شهد مقر مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في دبي، الأربعاء، فعاليات الحفلة الختامية لتوزيع جوائز الدورة الخامسة عشرة لجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية؛ وذلك بحضور الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، ورئيس مجلس أمناء المؤسسة، وعبد الرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، وعضو مجلس الأمناء، والدكتور سليمان موسى الجاسم نائب رئيس مجلس الأمناء، إضافة إلى عبد الحميد أحمد الأمين العام للمؤسسة، وعبد الغفّار حسين وناصر حسين العبودي والدكتور محمد عبد الله المطوع أعضاء مجلس الأمناء، والشاعر حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.
حضر الحفلة أيضا الدكتور صلاح القاسم مستشار هيئة دبي للثقافة والفنون، وعلي بن حميد العويس رجل الأعمال وراعي جائزة العويس للإبداع، وبلال البدور رئيس جمعية حماية اللغة العربية، وسلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، وعلي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس إدارة الندوة، وسعيد النابودة المدير العام بالإنابة لهيئة دبي للثقافة والفنون وقد قدمت الحفل الإعلامية صفية الشحي.
قرأ الدكتور قرقاش، كلمة مجلس الأمناء التي أكد فيها أن المؤسسة ما زالت ملتزمة باحتضان الإبداع العربي بكافة أشكاله، وقال “لقد أوشكت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية أن تستكمل عقدها الرابع، وما زالت هذه المؤسسة تحتضن الإبداع العربي بالأجناس الأدبية المختلفة، جيلًا بعد جيل، وبمختلف التوجهات والمشارب الفكرية، فهي لا تتوقف عند حدود معينة من التجربة الإبداعية العربية الثرية”، وأبرز أن جائزة العويس كسبت ثقة المبدعين العرب لحياديتها التامة وقال في هذا الصدد “لقد كسبت المؤسسة عبر مسيرتها ثقة المبدعين العرب، لاعتبارات عديدة، منها حيادية الجائزة، وعدم تكريسها لأي اتجاه أيديولوجي أو عِرقي أو عُنصري أو قُطري، فليس أمام المحكمين - ومعنا نخبة منهم اليوم - إلا سلطة واحدة فقط هي سلطة النص، ومن خلال هذا المبدأ الأساسي في تعاملنا مع الإبداع، يلتف المبدعون حول جائزة العويس الثقافية؛ حيث بلغ عدد المرشحين في هذه الجائزة (1652) مرشحًا، وأفرزت التجربة العديد منهم؛ حيث فاز بالجائزة كوكبة من المبدعين العرب، ويمكن لزائر مبنى المؤسسة أن يتجول في متحف الفائزين، للاطلاع على صورهم بريشة نخبة من أبرز الفنانين”.
وأكد قرقاش أن المؤسسة تواكب التطورات التقنية والأدبية وتفتح أبوابها أمام الشباب، وقال “المؤسسة تحاول أن تواكب التطورات التقنية والأدبية، عبر فتح أبوابها للتجارب الشابة في كافة حقولها مشجعة الأجيال الإبداعية العربية على الكتابة، وما زالت تحافظ على أسسها وتنمي ارتباطها من خلال نظامها الأساسي ولوائحها، وتجربتها التي باتت يُحتذى بها في العديد من المؤسسات”.
وفي كلمتها التي ألقتها باسم الفائزين أكدت الروائية هدى بركات أن وجودها هي وزملاؤها من الفائزين في هذه الدورة هو اقتراب من الأهل والبيت وعبّرت عن ذلك قائلة “في وجودنا بينكم شيء يشبه الاقتراب من البيت ومن الأهل، فأنشطتنا، على اختلافها، هي فعل الوحدة، وأحيانًا الوحشة، يرافقها شعور بالغربة إلى حدّ كبير، وباسمي إذن، وباسم زملائي المكرّمين نقول شكرًا لمؤسّسة سلطان بن العويس الثقافيّة”.
وقد ألقى الدكتور شريف الجيار، عضو لجنة تحكيم الجائزة، تقرير لجنة التحكيم وأعلن من خلاله الفائزين في هذه الدورة في مجالات الجائزة المختلفة؛ حيث أوضح أن اللجنة قررت منح جائزة الشعر للشاعر شوقي بزيع؛ لما يمتاز به من تجربة شعرية أصيلة كما قررت اللجنة منح جائزة القصة والرواية والمسرحية مناصفة بين الروائية هدى بركات، والروائي عبدالخالق الركابي؛ لما في نصوصهما الإبداعية، من براعة في تقنيات السرد، وقدرة على بناء ممكنات تخييلية، تستوعب تحولات الواقع، وترددات الذات الإنسانية، ومنحت اللجنة جائزة حقل الدراسات الأدبية والنقد للدكتور حمّادي صمود؛ لمقاربته الجديدة للتراث النقدي والبلاغي، وتقديرًا لجهده في إثراء النقد العربي الحديث، وتأصيل المكتسبات المعرفية الإنسانية في الثقافة العربية.
وفي مجال الدراسات الإنسانية والمستقبلية قررت اللجنة منح الجائزة للدكتور جورج قرم؛ لما تمتاز به كتاباته من شمولية في الرؤية، وعمق في التحليل، ومنهجية دقيقة في تناول القضايا الاقتصادية والاجتماعية، ورؤية استشرافية، فضلًا عن ابتكار المفاهيم والتصورات، ونقد العديد من المسلمات، كما فازت جامعة الإمارات العربية المتحدة، بجائزة الإنجاز الثقافي والعلمي لهذه الدورة وتسلم الجائزة محمد عبد الله البيلي مدير الجامعة، وقد ألقى الدكتور سليمان موسى الجاسم نائب رئيس مجلس الأمناء بيان المجلس لجائزة الإنجاز الثقافي والعلمي في هذه الدورة، فأبرز حيثيات اختيار جامعة الإمارات لتنال تلك الجائزة، تتويجًا وتكريمًا لمسيرتها التي ابتدأت سنة 1976 م عند إنشائها من قبل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كأول جامعة وطنية متكاملة في الدولة.
وأكد الجاسم المجهودات الكبيرة التي ساهمت بها جامعة الإمارات في مجالات شتى؛ حيث قال: سعت جامعة الإمارات إلى توفير حلول بحثية للتحديات التي تواجه المجتمع المحلي والإقليمي والدولي، وأنشأت عددًا من المراكز البحثية ذات الأهمية الاستراتيجية للدولة والمنطقة، والتي تعنى بالمواضيع ذات الصلة بالقضايا المهمة في دولة الإمارات ودول المنطقة، كمصادر المياه، وعلاج أمراض السرطان.
بعد ذلك وزع الدكتور أنور قرقاش الجوائز على الفائزين.
وفي سياق متصل، يستضيف اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات الشاعرين حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، الفائز بجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية -الدورة الرابعة عشرة (2014-2015) وهو أول كاتب وأديب إماراتي فاز بالجائزة، وشوقي بزيع الفائز بالجائزة في الدورة الخامسة عشرة (2016-2017)، وهو شاعر لبناني صدر له ما يزيد على 19 كتابًا، وشارك في مؤتمرات وفعاليات داخل لبنان وخارجها، كما فاز بجوائز أدبية عدة، ويدير الأمسية عبد الإله عبد القادر المدير التنفيذي لمؤسسة سلطان بن علي العويس.
تُقام الأمسية عند الساعة السابعة من مساء يوم الأحد في قاعة أحمد راشد ثاني في مقر اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، على قناة القصباء في الشارقة.
أرسل تعليقك