شهدت محافظة الأقصر، سلسلة من الاكتشافات الأثرية المذهلة خلال عام 2017، والتي قامت بها مجموعة من البعثات الأثرية المصرية والأجنبية العاملة في المواقع المختلفة في البرين الشرقي والغربي لمدينة الأقصر.
وبدأت الاكتشافات الأثرية خلال عام 2017 في الأقصر، في 18 نيسان/ أبريل 2017، حيث نجحت البعثة المصرية بالبر الغربي في الأقصر في الكشف عن محتويات مقبرة أوسرحات في منطقة ذراع أبو النجا وهي تعود للأسرة الثامنة عشر، حيث عثر بداخلها على مجموعة من المومياوات وتماثيل الأوشابتي وأقنعة "ماسكات" ملونة بماء الذهب وأقنعة خشبية ويد خشبية لغطاء تابوت والبقايا الأثرية.
وفي 3 أيار/ مايو 2017، تمكنت البعثة الإسبانية في منطقة ذراع أبو النجا من الكشف عن بقايا حديقة جنائزية من الدولة الوسطى في الفناء المفتوح للمقابر الصخرية، والتي لم يتم العثور على مثلها من قبل في مدينة طيبة القديمة، حيث أن الحدائق الجنائزية لم تكن معروفة من قبل لدى الأثريين إلا عن طريق النقوش والجداريات المرسومة على مداخل مقابر الدولة الحديثة، وتقدر مساحتها بنحو 2× 3 أمتار، ومقسمة إلى مربعات يقدر حجم كل واحدة منها بنحو 30 سم، والتي من المرجح أنها كانت تحتوي على أنواع مختلفة من النباتات والزهور، وفي وسط الحديقة يوجد منطقتين مرتفعتين من المرجح أن تكون منطقة لزراعة الأشجار، كما عثرت البعثة أيضًا في أحد جوانب الحديقة على جذر وجذع شجرة صغيرة طوله ٣٠ سم يرجع عمرهما إلى ٤٠٠٠ عام ق.م، بالإضافة إلى وعاء يحتوي على البلح وغيرها من الفواكه، التي من المحتمل أنها كانت تقدم كقرابين.
كما عثرت البعثة على مقصورة جنائزية صغيرة بالقرب من واجهة المقبرة الصخرية عثر بداخلها على ثلاثة صلايات جنائزية ترجع لعصر الأسرة ١٣، صاحب الصلاية الأولى يدعى رينيف سينيب والثانية لشخص يدعى خيمينيت ابن سيدة القصر إدينو، مؤكدًا أن أعمال الحفر ستستمر في هذه المنطقة لكشف المزيد من أسرارها.
وفي 17 أيار/ مايو 2017، نجحت بعثة جامعة Alcala الإسبانية في اكتشاف 56 آنية فخارية تحتوي على مواد التحنيط الخاصة بالوزير "إبي" وزير الدولة من عهد الملك أمنمحات الأول "عصر الدولة الوسطى" والتي تحمل رقم TT315 بالدير البحري غرب الأقصر، حيث تتضمن الأواني المكتشفة عددًا من اللفائف الكتانية وضمادات وأغطية رفيعة، ربما كانت تستخدم لتغطية الأصابع أثناء عملية التحنيط، بالإضافة إلى أجزاء من جثة الوزير "إبي".
وفي 9 أيلول/ سبتمبر 2017، تم الإعلان عن اكتشاف مقبرة أمنمحات صانع الذهب (KAMP 390) بواسطة البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة ذراع أبو النجا في البر الغربي في الأقصر، والتي تم العثور بداخلها على أجزاء للوحة تقديم القرابين من الحجر الجيري لصاحب المقبرة، وتمثال مزدوج من الحجر الرملي لشخص يدعى "مح" وكان يعمل تاجرًا بمعبد تحتمس الثالث، وبقايا لـ4 توابيت خشبية مزينة بكتابات هيروغليفية ومناظر لآلهة مختلفة ترجع لعصر الأسرات "21 – 22"، بالإضافة إلى 150 تمثالًا "أوشابتي" مصنوعة من الفيانس والخشب والطين المحروق والحجر الجيري ،بعضهم يحمل اسم "باخنسو" و"عنخ خونسو".
وفي 4 كانون الأول/ ديسمبر، أعلنت بعثة ترميم تمثالي ممنون ومعبد أمنحتب الثالث في منطقة كوم الحيتان بالبر الغربي جنوب مصر "البعثة الأثرية المصرية الأوروبية العاملة" عن اكتشاف 27 تمثالًا كاملًا وأجزاء للإلهة «سخمت» "التي لقبت بعين رع"، وذلك أثناء أعمال الحفائر.
وفي 9 كانون الأول/ ديسمبر 2107، أعلنت البعثة المصرية العاملة في منطقة ذراع أبو النجا عن الكشف عن مقبرتين المقبرة الأولى تاريخها يعود لنهاية الأسرة السابعة وبداية الثامنة عشر، وذلك من خلال العثور على خرطوش عليه اسم الملك تحتمس الأول، كان موجودًا في سقف الصالة الطويلة بالمقبرة، كما عثر بها على أجزاء خشبية لعدد من التوابيت أهمها قناع خشبي كبير يمثل جزء من التابوت ذو الشكل الأوزيري، وقناع خشبي صغير وملون، وجزء من قناع خشب مطلي بلون ماء الذهب في حالة سيئة من الحفظ، وعدد 4 أرجل لكراسي خشبية خاصة بالأثاث الجنائزي، وقطعة خشب تمثل الجزء السفلي لتابوت بالهيئة الأوزيرية عليه منظر للآلهة "إيزيس" رافعة يديها.
أما المقبرة الثانية والتي بدأت العمل بها بعثة ألمانية خلال التسعينات ووصلت إلى المدخل فقط ولكن لم تستكمل أعمال التنقيب حتى أتت البعثة المصرية الأثرية وأعادت اكتشافها من جديد، حيث عثر بداخلها على عدد 100 ختم جنائزي، وأقنعة خشبية ملونة، و450 تمثالًا مصنوعًا من مواد مختلفة منها الفيانس والخشب والفخار، وصندوق صغير على شكل تابوت خشبي مكون من صندوق وغطاء مفرغ من الداخل غالبًا كان مخصصًا لحفظ تمثال أوشابتي طوله 17سم وعرضه 6سم، ومجموعة من الأواني الفخارية مختلفة الأشكال والأحجام، ومومياء محنطة وملفوفة بالكتان يديها على الصدر وتأخذ الشكل الأوزيري عثر عليها داخل الرديم بالصالة الطولية.
وكانت الأقصر قد شهدت في عام 2016 ، 3 اكتشافات أثرية مهمة، حيث شهد شهر أيار/ مايو 2016، الكشف عن مقبرة الزوجة الإلهية "كاروماما" في معبد الرامسيوم في الأقصر، عن طريق أعمال الحفائر التي تجريها بعثة الآثار الفرنسية بطيبة الغربية ومركز دراسات ووثائق الآثار المصرية.
وفي 25 آب/ أغسطس 2016، اكتشفت البعثة المصرية الأميركية المشتركة لمشروع ترميم جنوب العساسيف في الأقصر، حجرة دفن عمدة طيبة من عصر الأسرة الخامسة والعشرين والذي حمل لقب الكاهن الرابع لآمون والمدعو «كاراباسكن»، وذلك بمقبرة رقم TT 391، حيث عثر بداخل حجرة الدفن على تابوت ضخم من الغرانيت الأحمر الذي يعد النموذج الوحيد للتوابيت الكوشية بمقابر علية القوم.
وفي 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، نجحت البعثة الإسبانية بمعبد ملايين السنين في غرب الأقصر والخاص بالملك تحتمس الثالث في الكشف عن مقبرة خادم البيت الملكي «آمون إير إن إف» بالجانب الخارجي من الجدار الجنوبي للمعبد، والتي ترجع إلى عصر الانتقال الثالث وقد عُثر بها على مومياء داخل تابوت.
أرسل تعليقك