رسائل إلى الشافعي كتاب يوثّق خطابات المصريين إلى الإمام
آخر تحديث 00:22:13 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تكلّفت أعمال ترميم المسجد فقط نحو 13 مليون جنيه مصري

"رسائل إلى الشافعي" كتاب يوثّق خطابات المصريين إلى الإمام

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "رسائل إلى الشافعي" كتاب يوثّق خطابات المصريين إلى الإمام

مسجد الإمام الشافعي
القاهره- صوت الإمارات

ينتظر المصريون بشغف المحبين، إعادة افتتاح ضريح الإمام الشافعي الذي ظل مغلقا لنحو 4 أعوام منذ نهاية عام 2016، بسبب أعمال الترميم التي تطال قبته الشهيرة، إضافة إلى الضريح ذاته من الداخل، حرموا خلالها من الدخول إليه مكتفين بالوقوف بالخارج، حيث تم افتتاح المسجد فقط.ويتناول الباحث الراحل سيد عويس في كتابه "رسائل إلى الإمام الشافعي" (1965) قصص الكثير من خطابات المصريين إلى الإمام، ويحلل مضمونها.

وضريح وأبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المطلِبي القرشي وهو ثالث الأئمة الأربعة، الذي يرقد فيه منذ نحو 1200 عام، بعد رحلة علم طويلة تنقل خلالها بين غزة والحجاز واليمن والعراق، ثم كتب الفصل الأخير في حياته هنا، في حي الخليفة جنوب شرقي العاصمة المصرية، لديه مكانة خاصة في قلوب المصريين

ويعود بناء المسجد إلى عهد الخديوي توفيق عام 1891، ووفقا لوزارة الأوقاف المصرية فإن أعمال ترميم وإصلاح المسجد التي نفذتها شركة المقاولون العرب تكلفت نحو 13 مليون جنيه مصري (نحو 828 ألف دولار أميركي).

من المعروف تأثر المصريين بالأئمة وأهل البيت والتبرك بهم، ورغم استنكار البعض لهذه الثقافة الشعبية فإنها ظلت جزءا أصيلا من الفلكلور المصري.

ويورد عويس عن قصص الرسائل التي كان تُودع في مقصورة الضريح، وكان كثير منها يرسل بالبريد ويتسلمها المسؤول عن الضريح، ثم يجمعها ويعدمها كل أسبوع، وكانت تكتب في صورة شكوى أو مظلمة إلى قاضٍ، يكتبها كتّاب العرائض لأصحاب الحاجات، ومن بينها شكوى من مواطن من محافظة بني سويف يتظلم فيها في بدايات الخمسينيات، من سرقة محصول القطن.

هذا الموروث الشعبي توقف بأوامر حكومية، فلم يعد هناك رسائل مكتوبة منذ نحو 20 عاما، حسبما قال حاتم فتح الله إمام المسجد لـموقع "سكاي نيوز عربية"، مؤكدا أنه رغم ذلك لم تتوقف مناجاة المصريين بالهمسات أمام الضريح.

ويوضح: "يأتي إلى هنا عشرات المصريين يوميا إضافة إلى زوار من مختلف دول العالم، خاصة من دول شرق آسيا، يقفون بانتظام في طابور طويل أمام باب الضريح المغلق، ويبثون شكواهم في صمت ولوعة".

أم مريم، كانت إحدى الزائرات، تصطحب معها ابنتها وحفيدتها، وتقول لـموقع "سكاي نيوز عربية": "نأتي إلى هنا لنلقي أحمالنا وهموم الحياة. ما دفعني للمجيء اليوم تراكم الديون، فجئت أدعو الله وأقرأ الفاتحة للإمام لعل الفرج يأتي قريبا".

دعم روحي

الضريح يستلهم روحه من محيطه، حيث "يوجد كثير من مقابر الأولياء والصالحين، منهم الإمام الليث بن سعد"، هكذا أوضح الباحث الأثري معاذ لافي.

ويرجع لافي تعلق المصريين بالشافعي والليث بن سعد إلى إرثهم الديني الممتد منذ عهد المصريين القدماء حتى الآن، فـ"المصري اعتاد أن يشعر دائما بوجود داعم روحي في حياته".

وبخصوص البعد التاريخي لأهمية الإمام الشافعي لدى المصريين، يقول لافي لموقع "سكاي نيوز عربية": "هذه الأهمية بدأت في حياته وبعد وفاته، وهنا تخبرنا المصادر الأثرية بأن الضريح كان موجودا في عهد الفاطميين. كان المصريون يُجلّون الشافعي".

وتابع: "بحسب خطط المقريزي فإن الوزير نظام الملك في عهد الخليفة العباسي القادر، طلب من الوزير الفاطمي بدر الدين الجمالي نقل رفات الشافعي إلى العراق لإقامة المدرسة النظامية التي أحيت المذهب السني في العراق، ورغم موافقة الوزير الفاطمي فإن الاحتجاجات الشعبية أوقفت نقل الرفات".

ويشير الباحث إلى أن القبة الشهيرة الموجودة حاليا أنشئت في عهد الملك الكامل، وهي مصنوعة من الرصاص ومكسوة بالخشب، ودفن بها إلى جوار الشافعي الأميرة شمسة زوجة صلاح الدين الأيوبي، ورفات والده الكامل، إضافة إلى رفات العزيز بن صلاح الدين الأيوبي، كما أحاط ضريح الأمام عديد من مدافن فقهاء الشافعية، لكنهم لم يدفنوا إلى جواره، ولا توجد قائمة معروفة بأسمائهم.

ترميم واكتشافات

أما أعمال الترميم التي تتم في الضريح الآن، فتحدثنا عنها المهندسة المعمارية مي الإبراشي، منسقة مبادرة "الأثر لنا" المسؤولة عن تنفيذ الأعمال، فتقول: "بدأنا العمل في المشروع منذ نهاية 2016 بتمويل من صندوق السفراء الأميركي للحفاظ على التراث، ومع بداية العمل واجهتنا عديد من المشاكل، أبرزها المياه الجوفية التي تسببت في هبوط أرضية الضريح، إضافة إلى الرطوبة الموجودة في جدرانه".

وتكشف الإبراشي لموقع "سكاي نيوز عربية" كواليس العثور على ضريح قديم أثناء أعمال الترميم، قائلة: "أثناء معالجة مشكلة الهبوط الأرضي قمنا بعملية إحلال تربة تستدعي إزالة متر من الأرضية القديمة، أثناء ذلك اكتشفنا بقايا ضريح أقدم للإمام الشافعي يعود للعصر الفاطمي، إضافة إلى العثور على ألف قطعة من العناصر المزخرفة".

وتوضح: "الضريح القديم -المكتشف أثناء الترميم- دفن فيه الإمام الشافعي، ولا توجد أي إشارات في المراجع التاريخية عنه، لكن ما نعرفه أن الشافعي دفن في البداية في مقبرة عائلة ابن عبد الحكم، وتحول المدفن إلى مزار بعد دفن الشافعي فيه، ويدل طراز الضريح القديم أنه يعود إلى العصر الفاطمي أي منتصف القرن الثاني عشر الميلادي".وتضيف: "من الاكتشافات المهمة التي عثرنا عليها، وجود نصين تأسيسيين، أولهما موجود على الواجهة الشرقية، وهو بداية النص الموجود على الواجهة الأصلية للقبة، وهو عبارة عن جملة (بسم الله الرحمن الرحيم)، وفي الجهة المقابلة عثرنا على نص آخر يذكر فيه اسم الملك كامل محمد، ويوجد أعلاه طبقة من الطلاء تعود إلى العصر العثماني لشخص رمم الضريح".

ومن المتوقع الانتهاء من أعمال الترميم للقبة والضريح خلال أبريل المقبل قبل حلول شهر رمضان، هكذا أوضحت منسقة مبادرة "الأثر لنا"، مؤكدة الانتهاء من نحو 90 بالمئة من أعمال الترميم التي تتكلف نحو 20 مليون جنيه بتمويل أساسي من صندوق السفراء، تحت إدارة السفارة الأميركية في القاهرة، إضافة إلى وجود تمويل إضافي من عدد من المانحين "نستعين بهم في بعض الأعمال المحددة".

قد يهمك أيضًا:

وزراء مصريون يفتتحون مسجد الإمام الشافعي بعد الانتهاء من أعمال ترميمه

وزارة الأوقاف المصرية تُقرِّر نشر خطبة الجمعة بعشر لغات

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسائل إلى الشافعي كتاب يوثّق خطابات المصريين إلى الإمام رسائل إلى الشافعي كتاب يوثّق خطابات المصريين إلى الإمام



GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 صوت الإمارات - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 صوت الإمارات - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 01:44 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

جيمي أيوفي يستمتع مع أسرته في "أتلانتس دبي"

GMT 10:11 2012 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الطاقة الإثيوبي: في طريقنا لاستكمال مشروع سد النهضة في 2015

GMT 19:07 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

اسباب تضخم الكبد وطرق العلاج

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

صفّ السيارات يتسبب في مشاجرة بالضرب بين رجل وفتاة في تكساس

GMT 20:58 2013 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

أول اجتماع لرئيس التليفزيون لبحث تطوير القنوات المصرية

GMT 06:43 2015 الجمعة ,19 حزيران / يونيو

الطقس في الإمارات الجمعة مغبرًا جزئيًا

GMT 01:51 2016 الثلاثاء ,29 آذار/ مارس

افضل التصاميم البارزة لأحذية ربيع 2016

GMT 11:53 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام مسابقة الخطابة باللغة العربية للجامعات الصينية

GMT 22:33 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

إطلالة مثيرة للموديل هايدي كلوم في حفل "أمفار"

GMT 02:28 2014 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

"الإسلاميّون" يعتبرون "العلمانيّة" ارتدادًا عن الدين

GMT 14:55 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

طاهية تصنع قطار من خبر الزنجبيل "بالحجم الطبيعي" في سيدني

GMT 22:11 2013 الأربعاء ,29 أيار / مايو

الموسيقى المعاصرة على "راديو فرنسا" الأربعاء

GMT 03:26 2013 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

مجدي يعقوب يجري 3 عمليات "قلب مفتوح"

GMT 15:12 2013 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

جامعة عثمانية إحدى أبرز جامعات الهند وآسيا

GMT 18:29 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الجامعة الأميركية في الإمارات تنظم مؤتمرًا عن "الناتو"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates