رواية شوق الدرويش تثير أزمة اجتماعية وسياسية في السودان
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تناولت أهم فترة وطنية في تاريخ البلاد بصورة سلبية

رواية "شوق الدرويش" تثير أزمة اجتماعية وسياسية في السودان

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - رواية "شوق الدرويش" تثير أزمة اجتماعية وسياسية في السودان

رواية "شوق الدرويش"
الخرطوم – محمد إبراهيم

 أثارت رواية "شوق الدرويش"، للروائي السودني الشاب حمور زيادة، ردود فعل عنيفة بعد صدورها، خاصة من قبل طائفة "الأنصار" التابعين لحزب "الأمة القومي"، وتحولت الرواية من عمل أدبي رصين إلى جدل سياسي بين المثقفين والساسة، إذ أن الروية تناولت فترة مهمة من تاريخ السودان، والمعروفة بـ "الثورة المهدية"، المقدسة في تاريخ البلاد، حيث تُعد أول دولة سودانية أنهت الحكم التركي في السودان وأسست لدولة سودانية تدرس حقبتها في مناهج التاريخ في مدارس البلاد، بدءًا بالمرحلة الأساسية وحتي الجامعية، وحفلت بالعديد من البحوث ودراسات التخرج في البكالوريوس والماجستير والدكتوراة، والمفارقة أن جميع الكتابات التي تحدثت عن "الثورة المهدية" لم تتطرق إلي جانب سلبي فيها، باعتبارها تاريخ وإرث نضالي مشرق للجدود ضد المُستعمر، ومازالت الأغنيات الوطنية تتغني بأمجادها، الإ أن رواية "شوق الدرويش" تناولت الجانب الاجتماعي المظلم لتلك الحقبة، ما أدي إلى مواجهة بين المثقفين والساسة في السودان، بل العديد من المواطنيين الذين ينظرون إلي المهدية بأنها فخر الأجداد.

وتجلت هذه المواجهة في العديد من الفعاليات الثقافية والسياسية، آخرها "صالون الإبداع" الذي أقيم في القاهرة، الشهر الماضي، لتدشين كتاب نقدي لرواية "زيادة"، حمل  اسم "المهدية.. قراءة في أطروحة رواية شوق الدرويش"، للقيادي في حزب "الأمة القومي" عبد الرحمن الغالي.

ويعرف حزب "الأمة القومي" بأنه امتداد للمهدية، ويسمى أتباعه حتى اليوم بـ "أنصار المهدي"، فضلاً عن أن زعيم الحزب، الإمام الصادق المهدي، هو حفيد مفجر الثورة المهدية، الإمام محمد أحمد المهدي. وأكد زعيم حزب "الأمة"، في صالون الإبداع، أن رواية "زيادة" ذائعة الصيت استندت على رؤى أقلام المخابرات البريطانية، مشيرًا إلى أُثر الرواية السلبي المحتمل على الوحدة الوطنية في السودان، وعلى الإخاء المنشود بين شعبي وادي النيل. وأضاف أنه لا ينكر على صاحب الرواية حقه في حرية التفكير والنشر، ولكنه عمد إلى نقد الحبكة الروائية وتصويب أخطاء وقعت فيها الرواية في وقائع تاريخية، وإثبات اعتماد الرواية على رؤية قلم المخابرات البريطانية لتلك الحقبة من تاريخ السودان، وذلك عن طريق بيانات موثقة لحقائق في فترة المهدية.

وأشار "المهدي" إلى صورة المهدية كما غرسها قلم مدير المخابرات البريطانية، رغنالد ونغيت، والتي حرصت على إعدام المهدية معنويًا، كما أعدموها ماديًا، ولكن مع وجود ولاء عميق للدعوة في نفوس كثيرة صار لتلك الصورة أثر قوي في تفخيخ العلاقة بين أهل السودان، مضيفًا أن كتاب التاريخ الأكاديميين الموضوعيين تحرروا من أغراض مخابرات الغزاة، ووصفوا كل تلك الكتب، المسجلة بأقلام نعوم شقير، وإبراهيم فوزي، وسلاطين، وأهرولدر، و"ونغيت" نفسه، وغيرهم، بأنها مجرد مدونات للدعاية الحزبية، كما قال بيتر هولت، في مقدمته لطبعة ثانية لكتاب "ونغيت"، فصارت كتابات الأكاديميين البريطانيين أنفسهم أكثر موضوعية، كما جاء في كتابات ثيوبولد وهولت.

وذكر "المهدي" مؤرخين سودانيين كانت كتاباتهم جيدة عن فترة المهدية، كما جاء في مقدمتهم شيخ المؤرخين السودانيين مكي شبيكة، في كتابه "السودان والثورة المهدية". وأضاف أن سياسة المحتلين لم تهزم جيوش المهدية بالسلاح الناري الفتاك فحسب، بل عملت على إبادة بشرية لكل خليفة، أو أمير، أو ابن لـ"المهدي"، بالقتل أو بالنفي إلى رشيد. ولكن أفلت من هذه الخطة عبد الرحمن بن المهدي، الذي تركوه جريحًا في منطقة الشكابة ليقتله النزيف، ولكنه عاش.

وأضاف أن الظروف الحرجة التي يعيشها أهل السودان تجعلهم في أشد الحاجة إلى الوحدة الوطنية، ولكن مرجعيات رواية "شوق الدرويش" تصب في اتجاه فتق جراحات اندملت، وترديد أصداء أصوات نعق بها "أهرولدر" بوحي مباشر من "ونغيت".

وذكر "المهدي"، خلال حديثه في صالون الإبداع في القاهرة، أن هناك كتابات "شيطنت" فترة المهدية، مثل مسرحية "المهدي وفتح الخرطوم"، التي كتبها نجيب حداد عام 1897، ومسرحية " تحت العلم"، التي كتبها عبد الرحمن رشدي عام 1926، مضيفًا أن هذه المسرحيات شيطنت فترة المهدية، وتجاوزت ذلك لتحقير السودانيين عامة. وأضاف أن رواية "شوق الدرويش" عمل فني يصب في نفس الخانة.

وأضاف "المهدي" أن الرواية المعنية تتبنى نظرة دونية للمهدية خاصة، ولأهل السودان عامة، وتنهل من مخططات "ونغيت"، وكاتب "عشر سنوات في أسر المهدي"، لذلك فهي توسع فجوة التعارف والمعرفة بين شعبي وادي النيل، وتؤثر سلبًا على استحقاقات التعارف بين شعبي وادي النيل.

وأشار "إمام الأنصار" إلى أن الرواية تؤثر سلبًا على استحقاقات التعارف بين شعبي وادي النيل، مضيفًا أنه مشغول بإزالة أي عُقد تشوب العلاقة بينهما، فالحاجة لإزالتها الآن أكبر منها في أي مرحلة تاريخية ماضية، ولكن التصدي لتلك العُقد لا يجري بالصراحة المطلوبة، ورواية " شوق الدرويش" ومفردات ما قالته لجنة جائزة "نجيب محفوظ" توقظ تلك العقد، وفق تعبيره.

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية شوق الدرويش تثير أزمة اجتماعية وسياسية في السودان رواية شوق الدرويش تثير أزمة اجتماعية وسياسية في السودان



GMT 22:46 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

GMT 08:03 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates