فنانة سويسرية تستلهم أعمالًا متنوّعة مِن التراث العربي والفرعوني
آخر تحديث 00:22:13 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

استعانت بورق البردي والخيامية لصنع مجسمات مميزة

فنانة سويسرية تستلهم أعمالًا متنوّعة مِن التراث العربي والفرعوني

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - فنانة سويسرية تستلهم أعمالًا متنوّعة مِن التراث العربي والفرعوني

ورق البردي
سويسرا- صوت الامارات

استلهمت الفنانة السويسرية باتريسا جاكوميلا، أفكارا متنوعة لتنفيذ أعمال تشكيلية وذلك بعد إقامتها بالقاهرة نحو 6 أشهر عبر منحة علمية سويسرية، من نبات البردي الذي كثر استخدامه في الحضارة الفرعونية، وفنون الخيامية التي تنتمي إلى التراث العربي والإسلامي، وورق صحف الجرائد.

الأشكال الفنية التي صنعتها جاكوميلا وعرضتها أخيراً بمدينة زوغ السويسرية، جاءت نتيجة التفاعل والاندماج مع الناس والثقافة والتاريخ والأماكن المختلفة التي زارتها وتحركت فيها بمصر، إذ ركزت في تناولاتها ومعالجاتها المختلفة على المجال العام، كما حاولت فهم الحياة اليومية للمصريين وتناقضاتها وتأثير الثقافة العالمية في الإنسان المصري، بهدف خلق بيئة للتفاعل والتبادل الثقافي تستند لوسائط فنية مختلفة وفق جاكوميلا.

وصممت الفنانة السويسرية مركباً مساحته متران، من ورق البردي، بجانب طائرة صممتها من ورق الصحف بعد معالجتها بطريقة معينة، وكانت مساحتها مترين أيضاً، بالإضافة إلى أعمال أخرى تنوعت بين عروض الفيديو والتكوين في الفراغ، على غرار مجسم لشجرة سقطت أوراقها، ووضعتها بشكل مائل وإلى جوارها وضعت بقجة من نسيج الخيامية.

تصميم طائرة حربية مصنوعة من ورق الصحف يرمز إلى الخليط المتنوع من الانتشار المفرط للكتابات المفبركة، التي عمد مسؤولو الصحف وكتابها إلى إغراق المجتمع والناس بها، فضلا عن الأخبار المزيفة والتي تهدف إلى توجيه اهتمامات الناس في طريق معين، بحسب تصريحاتها لـ«الشرق الأوسط».

وذكرت جاكوميلا أنها قامت ببناء الطائرة من أوراق صحف أحضرتها من مدن مختلفة حول العالم بعد زيارتها ومن بينها القاهرة ونيويورك والقدس وغيرها من البلدان الأوروبية، وقد نفذتها بحيث تكون راقدة على الأرض غير مهيأة للإقلاع.

أعمال جاكوميلا المستمدة من التراث العربي والفرعوني لم تقتصر عند حدود التشكيل في الفراغ بل قامت بإعداد فيلم بعنوان «بقايا» تعود فكرته إلى عام 1989 عندما أولى الدكتور حسن رجب اهتماماً بالغاً بالصناعات اليدوية في دلتا مصر وتحديداً في قرية الجراموس، بمحافظة الشرقية، والتي تعد من أهم القرى التي تهتم بزراعة ورق البردي في مصر، ورصدت جاكوميلا تراجع زراعة هذا النبات التاريخي بالقرية.

وبعنوان «ذكريات الغد» صنعت جاكوميلا مركباً من ورق البردي، قامت بربطه بخيوط حمراء، وتوضح جاكوميلا أنها شاهدت رسوما بالصحراء الشرقية المصرية لمراكب مصنوعة من ورق البردي، تعود لمرحلة ما قبل التاريخ «3500 - 5000 قبل الميلاد». وترى أن العمل الذي نفذته يشير إلى التواصل بين الماضي والحاضر، مشيرة إلى أن «البردي لا يزال مستخدما في إثيوبيا والهند وبوليفيا كمادة أساسية في صناعة الزوارق الخفيفة، وهي تمثل في أساطير بلاد الرافدين والثقافة الهندية رمزاً للخلاص، كما أنها تحمل مفردات الحياة وعناصر استمرارها.
ورغم أن المركب يمثل في اعتقاد جاكوميلا نوعا من الأمل، فإنه في الوقت ذاته يشير إلى نقطة محزنة وهي مشكلة اللاجئين، وغرق أعداد كبيرة منهم في البحر المتوسط، وهم يسعون للهجرة إلى دول أوروبا بحثا عن حياة آمنة، لا يجدونها وهم يصارعون الأمواج، لكنها تأمل أن يفتح العالم صفحة جديدة معهم.

أما عمل الشجرة الذي جاء بعنوان «في اللامكان» ويصور شجرة قاربت على السقوط، وإلى جوارها صرة من قماش الخيامية المزخرف بألوانه الزاهية المعروفة، وتعبر من خلاله عن رقة حال العديد من البشر، بجانب غياب الإحسان فيما بينهم، وعدم الشعور بالاستقرار، وهو في رأيها يدفع المشاهد للتفكير والتأمل والتفاعل مع تلك المشاعر المتناقضة.
ولم تتوقف رحلة جاكوميلا مع حياة المصريين عند هذا الحد، بل قامت بالتقاط عشر صور وضعتها إلى جوار بعضها، تنوعت بين التشخيص والتجريد، بين الخيال والواقع، وجميعها تظهر الحياة اليومية المصرية، وقد تعمدت بحسب وصفها محو بعض التفاصيل والمفردات التصويرية ودمجها سوياً للتوغل في اكتشاف بنية مجتمعاتنا المعاصرة، من دون الوقوع في أنماط معتادة تغلب على الكثير من الصور التي تسجل جوانب من حياة المجتمعات.

قد يهمك ايضا:

بابا الفاتيكان يصلي داخل ساحة القديس بطرس وحيدًا للمرة الأولى في التاريخ

الكشف عن الحاصلين على "جائزة محمود كحيل" والاحتفال العام المقبل

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فنانة سويسرية تستلهم أعمالًا متنوّعة مِن التراث العربي والفرعوني فنانة سويسرية تستلهم أعمالًا متنوّعة مِن التراث العربي والفرعوني



GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 صوت الإمارات - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 صوت الإمارات - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 01:44 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

جيمي أيوفي يستمتع مع أسرته في "أتلانتس دبي"

GMT 10:11 2012 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الطاقة الإثيوبي: في طريقنا لاستكمال مشروع سد النهضة في 2015

GMT 19:07 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

اسباب تضخم الكبد وطرق العلاج

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

صفّ السيارات يتسبب في مشاجرة بالضرب بين رجل وفتاة في تكساس

GMT 20:58 2013 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

أول اجتماع لرئيس التليفزيون لبحث تطوير القنوات المصرية

GMT 06:43 2015 الجمعة ,19 حزيران / يونيو

الطقس في الإمارات الجمعة مغبرًا جزئيًا

GMT 01:51 2016 الثلاثاء ,29 آذار/ مارس

افضل التصاميم البارزة لأحذية ربيع 2016

GMT 11:53 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام مسابقة الخطابة باللغة العربية للجامعات الصينية

GMT 22:33 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

إطلالة مثيرة للموديل هايدي كلوم في حفل "أمفار"

GMT 02:28 2014 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

"الإسلاميّون" يعتبرون "العلمانيّة" ارتدادًا عن الدين

GMT 14:55 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

طاهية تصنع قطار من خبر الزنجبيل "بالحجم الطبيعي" في سيدني
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates