حكايات وأسرار أفران الخزف وبهجة الطين في اسمي أزرق
آخر تحديث 00:17:15 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

معرض يضمّ 70 عملًا للفنانة المصرية هبة حلمي

حكايات وأسرار أفران الخزف وبهجة الطين في "اسمي أزرق"

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - حكايات وأسرار أفران الخزف وبهجة الطين في "اسمي أزرق"

الفنانة المصرية هبة حلمي
القاهره - صوت الامارات

في واحدة من أقدم مناطق صناعة الخزف في التاريخ، وهي منطقة الفسطاط القديمة وسط القاهرة، تستكشف الفنانة المصرية هبة حلمي وتُمارس شغفها الجديد بفن الخزف، وذلك في ورشتها التي تقع وسط ورش عشرات الفنانين الذين ينتظرون أمام أفران الخزف خروج مواليدهم الفنية الجديدة، لتجمعهم منطقة تاريخية ذات طاقة إلهامية مُتجددة تصفها حلمي بقولها: «أسست ورشتي في المكان نفسه الذي كان مركزاً لصناعة الخزف تاريخياً منذ المصريين القدماء مروراً بالعصر الإسلامي بمراحله. أعمل بجانب كبار المعلمين، الذين يمنحون الطاقة والمعرفة لسيدة مثلي تعيش اليوم في القرن الحادي والعشرين».

ولعل تلك الطاقة والشغف المتنامي بفن الخزف الذي وجد طريقه في مشروع الفنانة هبة حلمي، قد وصل نتاجه لمجموعة خاصة أطلقت عليها «اسمي أزرق» التي تتراوح بين نحو 70 عملاً ما بين أعمال خزفية ولوحات تصويرية تُعرض حالياً في غاليري «موشن آرت» بالقاهرة، ويستمر حتى 27 ديسمبر (كانون الأول) الجاري.

تجد الفنانة هبة حلمي في الخزف عالماً فنياً مليئاً بالدهشة، على حد تعبيرها، تقول: «عادة ما يقترن الفن بالأخطاء خلال خطوات العمل والتنفيذ، وتلك الأخطاء هي ما ينتج عنها استكشاف الجديد، خاصة في الخزف، الذي يعتمد على التشكيل من جهة، ومفاجآت نتيجة حرقه في فُرن الخزف، الأمر الذي يمنح الخزّاف متعة محاولة السيطرة على اللون، وانتظار اللون الذي ستمنحه الحرارة للنتيجة النهائية للعمل وتدريجاته».

ويلعب اللون في هذا المعرض دور البطولة، بداية من عنوانه ذي المسحة الأدبية «اسمي أزرق» الذي يشي بالحالة اللونية التي تسود أعمال المعرض من درجات الأزرق المتعددة، حيث تسود درجة أزرق زهرة اللوتس المصرية القديمة، مروراً بالأزرق البحري، والمعدني، والأرجواني، وتعتبر الفنانة أنّ اللونين الأزرق والذهبي أساسيان في التعبير عن روح العالم القديم ومنبع الكتابة والخط والخزف الذي يعد هو جوهر مشروعها الفني.

تتحدث هبة حلمي عن التشكيل بالاستعانة بالطين تقول: «الطين مادة حُرة، وأنا لا أقوم في المقابل بلي ذراع تلك الحرية، بل أجد نفسي أتماهى مع تلك الحرية، وصنعت منه أشكال أقرب للشقافات القديمة والأطباق والمنحوتات»، وقد منحت الفنانة الشقافات الفخارية التي ظهرت في المعرض شقوقاً وتعرجات تُحيل لملمس القطع الأثرية القديمة التي تمنحها خيوط اللون الذهبي مزيداً من الإمعان في الحالة القديمة، والتي تستلهمها هبة حلمي من فنون الحضارة اليابانية القديمة حيث كانوا يقومون بتصليح كسور الأسطح الخزفية بمعدن الذهب، وهو مبني على فلسفة الـ«وابي سابي» اليابانية القائمة على تقدير الأشياء الناقصة أو العابرة أو غير المُكتملة، فقامت في معرضها بتحية تلك التقنية الفنية القديمة بملء شقوق الخزف بالاستعانة بورق الذهب.

ولعل هذا التكنيك المُستلهم من حضارة آسيوية قديمة، يتعانق وروح المعرض الذي يجد في الحضارات القديمة منهلاً لفنونه، فقد استعانت الفنانة أيضاً بتكنيك البريق المعدني في الخزف الذي كان يُستخدم في العصور الإسلامية القديمة، وكذلك الخط العربي الذي استعانت به كحليّات زخرفية على سطح بعض الأعمال الخزفية واللوحات التصويرية، في امتداد لاهتمامها وشغفها الفني والشخصي بالخط العربي الذي تتلمذت على يد «أسطواته»، وأبرزهم شيخ الخطاطين محمد حمام الذي رحل عن عالمنا هذا العام.

ووفق حلمي فإنّ الخزف يمنح الفنان صلة مباشرة بكثير من الروافد المعرفية الأخرى أبرزها الكيمياء ومعادلاتها التي تتدخل مباشرة في تحديد درجة لون الخزف بعد حرقه، وكذلك تأثير درجة حرارة الجو «يتأثر الخزف باختلاف درجات حرارة أو برودة الجو». وتضيف: «أضافت ممارسة الخزف لي كل هذا الاتصال المباشر بتأثيرات الجو ودرجات الحرارة، وما زلت أمارسه بخلفيتي كرسامة في المقام الأول وانفعالي بمشاهداتي المبكرة مع (أسطوات) هذا الفن لعل أبرزهم الفنانة السويسرية إيفيلين بوريه، التي أسست مدرسة الفخار والخزف في محافظة الفيوم منذ ستينات القرن الماضي، وكذلك فناني الفسطاط القديمة، وحتى زياراتي لمتحف الفن الإسلامي الذي يعج بفنون الخزف القديم».

قد يهمك ايضا

رامي صبري يحيي حفلين غنائيين في القاهرة ليلة رأس السنة
نسيمة زاير تخترع أفكارًا مميّزة في الرسم على الخزف

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكايات وأسرار أفران الخزف وبهجة الطين في اسمي أزرق حكايات وأسرار أفران الخزف وبهجة الطين في اسمي أزرق



GMT 20:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا
 صوت الإمارات - الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا

GMT 20:34 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
 صوت الإمارات - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:01 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السجائر في الإمارات بعد تطبيق الضريبة الانتقائية

GMT 12:14 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 07:44 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يعلن موعد عرض فيلم "الفلوس"

GMT 12:06 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

دندن يبحث سبل تعزيز التعاون مع جمعية الشارقة الخيرية

GMT 16:46 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

تخفيض دائم على سعر جوال "OnePlus 2" إلى 349 دولار

GMT 08:23 2016 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

توزيع جوائز القصة القصيرة بالتعاون مع مؤسسة "بتانة" الثقافية

GMT 11:42 2015 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

المصممون يضعوا لمسة "الأهداب" الأنيقة لأحذية الرقبة

GMT 23:56 2015 السبت ,11 تموز / يوليو

الأمطار تغرق المناطق المنخفضة في روالبندي

GMT 07:31 2013 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

"THQ" تُقرر عدم إصدار لعبة "Avengers"

GMT 09:19 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

واريورز ينتصر على دالاس مافريكس في دوري السلة الأميركي

GMT 08:25 2015 السبت ,14 شباط / فبراير

ظهور ضوء مبهر وصوت هائل في سماء نيوزيلندا

GMT 10:51 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أمل رزق تستعد للمشاركة في مسلسل "للحب فرصة أخيرة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates