الحِرَف اليدوية تنبض في قلب سوق القامشلي السورية وتحمل رائحة التراث
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

يعتز بها أهل الجزيرة ويتوارثونها رغم دخول التطوُر الصناعي والكهرباء

الحِرَف اليدوية تنبض في قلب سوق القامشلي السورية وتحمل رائحة التراث

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الحِرَف اليدوية تنبض في قلب سوق القامشلي السورية وتحمل رائحة التراث

حرفي التحف الخشبية في سورية أبو غضب
دمشق - لامار أركندي

تعد الصناعات الشعبية الموروث الأهم لمختلف الشعوب في الشرق الأوسط التي تعبق بماضي ما ورثه الآباء من أجدادهم وورّثوها إلى أبنائهم, باعتبارها جزءًا انبثق من صلب الحياة الاجتماعية والثقافية وتطورت بمرور الزمن. واستمر بعضها رغم ما لحقها من التطور الصناعي الذي شهدته مدينة "القامشلي"التابعة لمحافظة الحسكة شمال  شرق سورية بعد منتصف القرن الماضي,  لأسباب يرجعها أبو غضب حرفي التحف الخشبية  في المدينة  إلى اعتزاز أهل الجزيرة بهذه الصناعات, وتفضيلها على مثيلاتها التي يتم استيرادها. 

الحِرَف اليدوية تنبض في قلب سوق القامشلي السورية وتحمل رائحة التراث
 ويضيف أبو غضب في حديث مع "صوت الإمارات": "صناعة التحف الخشبية من الحِرَف القديمة والمتوارثة في العائلة منذ أكثر من مئة عام، وهي موجودة منذ القدم في المنطقة، تقوم على أساس الدقة والذوق في اختيار أشكال القطع وأحجامها، ويتم رسم الفكرة على الورق قبل تنفيذها وتحويلها إلى منحوتة فنية رائعة تستغرق مجهودًا فكريًا وعضليًا قد يستغرق عدة أيام .

ويقول أبو آشور "إفرام يونان" أنه الحفيد الذي ورث محل جده الترابي القديم في سوق القامشلي الشعبي وما زال يمارس صنعة جده ووالده في بيع الغرابيل والحبال وأدوات الزراعة, والبناء ومزاولة مهنة نجارة الخشب، ورغم وجود المنشرة الكهربائية  الكبيرة والسريعة والسهلة إلا أن أصالة وعبق الماضي يمنعان أبو آشور من الاستغناء عن المقشرة اليدوية القديمة التي سيورثها لأبنائه من بعده ويؤكد:"ما زلت أستخدم الأدوات القديمة الموجودة في المحل منذ ما يقرب الثمانين سنة", نحن نحاول أن نعمل من أجل الاستمرار في العطاء وحتى لا تموت هذه الصناعات الشعبية التي هي موروث مهم من تراثنا".
 الحِرَف اليدوية تنبض في قلب سوق القامشلي السورية وتحمل رائحة التراث
ويرى البعض أن الصناعات الشعبية اليدوية مهددة بالانقراض، نظرا لدقة صنعها وضآلة مردودها, هكذا رأى الباحث "جميل عمر "الباحث في الفنون الشعبية اليدوية، مشيرًا إلى أن الصناعات الشعبية اليدوية ستتحول إلى اتجاه آخر لأن الماكنات غزت عملية الصنع، ولم تهددها بالانقراض بل بضآلة الأصالة الشعبية, وقال :"لابد من أن نضع في الاعتبار أن الصناعات شعبية ستنقرض لأنها لم تعد موجودة في الاستعمال الشعبي, فأين السراج ( وسيلة الإضاءة بالزيت) الذي انقرض في عصر الكهرباء؟ وأين الحلس.( غطاء ظهر الحمار) الذي انقرض دوره لأن الحمار لم يعد وسيلة نقل إلا في حدود ضيقة جدًا في أعماق الريف".

وأضاف :"إن صناعاٍت تنقرض لأنها لم تعد صالحة للاستعمال اليومي فذهب بابور الغاز وتوارى خلف أدوات وأفران الغاز, وتوارى المكوى (على الفحم) لأنه لم يعد  شيئًا عمليًا في عصر الكهرباء, إن تطور الحياة عموما سيدفع ببعض الأدوات الفولكلورية للاختفاء ".

ولا شك أن المأثورات الشعبية، على اختلاف أنواعها وأشكالها، تعد مرآة صادقة تعكس ثقافة المجتمعات  فضلًا عن أسلوب حياة أفرادها عبر كل مرحلة من مراحل التاريخ, وتسجل أنماط التفاعل الاجتماعي وأشكال السلوك أنساق القيم وطبيعة الاستجابات في مختلف المواقف والمناسبات الحياتية للمجتمع الإنساني برمته, وتدل على مدى أصالة وعراقة تراثنا الشعبي.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحِرَف اليدوية تنبض في قلب سوق القامشلي السورية وتحمل رائحة التراث الحِرَف اليدوية تنبض في قلب سوق القامشلي السورية وتحمل رائحة التراث



GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"

GMT 04:38 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

خدع بسيطة لتحصلي على عيون براقّة تبدو أوسع

GMT 01:20 2013 الأحد ,21 إبريل / نيسان

دومينو الـ10 ألاف "آيفون 5 إس" الجديد

GMT 01:14 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الإقامة الفاخرة في جزيرة جيكيل الأميركية

GMT 20:41 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

إريكسون يؤكد أن ساوبر أنقذت نفسها من موسم "كارثي" في 2017

GMT 10:32 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

دلال عبد العزيز تكشف عن تفاصيل دورها في "سوق الجمعة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates