متحف الحرب الوطني في مالطا شاهد على آلام القصف والمعارك التاريخية
آخر تحديث 00:17:15 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

يتكوَّن مِن قاعة كبيرة مقببة وملحقين طويلين وثلاث غرف صغيرة

متحف الحرب الوطني في مالطا شاهد على "آلام القصف" والمعارك التاريخية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - متحف الحرب الوطني في مالطا شاهد على "آلام القصف" والمعارك التاريخية

متحف الحرب الوطني
بيروت- صوت الامارات

اندلعت الحرب العالمية الثانية عندما غزت ألمانيا بولندا في 1 سبتمبر/ أيلول 1939، ورغم أن مالطا شكلت جزءا من الإمبراطورية البريطانية، لم تكن الجزيرة في خط المواجهة حتى أعلنت إيطاليا الحرب على الحلفاء في 10 يونيو/ حزيران 1940، وفي صباح اليوم التالي، أسقطت القاذفات الإيطالية وابلا من القنابل على الجزيرة خصوصاً قلعة سانت إلمو (موقع متحف الحرب الوطني) ما أسفر عن مقتل ستة جنود.
وبينما كانت عقارب الساعة تقترب من الثالثة عصراً، توجهت مسرعاً نحو متحف الحرب الوطني في مالطا، الذي يطل على البحر المتوسط داخل قلعة سانت إلمو الشهيرة، ويمثل رأس مثلث العاصمة المالطية الصغيرة فاليتا... الشغف بكواليس الحرب العالمية الثانية ودور جزيرة مالطا في تلك الحرب الدامية كان يدفعني للسير بسرعة نحو بوابة القلعة، وبينما تبلغ سعر تذكرة الدخول 10 يوروات، دخلت أنا مجاناً بعد إظهار جواز سفري الموضح به وظيفتي (صحافي)، رحبت موظفة حجز التذاكر بي وأخبرتني أنّ المتحف سيغلق أبوابه بعد ساعتين فقط، ثم قدمت

لي تذكرة مجانية دخلت بها من البوابات الذكية إلى الداخل، وكنت في قمة سعادتي بهذا الموقف، الذي ندمت على عدم تكراره خلال زيارتي للجزيرة الأوروبية الصغيرة، إذ تكثر بها المتاحف والمباني التاريخية التي تتيح دخول الصحافيين إليها مجاناً. على يمين مدخل المتحف استوقفتني قطع حديدية عملاقة ينهش فيها الصدأ، عبارة عن «مراسٍ» تعود لسفن حربية غرقت في مياه البحر المتوسط خلال معارك الحرب العالمية الثانية، وينتشر في الحصن الذي يضم المتحف مدافع حربية قديمة ومتنوعة الأحجام كانت تستخدم للدفاع عن الجزيرة في القرن التاسع عشر.

أقسام المتحف الستة، لا يُشرف عليها أي موظف من الداخل، بل يتولى مراقبتها موظف أمن يجلس بجوار مكتب تذاكر الدخول، ويوثق متحف الحرب الوطني في مالطا الدور المهم الذي لعبته الجزيرة الصغيرة خلال القرون الماضية مروراً بفترة الاحتلال الفرنسي والحرب العالمية الأولى، ثم الثانية، وحتى استقلالها عن بريطانيا، ويلحظ زائر مالطا حالياً توقف أكثر من سفينة حربية ترفع العلم البريطاني بأرصفة موانئ الجزيرة وهو ما يعيد للأذهان أجواء الحرب.

حصن سانت إلمو، الذي يضم المتحف الوطني للحرب، بُني على شكل نجمة وفقاً لأمر القديس يوحنا في عام 1522، وأثناء الحكم البريطاني، عُدّلت القلعة لاستيعاب المتطلبات الجديدة للحرب، وافتُتح المتحف الوطني للحرب بداخله عام 1975 وجُدّد بالكامل في عام 2009.

يتكون المتحف من قاعة كبيرة مقببة وملحقين طويلين وواحد على كل جانب من القاعة وثلاث غرف صغيرة، ورغم أنّ بعض قاعات العرض عتيقة وتاريخية، فإنّ طرق العرض التكنولوجية الحديثة والباهرة، تضفي إليها مزيداً من التميز، وتساعد الزائرين على معايشة أجواء الحرب، عبر شاشات عدة، تقدّم مقاطع مرئية حقيقية للحرب العالمية الثانية، كما تصيبك أصوات القاذفات الألمانية والإيطالية التي كانت تدك مالطا في بداية الحرب العالمية الثانية، داخل القاعة بالخوف من أن تصيبك إحدى القنابل التي يحتفظ بها المتحف ويعلقها بطريقة جيدة كأنها تسقط من السماء فوق الرؤوس.
يذكر أن الحرب العالمية الثانية اندلعت عندما غزت ألمانيا بولندا في 1 سبتمبر (أيلول) 1939، ورغم أن مالطا شكلت جزءا من الإمبراطورية البريطانية، لم تكن الجزيرة في خط المواجهة حتى أعلنت إيطاليا الحرب على الحلفاء في 10 يونيو (حزيران) 1940. وفي صباح اليوم التالي، أسقطت القاذفات الإيطالية وابلا من القنابل على الجزيرة خصوصاً قلعة سانت إلمو (موقع متحف الحرب الوطني) ما أسفر عن مقتل ستة جنود.

التنقل بين أقسام المتحف المتنوعة يتم بسلاسة شديدة، إذ يقود القسم الأول إلى القسم الذي يليه تباعاً حتى انتهاء العرض المتحفي من دون مساعدة أحد، كما أنّ اللافتات التعريفية أمام المقتنيات المعروضة باللغتين المالطية والإنجليزية، واضحة تماماً وتتيح للزائر التعرف على كل المقتنيات عن قرب.

وبينما خُصّص الملحق الأيسر من المتحف لمقتنيات البحرية الملكية البريطانية، على غرار الزي الرسمي والمعدات والشعارات البحرية، فإن القاعة الرئيسية في متحف الحرب تحتوي على العديد من العناصر المهمة مثل مدفع Bofors المضاد للطائرات، وحطام الطائرة البريطانية الشهيرة «سبيت فاير»، وجناح الطائرة الألمانية المقاتلة من طراز «مسيركميت مي - 109» التي عُثر عليها في قاع البحر، بجانب محركات الطائرة الألمانية الشهيرة يونكر.

وتعد السيارة الجيب «Willis Jeep Husky» التي استخدمها الجنرال العسكري الأميركي، والقائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية دوايت ديفيد أيزنهاور، والذي أصبح فيما بعد رئيس الولايات المتحدة الأميركية الرابع والثلاثين، من أشهر معروضات المتحف، وقد أُحضرت إلى مالطا في يوليو (تموز) 1943، استعداداً لغزو القوات الأميركية جزيرة صقلية الإيطالية، واستخدمت هذه الجيب لاحقاً من قِبل الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت عندما زار مالطا في 8 ديسمبر (كانون الأول) 1943.

وبجانب المعروضات المثيرة للحرب العالمية الثانية، تستحق لوحات التصوير المعلقة على جانبي قاعات المتحف أيضا فحصها لأنّها تصور الظروف القاسية التي كان على مالطا وشعبها المرور بها خلال الحرب، حيث تظهر الأضرار الكبيرة التي لحقت بمالطا، بجانب الجوائز والأوسمة المرموقة التي تلقاها رجال الخدمة المالطية والمدنيين خلال الحرب العالمية الثانية لشجاعتهم وتضحياتهم خلال الحرب، وصور عامة للجزيرة الصغيرة أثناء فترة الحرب، وتعد ميدالية جورج كروس التي منحت عام 1942 لجميع سكان مالطا كاعتراف بشجاعتهم خلال الحرب، من أهم تلك الأوسمة.

ويبرز متحف الحرب كذلك بأقسامه المتنوعة، عدداً من القطع الحربية النادرة مثل محركات الطائرات الحربية والزوارق البحرية السريعة، وكشافات إضاءة ضخمة كانت تستخدم لرصد الطائرات الألمانية والإيطالية، ومدافع مضادة للطائرات ودراجات هوائية ونارية، وعددا من المقتنيات البحرية والطوربيدات، وملابس وخوذات عسكرية متنوعة، وتساهم شاشات العرض الموضوعة على الأرضيات بجوار المقتنيات الثمينة في رسم خرائط تفصيلية لمسارات الحرب وتفاصيل المعارك البحرية بين الحلفاء ودول المحور عبر طرق ذكية ومبتكرة.

وفي القسم الأخير من المتحف الذي يحتفي بتاريخ مالطا السياسي والعسكري عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، تحضر مصر عبر إلقاء المتحف الضوء على دور جزيرة مالطا في شن القوات الجوية البريطانية والفرنسية والإسرائيلية الهجوم على مدينة بورسعيد عقب إعلان الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس في عام 1956، الذي يعرف في مصر باسم «العدوان الثلاثي»، وتوضح شاشات العرض استخدام الطائرات البريطانية للجزيرة كقاعدة لشن الغارات الجوية على مصر. وتوضح الخرائط الإلكترونية كيفية انطلاق الهجوم وعودة الطائرات إلى قواعدها في مالطا، وينتهي العرض المتحفي الشيق بالاحتفاء بتاريخ استقلال مالطا عن بريطانيا عام 1964، قبل أن تُعلن جمهورية في 1974، وتنضم إلى تحالفات سياسية وعسكرية متنوعة خلال العقود الأخيرة.

قد يهمك أيضًا :

 اسماء لمنور تستعد لطرح كليب "عندو الزين" من التراث المغربي

  انطلاق فعاليات أسبوع التراث المغربي في الشارقة

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متحف الحرب الوطني في مالطا شاهد على آلام القصف والمعارك التاريخية متحف الحرب الوطني في مالطا شاهد على آلام القصف والمعارك التاريخية



GMT 20:34 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
 صوت الإمارات - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:01 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السجائر في الإمارات بعد تطبيق الضريبة الانتقائية

GMT 12:14 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 07:44 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يعلن موعد عرض فيلم "الفلوس"

GMT 12:06 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

دندن يبحث سبل تعزيز التعاون مع جمعية الشارقة الخيرية

GMT 16:46 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

تخفيض دائم على سعر جوال "OnePlus 2" إلى 349 دولار

GMT 08:23 2016 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

توزيع جوائز القصة القصيرة بالتعاون مع مؤسسة "بتانة" الثقافية

GMT 11:42 2015 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

المصممون يضعوا لمسة "الأهداب" الأنيقة لأحذية الرقبة

GMT 23:56 2015 السبت ,11 تموز / يوليو

الأمطار تغرق المناطق المنخفضة في روالبندي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates