صنعاء ـ صوت الامارات
توصلت بعثة يمنية أثرية إلى اكتشاف مقابر صخرية ترجع للقرن الـ12 قبل الميلاد غربي محافظة حضرموت، شرقي البلاد.وغالبا ما تقود الصدفة اليمنيين والباحثين إلى اكتشاف المقابر الصخرية التي استخدمت لحفظ المومياء كما حدث الأيام الماضية، لدى ظهور كهوف أثناء أعمال شق لبناء مستشفى صغير في بلدة "المشهد" بمديرية "دوعن" بوادي حضرموت المطلة على بحر العرب، في أول كشف أثري في خضم الحرب الحوثية المستعرة.وكشف مسؤول في الهيئة العامة للآثار والمتاحف بحضرموت لـ"العين الإخبارية"، أن الموقع المكتشف يحتوى على مجموعة من المقابر الصخرية الأثرية ويتم حالياً العمل على كشف واحدة منها يرجع عمرها للقرن الـ12 قبل الميلاد.
وتعمل بعثة أثرية مشتركة من الهيئة العامة للآثار والمتاحف بمديريات وادي وساحل حضرموت، لليوم الثالث في التنقيب في واحدة من المقابر الأثرية في بلدة "المشهد" الواقعة بمحيط مدن ذات إرث تاريخي عريق.وتم العثور على أحجار وأوان فخارية أثرية في أولى المقابر المكتشفة والتي يعتقد أنها من "المرفقات الجنائزية" التي كانت تدفن في العصور القديمة إلى جانب الموتى، وفقا للمصدر.وتقع "المشهد" قرب مدينتي "الهجرين" و"ربيون" واللتين تعدان من أجمل المقاصد السياحية باليمن، وتشتهر "الهجرين" بكونها رابضة على سفوح جبل "حصين" بوادي دوعن، فيما تتميز "ريبون" خارج الوادي بشبكة ري معقدة تحاكي تطورا ونظاما زراعيا فريدا.
وتضم "ريبون" معبد الآلهة "ذات حميم" التي تشير المراجع إلى أن تاريخه يرجع إلى الألف الثاني قبل الميلاد، كما يعتقد خبراء آثار أنه كان آلها لمملكة "حضرموت" القديمة، ثالث الممالك العربية القديمة التي أقامت في وادي حضرموت الكبير.والكثير من المقابر الصخرية التي اكتشفت في السنوات الماضية في مناطق يمنية متفرقة أشارت إلى أن اليمنيين كانوا يشيدون مقابرهم قرب المعابد القديمة عن طريق الحفر في الصخر.وبحسب ما ذكره مدير هيئة الآثار والمتاحف بوادي حضرموت، الدكتور حسين أبوبكر العيدروس لـ"العين الإخبارية"، فإن تاريخ المقابر المكتشفة التي تعود إلى القرن الـ12 قبل الميلاد، يطابق نفس الفترة الزمنية لمستوطنة أو مدينة "ريبون" الأثرية المعروفة والتي تقع إلى الجهة الجنوبية الغربية من بلدة "المشهد".
وأشار المسؤول اليمني إلى أن أهم ما تم اكتشافه هو التعرف على طقوس الدفن وحياة هذه المجتمعات بالإضافة إلى معرفة تفاصيل جديدة لم تتح فرصة التعرف عليها في المقابر الأخرى مثل تصميم المقابر ومداخلها.وتحدث عيدروس وهو أيضا أستاذ تاريخ وحضارة بجامعة سيئون لـ"العين الإخبارية" عن مدى أهمية الرفات البشري الموجود في المقبرة، والذي سوف يمكن الباحثين من الاستفادة بشكل أكبر لمعرفة تفاصيل الطقوس والعقيدة من خلال وضعيات الدفن ومرفقات الرفات.
وأضاف أن العمل مازال جاريا في كشف واحدة منها ولم يستكمل، وتتم متابعة العمل من قبل بعثة أثرية متخصصة لديها الخبرة في التعامل مع هذه المقابر الصخرية والتي تعد بمثابة مدن للموتى منحوتة بالجبال.وتواصل البعثة الأثرية عمليات التنقيب لمعرفة مزيد من أسرار وخفايا هذه المقابر الصخرية، وبحسب العيدروس فإن عملية التوثيق لما تم كشفه تتم بشكل علمي، كما يتم تصويرها مع أخذ عينات لتحليلها ودراستها.وأشاد مدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف في الوادي، بدور سلطات حضرموت في وقف أعمال الشق وإبلاغ الهيئة حرصا على الحفاظ على الموروث الثقافي اليمني، مشيرا إلى أن المواقع المكتشفة لاتزال في حالة جيدة رغم الحقب الصعبة التي مرت بها البلاد.
وتمتلك محافظة حضرموت ثروة تاريخية هائلة وكنوزا ثمينة من الآثار والمعالم، جعلها على مدى عقود مضت مقصدا للبعثات الاستكشافية وأكثر المواطن جذبا للسياحة الخارجية، غير أن ذلك تراجع منذ حرب تنظيمي القاعدة والانقلاب الحوثي الإرهابيين أواخر 2014.
قد يهمك ايضا:
قلق عربي إزاء مقابر في مدينة ترهونة الجماعية واحتجاز مصريين
صخور بازلتية في الجولان تُسلّط الضوء على ثقافة غامضة قديمة
أرسل تعليقك