدة في لبنان والخارج، وحاز جوائز محلية وعالمية. له كتب شرح فيها رؤيته للفن ونظرته للإبداع، أبرزها «عين الرضا» و«تحولات الخط واللون» و«صورة ذاتية».من الرواد الذين تركوا بصماتهم على الفن اللبناني في مراحله المعاصرة. أقام له غاليري «جنين ربيز» في بيروت معرضاً استعادياً عام 2015، وحسناً فعلت، إذ تمكن عشاق الفن من اكتشاف أعماله المغامراتية الممتدة من منتصف خمسينات القرن الماضي إلى عام 2003. وبدا كم أنّ جرداق لا يزال معاصراً، وكم أنّه حديث ومتجدد على الرّغم من مضي العقود على أعماله. والحقيقة أنّ جرداق، لم يتوقف أبداً عن التجريب، رفض دائماً البقاء في مدرسة، أو الاستمرار في أسلوب بعينه، أو الدوران حول فكرة محددة. إنّه ابن زمنه الذي قام على البحث والسؤال، عكس زمن الإجابات الصارمة العقيمة الذي نعيش.

 

 قد يهمك ايضا:

انطلاق مسابقة ومعرض "أفضل طائر" ويوجه رسالة سلام ومحبة إلى العالم في اليمن

مهرجان BRAFA التجاري الـ61 للفنون الجميلة يجرى في بلجيكا

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل اللبناني حليم جرداق أحد أبرز وألمع مَن عرفتهم الحركة التشكيلية رحيل اللبناني حليم جرداق أحد أبرز وألمع مَن عرفتهم الحركة التشكيلية



GMT 17:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:33 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 11:57 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 01:57 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

انشغالات متنوعة التي ستثمر لاحقًا دعمًا وانفراجًا

GMT 01:57 2015 السبت ,03 كانون الثاني / يناير

الفنانة مي كساب تصوّر مسلسل "مفروسة أوي"

GMT 01:19 2014 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

استعد لتسجيل أغاني قديمة وحديثة لألبومي الجديد

GMT 11:27 2016 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

جرأة وروعة الألوان في تصميم وحدات سكنية عصرية

GMT 22:04 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

جزيرة مالطا درة متلألئة في البحر المتوسط

GMT 21:59 2013 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نشطاء على الفيس بوك يقيمون يومًا ترفيهيًا للأطفال الأيتام

GMT 09:20 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

متفرقات الأحد

GMT 18:47 2013 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الصين تعرض تصدير 3200 ميغاواط من الكهرباء لباكستان

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة ترصد أهم خمسة أشياء تؤلم الرجل في علاقته مع شريكته

GMT 21:22 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل زيدان "في مهب الريح" للمرة الأولى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates