فنان يكسر عزلة المُسنّين في قرية تايوانية باستعمال رسوم الغرافيتي المُلوّنة
آخر تحديث 13:42:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

لإضفاء روح من التجدّد والحيوية إلى مناطق هجرها صغار السنّ

فنان يكسر عزلة المُسنّين في قرية تايوانية باستعمال رسوم "الغرافيتي" المُلوّنة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - فنان يكسر عزلة المُسنّين في قرية تايوانية باستعمال رسوم "الغرافيتي" المُلوّنة

فنان يكسر عزلة المُسنّين
تايبيه-صوت الامارات

بات الشيوخ يشكّلون السواد الأعظم من السكان، في قرية روان شياو الرابضة على سفح الجبال في وسط تايوان، غير أن الفنان وو تسون-شيين، حاول إضفاء نفحة شبابية على المنطقة من خلال رسم جداريات مُلوّنة على المنازل.

ويغمس هذا الفنان ريشته في علبة طلاء ليضع طبقات جديدة من اللون على لوحة زاهية لقرويين يعتمرون قبعات تقليدية من خشب الخيزران، وخلفه، يجتاز قروي مسن بصعوبة الطريق متّكئا على عصاه في الشارع المزدان بالجداريات الملونة.

ويقول الفنان البالغ 55 عاما "هذه القرية مليئة بالمسنين". فقد نزح غالبية الشباب بينهم أبناؤه، إلى المدينة وبات السكان الأكبر سنا يشعرون بالوحدة. وقد عمل هذا الرجل سابقا حارسا للسجون وبستانيّا، وبات مستشارا فنيا لأحد المتنزهات العلمية، وهو يمارس هواية الرسم هذه للمتعة الشخصية منذ العام 2007. وتستقطب جدارياته زوارا من الشباب إلى روان شياو حيث يتهافتون على التقاط صور سيلفي إلى جانب هذه الأعمال الفنية.

ويقول وو "هذه الرسوم تستقطب سياحا كثيرين وتراجعت حدة الضجر لدى المسنين. هذا أكبر نجاح لي". وتضم تايوان حاليا بضعا من "قرى الجداريات" هذه الساعية إلى إضفاء روح من التجدد والحيوية إلى مناطق هجرها شبابها. وكما في أنحاء العالم، غيّر التحول الاقتصادي الذي تشهده الجزيرة منذ عقود المشهد القروي في البلاد وأدى إلى تحولات سكانية كبيرة.

غير أن هذه الظاهرة في تايوان "أحدث عهدا من مناطق أخرى"، بحسب شيلي ريغر المتخصصة في شؤون هذه الجزيرة في جامعة ديفيدسون كولدج الأميركية.

والسبب يعود إلى أن النشاط الصناعي بقي لفترات طويلة في الأرياف. وتقول ريغر "الناس كانوا يحيكون الأزياء المخصصة لدمى باربي في منازلهم، ثم كانوا يحضرونها إلى المصنع المتخصص في التغليف في وسط القرية".

وفي روان شياو على سبيل المثال، كانت تصنّع أضاح من الورق لإحراقها في مراسم تقليدية في المعابد. لكن في التسعينات، انتقلت النشاطات الصناعية إلى الصين وزالت هذه المهن. وتضيف الباحثة "بهذه الطريقة فرغت المناطق الريفية من قاطنيها".

وتسجل تايوان ذات الـ23 مليون نسمة تشيخا سكانيا متسارعا. فمعدل الخصوبة في هذا البلد أدنى من المستوى المطلوب لتجدد الأجيال منذ 1984. وتراجعت الولادات إلى 180 ألف ولادة سنة 2018، في أدنى مستوى منذ ثماني سنوات.

يعيش في منزل آل وو والد زوجة الفنان (81 عاما) وزوجته (72 عاما). ولا يزال هذان الزوجان يحرثان الأرض في الجبال المجاورة حيث يزرعان الخضر.

وترك نجلا وو القرية لمتابعة دراستهما الجامعية، أحدهما إلى استراليا والثاني إلى مدينة مجاورة.

وتوضح زوجته فان أي-هسيو أن محاولات استقطاب السياح الشباب إلى روان شياو لا يحركها الدافع الاقتصادي بمقدور الرغبة في تحسين الحياة اليومية للسكان.

وتقول "هم يريدون تبادل الحديث مع أشخاص آخرين، هذا ما ينقصهم. المسألة لا تتعلق بالمال".

ولم يكن من السهل إقناع القرويين بتحويل واجهات منازلهم إلى لوحات فنية. ويشير فان أي-هسيو إلى أن "الناس هنا محافظون بعض الشيء. لكنهم أدركوا أن (جداريات وو) تستقطب الزوار"

ومن المواضيع المفضلة للفنان، المشاهد القروية ورموز حسن الطالع التقليدية. كما تحمل أعماله رسائل اجتماعية يتطرق من خلالها الفنان على سبيل المثال إلى فقدان الثقافة المحلية لدى الأجيال الشابة بفعل غزو التقنيات الحديثة.

تنظم إيلفين سون (25 عاما) أحداثا متصلة بالفنون أو فن الطهو في الجزيرة، وهي اكتشفت أعمال وو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وقد زارت الشابة القرية بصحبة مجموعة أصدقاء وتشاركوا الطعام لدى عائلة وو.

وهي تقول "تزخر تايوان بـقرى الجداريات، وهي مواقع خلابة يهجرها الناس فور التقاط صور فيها".

وتضيف "لكنني هنا شعرت بأن كل لوحة تجسد مشكلة اجتماعية". وهي تأمل في أن يزوار الشباب التايوانيون روان شياو بوتيرة أكبر، لأن "هؤلاء الناس يمثلون ثقافتنا وتاريخنا ويجب أن نظهر امتنانا لهم".

رسوم الغرافيتي تكسر عزلة المسنين في قرية تايوانية

في قرية روان شياو الرابضة على سفح الجبال في وسط تايوان، بات الشيوخ يشكلون السواد الأعظم من السكان. غير أن الفنان وو تسون-شيين يحاول إضفاء نفحة شبابية على المنطقة من خلال رسم جداريات ملونة على المنازل.


ويغمس هذا الفنان ريشته في علبة طلاء ليضع طبقات جديدة من اللون على لوحة زاهية لقرويين يعتمرون قبعات تقليدية من خشب الخيزران.

وخلفه، يجتاز قروي مسن بصعوبة الطريق متّكئا على عصاه في الشارع المزدان بالجداريات الملونة.

ويقول الفنان البالغ 55 عاما "هذه القرية مليئة بالمسنين". فقد نزح غالبية الشباب بينهم أبناؤه، إلى المدينة وبات السكان الأكبر سنا يشعرون بالوحدة. وقد عمل هذا الرجل سابقا حارسا للسجون وبستانيّا، وبات مستشارا فنيا لأحد المتنزهات العلمية، وهو يمارس هواية الرسم هذه للمتعة الشخصية منذ العام 2007. وتستقطب جدارياته زوارا من الشباب إلى روان شياو حيث يتهافتون على التقاط صور سيلفي إلى جانب هذه الأعمال الفنية.

ويقول وو "هذه الرسوم تستقطب سياحا كثيرين وتراجعت حدة الضجر لدى المسنين. هذا أكبر نجاح لي". وتضم تايوان حاليا بضعا من "قرى الجداريات" هذه الساعية إلى إضفاء روح من التجدد والحيوية إلى مناطق هجرها شبابها. وكما في أنحاء العالم، غيّر التحول الاقتصادي الذي تشهده الجزيرة منذ عقود المشهد القروي في البلاد وأدى إلى تحولات سكانية كبيرة.

غير أن هذه الظاهرة في تايوان "أحدث عهدا من مناطق أخرى"، بحسب شيلي ريغر المتخصصة في شؤون هذه الجزيرة في جامعة ديفيدسون كولدج الأميركية.

والسبب يعود إلى أن النشاط الصناعي بقي لفترات طويلة في الأرياف. وتقول ريغر "الناس كانوا يحيكون الأزياء المخصصة لدمى باربي في منازلهم، ثم كانوا يحضرونها إلى المصنع المتخصص في التغليف في وسط القرية".

وفي روان شياو على سبيل المثال، كانت تصنّع أضاح من الورق لإحراقها في مراسم تقليدية في المعابد. لكن في التسعينات، انتقلت النشاطات الصناعية إلى الصين وزالت هذه المهن. وتضيف الباحثة "بهذه الطريقة فرغت المناطق الريفية من قاطنيها".

وتسجل تايوان ذات الـ23 مليون نسمة تشيخا سكانيا متسارعا. فمعدل الخصوبة في هذا البلد أدنى من المستوى المطلوب لتجدد الأجيال منذ 1984. وتراجعت الولادات إلى 180 ألف ولادة سنة 2018، في أدنى مستوى منذ ثماني سنوات.

يعيش في منزل آل وو والد زوجة الفنان (81 عاما) وزوجته (72 عاما). ولا يزال هذان الزوجان يحرثان الأرض في الجبال المجاورة حيث يزرعان الخضر.

وترك نجلا وو القرية لمتابعة دراستهما الجامعية، أحدهما إلى استراليا والثاني إلى مدينة مجاورة.

وتوضح زوجته فان أي-هسيو أن محاولات استقطاب السياح الشباب إلى روان شياو لا يحركها الدافع الاقتصادي بمقدور الرغبة في تحسين الحياة اليومية للسكان.

وتقول "هم يريدون تبادل الحديث مع أشخاص آخرين، هذا ما ينقصهم. المسألة لا تتعلق بالمال".

ولم يكن من السهل إقناع القرويين بتحويل واجهات منازلهم إلى لوحات فنية. ويشير فان أي-هسيو إلى أن "الناس هنا محافظون بعض الشيء. لكنهم أدركوا أن (جداريات وو) تستقطب الزوار".

ومن المواضيع المفضلة للفنان، المشاهد القروية ورموز حسن الطالع التقليدية. كما تحمل أعماله رسائل اجتماعية يتطرق من خلالها الفنان على سبيل المثال إلى فقدان الثقافة المحلية لدى الأجيال الشابة بفعل غزو التقنيات الحديثة.

تنظم إيلفين سون (25 عاما) أحداثا متصلة بالفنون أو فن الطهو في الجزيرة، وهي اكتشفت أعمال وو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وقد زارت الشابة القرية بصحبة مجموعة أصدقاء وتشاركوا الطعام لدى عائلة وو.

وهي تقول "تزخر تايوان بـقرى الجداريات، وهي مواقع خلابة يهجرها الناس فور التقاط صور فيها".

وتضيف "لكنني هنا شعرت بأن كل لوحة تجسد مشكلة اجتماعية". وهي تأمل في أن يزوار الشباب التايوانيون روان شياو بوتيرة أكبر، لأن "هؤلاء الناس يمثلون ثقافتنا وتاريخنا ويجب أن نظهر امتنانا لهم".

قد يهمك أيضًا:

انضمام "شيكي" التاريخية في أذربيجان إلى قائمة التراث العالمي للمناطق الثقافية

إجراءات صارمة لمواجهة استحمام السيّاح في "نافورة الأحلام" في روما

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فنان يكسر عزلة المُسنّين في قرية تايوانية باستعمال رسوم الغرافيتي المُلوّنة فنان يكسر عزلة المُسنّين في قرية تايوانية باستعمال رسوم الغرافيتي المُلوّنة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 صوت الإمارات - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 19:42 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
 صوت الإمارات - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 02:54 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
 صوت الإمارات - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 03:01 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات
 صوت الإمارات - غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

GMT 19:57 2019 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 21:09 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

"داميان هيندز" يطالب بتعليم الأطفال المهارات الرقمية

GMT 11:11 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حسن يوسف سعيد بالاشتراك في مسلسل "بالحب هنعدي"

GMT 03:01 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

حسين فهمي ووفاء عامر يستكملان "السر" لمدة أسبوع

GMT 16:07 2013 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مطعم النينجا المكان الوحيد الذي تخدمك فيه النينجا

GMT 20:43 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تقدم الدعم الفني لجيبوتى لتأسيس أول معهد للفنون الشعبية

GMT 00:02 2020 الخميس ,21 أيار / مايو

ميسي ينعى فيلانوفا في ذكرى رحيله
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates