قصر الليدي كوكرن تاريخ عريق طاله انفجار بيروت والخسائر لا تٌقدّر بثمن
آخر تحديث 23:34:17 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تكلفة ترميمه تفوق المليون دولار بعد تضرر محتوياته وتحطّم واجهاته

قصر "الليدي كوكرن" تاريخ عريق طاله انفجار بيروت والخسائر لا تٌقدّر بثمن

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - قصر "الليدي كوكرن" تاريخ عريق طاله انفجار بيروت والخسائر لا تٌقدّر بثمن

قصر
القاهرة - صوت الامارات

يعدّ "قصر سرسق" المعروف بـ"قصر الليدي كوكرن" متحفًا قائمًا بذاته؛ لما يتضمن من قطع فنية تاريخية نادرة تعود إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر.اليوم يسجل هذا القصر خسائر فادحة على الصعيدين التراثي والفني معًا بعدما طاله انفجار مرفأ بيروت جراء اشتعال 2750 طنًا من مادة نيترات الأمونيوم المخزنة في أحد عنابره.موقع القصر في شارع السراسقة بمنطقة الأشرفية عرّضه ومقتنياته لخسائر مادية كبيرة؛ لأن الطابقين اللذين يتألف منهما إضافة إلى حديقته الغنّاء كلها تضررت بشكل كبير. فهو؛ كغيره من المباني التراثية والمتاحف الفنية والعمارات السكنية في بيروت، نال حصّته من هذه الكارثة التي وقعت في 4 أغسطس (آب) الحالي.جيسيكا مقدسي، المساعدة الخاصة لرودريغ كوكرن نجل صاحبة القصر إيفون كوكرن، تؤكّد أن مصاب القصر كبير لم يسبق أن شهد مثله حتى في أيام الحرب. أما خسائره، فلم يجر إحصاؤها بعد؛ إذ يتطلب دراسة دقيقة، سيما أن بعض موجوداته القيمة تاريخيًا لا يمكن تعويضها ماديًا. وتقول مقدسي "القصر أصبح بدوره منكوبًا تمامًا كما مدينة بيروت التي تحتضنه. فالإصابات الجسيمة طالت باحاته الخارجية كما الداخلية. لوحاته الزيتية كما التحف وجدارياته الأثرية وثرياته النادرة، إضافة إلى أبوابه الحديدية والنحاسية، طالها الانفجار فشوهها".تسكن الليدي إيفون كوكرن في الطابق الأرضي من القصر، فيما يشغل ابنها رودريغ وعائلته الطابق الثاني منه. وتروي جيسيكا في سياق "بلحظة الانفجار كانت الليدي كوكرن في القصر، وأصيبت بجروح تسببت في نقلها إلى المستشفى. ولكنها اليوم بحالة جيدة بعد أن تعافت وعادت إليه بخير".

نوافذ المنزل وواجهاته الزجاجية دمرت بشكل كامل وتساقطت على الأرض وتناثرت في أرجاء القصر إثر الانفجار، وهو ما أدى إلى إصابة الليدي كوكرن. "حتى أسقف القصر المزخرفة بأيادي حرفيين لبنانيين وإيطاليين تم استقدامهم من بلدهم الأم للمشاركة في إنشاء المنزل، طالها انفجار مرفأ بيروت فوقع قسم منها"؛ تقول جيسيكا، التي تشير إلى أن تابلوهات وخشبيات وقطع ليموج من نابولي وسيسيليا وغيرها من المدن الإيطالية، تحطمت بسبب الكارثة.الليدي إيفون كوكرن تتمتع بجذور أوروبية نسبة إلى والدتها دونا ماريا إيطالية الأصل. أما القصر فقد شيد في عام 1860 على يد موسى سرسق جدّ الليدي كوكرن. وهذه الأخيرة كانت قد تزوجت من لورد آيرلندي من آل كوكرن فحملت كنيته. وكونها الابنة الوحيدة لوالدها ألفرد كوكرن ورثت إيفون القصر الذي لا تزال تعيش فيه حتى اليوم.

تبلغ مساحة القصر 11 ألف متر مربع، ويشغل البناء نحو 500 متر منها، فيما المساحة المتبقية تحتلها حديقة القصر. ويمزج القصر بين الهندسة اللبنانية العريقة المزدانة بالقناطر وتلك الإيطالية المميزة بزخرفاتها. واجهتاه الشمالية والجنوبية تطبعهما العراقة اللبنانية، فيما الواجهتان المتبقيتان الغربية والشرقية تحملان نفحة الهندسة الإيطالية بامتياز.تضيف محدثتنا أن "الباب النحاسي في الطابق الثاني من القصر الموقع من قبل أحد أبرز الحرفيين في تلك الفترة متري طرزي، إضافة إلى الباب الحديدي الرئيسي للقصر المحاط بإطار خشبي، تضررا بشكل كبير جراء الانفجار". كما يتضمن القصر من ناحية غرفة الطعام أبوابًا خشبية استقدمت من كنائس في مدينة نابولي الإيطالية، وتضررت أيضًا بفعل الانفجار. والأمر نفسه أصاب القبة الزجاجية للقصر التي تعلو سلمًا داخليًا مزدوجًا استقدمت ركائزه من اسكوتلندا ويصل الطابقين معًا. "حتى الـ(درابزين) الحديد المشغول للسلالم تكسر"؛ تعلق جيسيكا مقدسي في حديثها لـ"الشرق الأوسط".

وعن التكلفة المتوقعة لترميم القصر؛ تقول جيسيكا مقدسي: "لا يمكننا بعد تحديد خسارتنا في القصر؛ لأنها شاملة وكبيرة، ولكنها بالتأكيد تتجاوز المليون دولار". وعن الخطة المستقبلية التي يضعها رودريغ كوكرن لاستعادة الحياة في القصر، تقول مقدسي: "ينوي السيد رودريغ كوكرن البدء بترميم الباحة الخارجية للقصر؛ أي الحديقة والتماثيل والمنحوتات الموجودة فيها. ففي لحظة الانفجار كنا نستضيف حفل زفاف صغيرًا، وكان العريس ينتظر وصول عروسه لإتمام إجراءات الزفاف. ولكن شاء القدر أن يتوقف كل شيء في لحظة؛ تمامًا كما توقفت الحياة في بيروت. فهذه الباحة نخصصها لإقامة المعارض وحفلات الزفاف والخطوبة وعروض الرسم والأزياء".واتبع رودريغ كوكرن هذه الطريقة في استضافة نشاطات مختلفة ليؤمن مدخولًا ماديًا يصرف على أعمال الصيانة التي يحتاجها القصر سنويًا. وتعدّ هذه الحديقة الكبرى من نوعها في قصور بيروت، وهي مزروعة بنحو 80 نوع زهور وبأشجار السرو والنخيل والجاكاندرا وغيرها. كما تتوسطها أجران رخامية وبركة مياه كبيرة. وفي هذه الحديقة أنشدت فيروز تراتيل خاصة بالجمعة العظيمة وأحد القيامة. كما جرى فيها تصوير لقطات من أفلام سينمائية وكليبات غنائية وشهدت عروض أزياء عالمية.

والمعروف أن الليدي إيفون كوكرن، وإصرارًا منها على الحفاظ على الأبنية التراثية في بيروت، أسست في عام 1960 مؤسسة "أبساد" للتشجيع على حماية المواقع التراثية. وفي "اليوم الوطني للتراث" من كل عام، تفتح إيفون كوكرن أبواب قصرها أمام الزوار ليطلعوا عن قرب على ميزاته التاريخية والفنية.وكان انفجار مرفأ بيروت الثلاثاء الماضي قد أتى على عدد من المباني التراثية في بيروت، وكذلك على عدد من معارضها ومتاحفها.


قد يهمك ايضا :

توتر في محيط مجلس النواب اللبناني ومحتجون يرشقون القوى الأمنية بالحجارة

فرق الإنقاذ تنتشل 5 جثث وحصيلة جديدة لضحايا مأساة انفجار مرفأ بيروت

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصر الليدي كوكرن تاريخ عريق طاله انفجار بيروت والخسائر لا تٌقدّر بثمن قصر الليدي كوكرن تاريخ عريق طاله انفجار بيروت والخسائر لا تٌقدّر بثمن



GMT 13:17 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك ظروف جيدة خلال هذا الشهر

GMT 18:02 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

برابوس تكشف عن "مرسيدس E63 AMG" بقوة 789 حصان

GMT 00:59 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حبوب البن تقي الجسم من أمراض كثيرة

GMT 15:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

طُرق بسيطة بشأن تحويل حديقة صغيرة إلى أخرى مُميَّزة

GMT 09:16 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستضيف العام الجديد 2016

GMT 10:48 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حاكم الشارقة يفتتح أعمال "الاتحاد العربي للنقل الجوي"

GMT 08:22 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

لاعبة ترفض الوقوف حدادا على مارادونا بسبب "أفعاله"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates