عراقي يصنع نسخًا من آثار أشورية تعود تاريخها إلى ثلاثة آلاف عام
آخر تحديث 20:09:42 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

الثيران المجنحة ورأس الملك سرجون من بين التماثيل المدمرة

عراقي يصنع نسخًا من آثار أشورية تعود تاريخها إلى ثلاثة آلاف عام

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - عراقي يصنع نسخًا من آثار أشورية تعود تاريخها إلى ثلاثة آلاف عام

ترميم آثار مدينة النمرود
بغداد - نجلاء الطائي

صنع الفنان نينوس ثابت في مدينة أربيل من الطمي، نسخًا من الآثار الأشورية التي دمرها تنظيم "داعش"، ويأتي ذلك في وقت دعت فيه الهيئة العامة للآثار والتراث العراقية، العالم المتحضر والمنظمات الدولية إلى مساعدة العراق على ترميم آثار مدينة النمرود الأثرية التي خربها التنظيم وتركها أطلالًا.  

ودرس الفنان نينوس ثابت (18 عامًا) مسيحي، الفن في جامعة الموصل وصنع نسخًا مصغرة من تماثيل دمرها المتشددون حين اجتاحوا مدينة نمرود الأشورية التي يمتد تاريخها إلى ثلاثة آلاف عام وتقع إلى الجنوب من الموصل وكان ذلك قبل عامين ونصف العام. وكانت نمرود ذات يوم عاصمة لإمبراطورية غطت أجزاءً مختلفة من الشرق الأوسط القديم وهي واحدة من عدة مواقع أثرية نهبها مقاتلو "داعش" وخربوها حين سيطروا على أجزاء كبيرة من الأراضي في العراق وسورية عام 2014. ومن بين التماثيل الثيران المجنحة ذات الوجوه البشرية التي تعرف باسم لاماسو ورأس برونزي للملك سرجون الأكدي.

وذكر ثابت " من يشوف آثار بلده تتدمر خلال دقائق وهي حضارة عمرها آلاف السنين فأكيد يتألم وخاصة الشخصيات المهتمة بالآثار والفنون بشكل عام فكانت بصراحة نكسة للآثار والتراث من قبل أشخاص متطرفين لا دين لهم." ونشر التنظيم المتشدد لقطات فيديو العام الماضي أظهرت مقاتليه وهم يدمرون بالجرافات وينسفون جداريات وتماثيل.
وأضاف ثابت "أنا من شفت تدمير الآثار والهدم صار عندي حافز إن أسوي هذه المجسمات ولو بشكل بسيط... كي نوصل رسالة للعالم إننا شعب نريد أن نبني الحضارة وأن نطور من أنفسنا في هذا المجال. مجال النحت البارز والمجسم."

وسيطرت القوات العراقية التي تتوغل في شرق الموصل، في مطلع الأسبوع، على جامعة الموصل والتي كانت واحدة من أبرز المؤسسات التعليمية في الشرق الأوسط وباتت موقعًا استراتيجيًا للمتشددين، وذلك ضمن حملة بدأت قبل ثلاثة شهور بقيادة الولايات المتحدة لاستعادة المدينة بالكامل وهي آخر معقل كبير للتنظيم في البلاد. ولا يزال غرب الموصل تحت سيطرة "داعش".

وفر ثابت مع أسرته من بلدة قره قوش ذات الأغلبية المسيحية الواقعة إلى الشرق من الموصل واتجهوا إلى أربيل عاصمة إقليم كوردستان العراق حين سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية. ويقول إن الفن منحه الراحة حين كان بعيدا عن بلده وأصدقائه. ومنذ أن غادر منزله صنع أكثر من 50 تمثالا وعملًا فنيًا. وعرض بعضًا من أعماله في معارض ومتاحف بينما اشترى هواة لجمع الأعمال الفنية البعض الآخر.

ونجحت القوات العراقية في إجبار تنظيم "داعش" على الانسحاب من نمرود في نوفمبر/تشرين الثاني وهو ما أعطى المسؤولين فكرة أوضح عن حجم الأضرار. وخلال زيارة بعد ذلك بأيام وجدت بقايا محطمة لمنحوتات معقدة وسط التراب. وتحولت زقورة أو هرم مدرج إلى كومة من التراب بعد أن سوتها جرافة بالأرض على ما يبدو.

واكتشف عالم الآثار البريطاني أوستن لايارد، نمرود في القرن التاسع عشر. وعمل عالم الآثار ماكس مالوان وزوجته كاتبة روايات الجريمة أجاثا كريستي في نمرود في الخمسينيات من القرن الماضي. وبعد تجربتها اتخذت كريستي من العراق خلفية لأحداث عدد من رواياتها.

ونددت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) بتدمير النمرود واعتبرته جريمة حرب وهجومًا على التراث العالمي منوهة بدور بلاد ما وراء النهرين القديمة في تشييد الحضارة آنذاك حيث ازدهرت المراكز الحضرية الأولى وظهرت الكتابة المسمارية على الألواح الفخارية. ومن أهم التماثيل التي دمرها التنظيم الثيران المجنحة الشهيرة التي لها وجوه آدمية ويطلق عليها اسم "لاماسو" وتقف عند مداخل قصر "آشور ناصر بال الثاني" ملك الإمبراطورية الآشورية في القرن التاسع قبل الميلاد ومعابد قريبة من الموقع.

 وأفاد البياتي وهو يتفحص الموقع الذي يبعد 500 متر فقط عن قريته ويزوره للمرة الأولى منذ عامين بأن "الموقع تم تدميره بنسبة مئة في المئة"، مضيفًا أن "خسارة نمرود أكثر ألما بالنسبة إليّ من فقدان منزلي".

وأعلنت وزارة السياحة والآثار العراقية أن المسلحين "في 3 أبريل 2015 ، فجروا المدينة وأبنيتها الأثرية المكتشفة بالكامل وهي كل من (قصر آشور ناصر بال الثاني الشمالي، ومعبد عشتار، ومعبد نابو) ولم يتبقّ من المدينة سوى الزقورة". وقد أثار ذلك ردود فعل دولية غاضبة، إذ عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا طارئًا دان فيه ما وصفه بـ"الأعمال الإرهابية البربرية" التي ارتكبها مسلحو تنظيم "داعش" في العراق، ومن ضمنها تدمير آثار تاريخية وثقافية نفيسة.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عراقي يصنع نسخًا من آثار أشورية تعود تاريخها إلى ثلاثة آلاف عام عراقي يصنع نسخًا من آثار أشورية تعود تاريخها إلى ثلاثة آلاف عام



GMT 22:46 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

GMT 08:03 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة

GMT 21:26 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 13:25 2019 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

إليسا على مشارف قصة حب جديدة بطلها ناصيف زيتون

GMT 03:21 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة السورية دينا هارون بعد صراع مع المرض

GMT 02:33 2016 الخميس ,09 حزيران / يونيو

فوائد المشمش الهندي

GMT 00:26 2019 الثلاثاء ,16 تموز / يوليو

تعرف أكثر على أسرار القرآن الكريم والعلم

GMT 02:22 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بلدية دبي تنتهي من تجهيز المخيمات الشتوية المؤقتة

GMT 14:14 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

أفلام اجتماعية نجحت بسبب أغانيها وارتبطت بها

GMT 22:49 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

عاصفة ثلجية تضرب جزيرة هوكايدو شمال اليابان

GMT 04:36 2015 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

معرض جدة الدولي للكتاب ينطلق في كانون الأول المقبل

GMT 02:37 2016 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

اعلمي آداب إتيكيت تناول طبق السوشي المحبب إليك

GMT 17:26 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

محاكمة دميرتاش زعيم أكبر حزب تركي مناصر للأكراد

GMT 17:44 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

المغربية ليلى الحرّاق تطلق فساتين سهرة أنيقة

GMT 16:44 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

بيلا حديد في إطلالة مثيرة أثناء حفلة في نيويورك

GMT 05:15 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الفتح الرباطي المغربي يخوض ودية أمام مالاغا الإسباني

GMT 09:36 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

عبير صبري تستأنف تصوير أولى مشاهد "الحب الحرام"

GMT 10:16 2012 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حريق كبير يعطل وحدة في محطة كهرباء التبين

GMT 16:47 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

اعرفْ وطنك أكثر تحبه أكثر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates