قصر الليدي كوكرن تاريخ عريق طاله انفجار بيروت والخسائر لا تٌقدّر بثمن
آخر تحديث 13:23:14 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تكلفة ترميمه تفوق المليون دولار بعد تضرر محتوياته وتحطّم واجهاته

قصر "الليدي كوكرن" تاريخ عريق طاله انفجار بيروت والخسائر لا تٌقدّر بثمن

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - قصر "الليدي كوكرن" تاريخ عريق طاله انفجار بيروت والخسائر لا تٌقدّر بثمن

قصر
القاهرة - صوت الامارات

يعدّ "قصر سرسق" المعروف بـ"قصر الليدي كوكرن" متحفًا قائمًا بذاته؛ لما يتضمن من قطع فنية تاريخية نادرة تعود إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر.اليوم يسجل هذا القصر خسائر فادحة على الصعيدين التراثي والفني معًا بعدما طاله انفجار مرفأ بيروت جراء اشتعال 2750 طنًا من مادة نيترات الأمونيوم المخزنة في أحد عنابره.موقع القصر في شارع السراسقة بمنطقة الأشرفية عرّضه ومقتنياته لخسائر مادية كبيرة؛ لأن الطابقين اللذين يتألف منهما إضافة إلى حديقته الغنّاء كلها تضررت بشكل كبير. فهو؛ كغيره من المباني التراثية والمتاحف الفنية والعمارات السكنية في بيروت، نال حصّته من هذه الكارثة التي وقعت في 4 أغسطس (آب) الحالي.جيسيكا مقدسي، المساعدة الخاصة لرودريغ كوكرن نجل صاحبة القصر إيفون كوكرن، تؤكّد أن مصاب القصر كبير لم يسبق أن شهد مثله حتى في أيام الحرب. أما خسائره، فلم يجر إحصاؤها بعد؛ إذ يتطلب دراسة دقيقة، سيما أن بعض موجوداته القيمة تاريخيًا لا يمكن تعويضها ماديًا. وتقول مقدسي "القصر أصبح بدوره منكوبًا تمامًا كما مدينة بيروت التي تحتضنه. فالإصابات الجسيمة طالت باحاته الخارجية كما الداخلية. لوحاته الزيتية كما التحف وجدارياته الأثرية وثرياته النادرة، إضافة إلى أبوابه الحديدية والنحاسية، طالها الانفجار فشوهها".تسكن الليدي إيفون كوكرن في الطابق الأرضي من القصر، فيما يشغل ابنها رودريغ وعائلته الطابق الثاني منه. وتروي جيسيكا في سياق "بلحظة الانفجار كانت الليدي كوكرن في القصر، وأصيبت بجروح تسببت في نقلها إلى المستشفى. ولكنها اليوم بحالة جيدة بعد أن تعافت وعادت إليه بخير".

نوافذ المنزل وواجهاته الزجاجية دمرت بشكل كامل وتساقطت على الأرض وتناثرت في أرجاء القصر إثر الانفجار، وهو ما أدى إلى إصابة الليدي كوكرن. "حتى أسقف القصر المزخرفة بأيادي حرفيين لبنانيين وإيطاليين تم استقدامهم من بلدهم الأم للمشاركة في إنشاء المنزل، طالها انفجار مرفأ بيروت فوقع قسم منها"؛ تقول جيسيكا، التي تشير إلى أن تابلوهات وخشبيات وقطع ليموج من نابولي وسيسيليا وغيرها من المدن الإيطالية، تحطمت بسبب الكارثة.الليدي إيفون كوكرن تتمتع بجذور أوروبية نسبة إلى والدتها دونا ماريا إيطالية الأصل. أما القصر فقد شيد في عام 1860 على يد موسى سرسق جدّ الليدي كوكرن. وهذه الأخيرة كانت قد تزوجت من لورد آيرلندي من آل كوكرن فحملت كنيته. وكونها الابنة الوحيدة لوالدها ألفرد كوكرن ورثت إيفون القصر الذي لا تزال تعيش فيه حتى اليوم.

تبلغ مساحة القصر 11 ألف متر مربع، ويشغل البناء نحو 500 متر منها، فيما المساحة المتبقية تحتلها حديقة القصر. ويمزج القصر بين الهندسة اللبنانية العريقة المزدانة بالقناطر وتلك الإيطالية المميزة بزخرفاتها. واجهتاه الشمالية والجنوبية تطبعهما العراقة اللبنانية، فيما الواجهتان المتبقيتان الغربية والشرقية تحملان نفحة الهندسة الإيطالية بامتياز.تضيف محدثتنا أن "الباب النحاسي في الطابق الثاني من القصر الموقع من قبل أحد أبرز الحرفيين في تلك الفترة متري طرزي، إضافة إلى الباب الحديدي الرئيسي للقصر المحاط بإطار خشبي، تضررا بشكل كبير جراء الانفجار". كما يتضمن القصر من ناحية غرفة الطعام أبوابًا خشبية استقدمت من كنائس في مدينة نابولي الإيطالية، وتضررت أيضًا بفعل الانفجار. والأمر نفسه أصاب القبة الزجاجية للقصر التي تعلو سلمًا داخليًا مزدوجًا استقدمت ركائزه من اسكوتلندا ويصل الطابقين معًا. "حتى الـ(درابزين) الحديد المشغول للسلالم تكسر"؛ تعلق جيسيكا مقدسي في حديثها لـ"الشرق الأوسط".

وعن التكلفة المتوقعة لترميم القصر؛ تقول جيسيكا مقدسي: "لا يمكننا بعد تحديد خسارتنا في القصر؛ لأنها شاملة وكبيرة، ولكنها بالتأكيد تتجاوز المليون دولار". وعن الخطة المستقبلية التي يضعها رودريغ كوكرن لاستعادة الحياة في القصر، تقول مقدسي: "ينوي السيد رودريغ كوكرن البدء بترميم الباحة الخارجية للقصر؛ أي الحديقة والتماثيل والمنحوتات الموجودة فيها. ففي لحظة الانفجار كنا نستضيف حفل زفاف صغيرًا، وكان العريس ينتظر وصول عروسه لإتمام إجراءات الزفاف. ولكن شاء القدر أن يتوقف كل شيء في لحظة؛ تمامًا كما توقفت الحياة في بيروت. فهذه الباحة نخصصها لإقامة المعارض وحفلات الزفاف والخطوبة وعروض الرسم والأزياء".واتبع رودريغ كوكرن هذه الطريقة في استضافة نشاطات مختلفة ليؤمن مدخولًا ماديًا يصرف على أعمال الصيانة التي يحتاجها القصر سنويًا. وتعدّ هذه الحديقة الكبرى من نوعها في قصور بيروت، وهي مزروعة بنحو 80 نوع زهور وبأشجار السرو والنخيل والجاكاندرا وغيرها. كما تتوسطها أجران رخامية وبركة مياه كبيرة. وفي هذه الحديقة أنشدت فيروز تراتيل خاصة بالجمعة العظيمة وأحد القيامة. كما جرى فيها تصوير لقطات من أفلام سينمائية وكليبات غنائية وشهدت عروض أزياء عالمية.

والمعروف أن الليدي إيفون كوكرن، وإصرارًا منها على الحفاظ على الأبنية التراثية في بيروت، أسست في عام 1960 مؤسسة "أبساد" للتشجيع على حماية المواقع التراثية. وفي "اليوم الوطني للتراث" من كل عام، تفتح إيفون كوكرن أبواب قصرها أمام الزوار ليطلعوا عن قرب على ميزاته التاريخية والفنية.وكان انفجار مرفأ بيروت الثلاثاء الماضي قد أتى على عدد من المباني التراثية في بيروت، وكذلك على عدد من معارضها ومتاحفها.


قد يهمك ايضا :

توتر في محيط مجلس النواب اللبناني ومحتجون يرشقون القوى الأمنية بالحجارة

فرق الإنقاذ تنتشل 5 جثث وحصيلة جديدة لضحايا مأساة انفجار مرفأ بيروت

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصر الليدي كوكرن تاريخ عريق طاله انفجار بيروت والخسائر لا تٌقدّر بثمن قصر الليدي كوكرن تاريخ عريق طاله انفجار بيروت والخسائر لا تٌقدّر بثمن



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 01:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
 صوت الإمارات - الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 صوت الإمارات - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:21 2015 الأربعاء ,11 شباط / فبراير

افتتاح معرض "ألوان السعودية" المتنقل في جدة

GMT 07:14 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الرميحي يزور جناح دولة قطر في معرض "اكسبو 2015"

GMT 20:48 2013 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج جديد فى إذاعة الشرق الأوسط عن التعديلات الدستورية

GMT 13:26 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مقهى ثقافي ومسابقة تصوير في معرض كتاب شرطة دبي

GMT 11:40 2015 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

"أبوظبي للسياحة" تنظم معرض "ميادين الفنون"

GMT 07:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

جبل بوزداغ من أروع المناطق السياحية للتزلج

GMT 05:28 2016 السبت ,27 شباط / فبراير

HTC تنشر أول صورة تشويقية لهاتفها المرتقب One M10

GMT 11:02 2013 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

بحث تطوير مشروع جامعة عمان مع كامبريدج

GMT 03:34 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يستقطب أكثر من 600 ألف زائر

GMT 08:27 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميثاء الخياط تعرّف الأطفال بطرق قص مبتكرة في "الشارقة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates