أعلن الدكتور مصطفى وزيرى، رئيس المجلس الأعلى للآثار، عن كشف أثري جديد في محافظة سوهاج وتحديدا مينة أخميم، عبارة عن مقبرة مزدوجة من العصر البطلمى لشخص يدعى "توتو" وزوجته "تا شريت إيزيس" وكانت تشغل منصب عازفة الصلاصل (الشخشيخة) الخاصة بالآلهة حتحور، هذا بالإضافة إلي بقايا آدمية ومجموعة من دفنات لطيور وحيوانات. وأوضح الدكتور مصطفى وزيرى، أن المقبرة فى حالة جيدة من الحفظ وتتميز بجمال نقوشها وألوانها الزاهية.
وأكد وزيري أن المقبرة في حالة جيدة من الحفظ و تتميز بجمال نقوشها وألوانها الزاهية كما تحمل النقوش أيضا أسماء لبعض أفراد عائلة صاحبي المقبرة، ومنها أسماء كل من والدها ووالدتها، ووالد و والدة زوجها ,وتتكون المقبرة من غرفتين زين مدخل الغرفة الثانية بالكورنيش المصري عليه قرص الشمس المجنح، أما العتب فزين بقرص شمس آخر مكتوب على جانبية لقب حورس سيد السماء ،و أثناء أعمال الحفر الأثري عثرت البعثة على تابوتين من الحجر الجيري بداخلهما دفنات آدمية.
وتعد مدينة الأساطير الصعيدية أخميم، التي وجدت فيها بردية الحكيم عنخ شاشنجي آخر حكماء مصر الفرعونية في القرن التاسع عشر، وجد فيها مقبرة لـ"حاملة الشخشيشة"، وهى إحدى أهم الآلات الموسيقية التي اختصت بها المعبودة حتحور ألهه الحب والجمال والموسيقى، مثلما تم تصويرها في معبد دندرة بقنا، فيما يؤكد الأثريون أيضاً أن الصلاصل الشخشيشة كانت تستخدم أساساً فى تهدئة الغضب وإرضاء المعبودات والرجال، بجانب إراحة النفس وإدخال النشوة عند سماع النغمات والموجات الموسيقية المختلفة.
إقرا ايضًا:
افتتاح تمثال أثري للملك رمسيس الثاني بعد إعادة ترميمه
وعن نصوص مقبرة توتو، ابن يوحات المكتشفة بمنطقة الديابات بأخميم، قال الأثري والباحث في اللغة الهيروغليفة محمد حسن جابر في تصريحات لمصادر إعلامية مصرية، إن توتو من الآلهة المصرية القديمة، وكان للحماية، وشكله كان بجسم أسد ووجه بشري، أما مناظر المقبرة الملتقطة للمقبرة التي تضم رفاته مع زوجته تتحدث بالكثير من التفاصيل عن شروق رع فى ساعاته الأولى حسب المعتقدات الفرعونية القديمة.
وأضاف حسن، أن الصور والرسومات التي تخص زوجته كثيرة ورائعة، بينما أحد المناظر تتحدث عن "أوزير" زعيم الغربيين المعبود العظيم سيد مدينة أبيدوس، حيث يظهر النقش "تأتى لك الأوزيرية عازفة الصلاصل شرت إيزيس صادقة الصوت ابنة ثامو صادق الصوت المولودة من سيدة الدار اتب ورت".
ويؤكدون الأثريون أن الشخشيشة استُخدمت في مصر القديمة من أجل الترفيه عن الأطفال والمواليد، وظلت على هذا النحو إلى أن حرصت الكاهنات بعد ذلك على إدخالها ضمن النطاق الكهنوتي في المعابد المصرية القديمة، من خلال إمساكها بالصلاصل وهزها لكي تعطى صوتاً موسيقيا رناناً، يسر الآلهة بما يتماشى مع المعتقدات المصرية القديمة، حيث كان يتم استحضار روح حورس من خلالها كما تدل المعتقدات الفرعونية.
ويوضح الأثري محمد حسن جابر، أن المقبرة حوت الكثير من النقوش، وهي عبارة عن تراتيل مثل "بواسطة ايزيس العظيمة القاطنة فى قلب مينة آبو"، وترتيل آخر يقول "أتيت لرؤيتك يا أوزير"، كما حوت المقبرة مناظر تصوير لمجموعة من حاملى شارات الآلهة يرفعها الكهنة، بالإضافة لتمثيل رحلة قارب رع.
وعن أهم المكتشفات التي وجدت في أخميم مدينة الأساطير قديما، قال المؤرخ فرنسيس أمين إنها لاتعد ولا تحصي، مؤكداً أنه وجدت بها برديات رياضية تثبت أن علم الرياضيات بدأ من مصر، مثلما وجدت بها لوحات الكتابة وبرديات أعظم الحكماء في مصر "عنخ شاشنجي" حكيم عين شمس في القرن الخامس قبل الميلاد.
وأوضح أن الكثير من علماء مصر عملوا بها، مثل الدكتور يحيي المصري ومحمود مبروك، هذا بالإضافة لقيام المرممون المصريون بعمل مجهودات خارقة في إعادة تمثال رمسيس الثاني وابنته ميريت آمون، مؤكدًا أن الاكتشافات الأخيرة بالإضافة إلي مرويات التاريخ، تشير إلى إن أخميم من أهم المدن الأثرية والسياحية في صعيد مصر.
قد يهمك أيضا :
وزارة الآثار المصرية تُعلن استرداد 222 قطعة أثرية من الخارج
الآثار تضع التصور النهائى لسيناريو العرض وأجهزة التأمين بالمتحف الأتونى
أرسل تعليقك